|
| عزيزتـي الجزيرة
عندما تطلق كلمة «نقد» يتبادر الى ذهن كثير من الناس أنه اظهار العيوب فقط بغض النظر عما تحمله هذه الكلمة من معنى اصلي، فمهوم النقد هو النظر الى ما قام به الشخص من عمل نظرة ايجابية وسلبية، سواء كان هذا العمل عملاً ادبياً أو سلوكاً تربوياً أو غير ذلك مما يصدر من الاشخاص.
ولو أخذنا جانباً من جوانب النقد.. كالنقد الادبي مثلاً لوجدنا أن الحكم النقدي الذي يصدره النقاد على الادباء ، يتراوح بين السلب والايجاب، فهذا هو النابغة الذبياني يأتيه الاعشى في سوق عكاظ ويعرض عليه قصيده، وتأتيه الخنساء وتعرض عليه قصيدتها في رثاء اخيها صخر، ومنها:
|
وان صخراً لتأتم الهداة به
كأنه علم في رأسه نارُ |
فقال لها ؟ لولا ان ابا بصير يعني الاعشى انشدني قبلك، لقلت انك اشعر الشعراء.. وقوله (اشعر الشعراء) يعتبر نقداً ايجابياً. ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال لابن عباس رضي الله عنهما انشدني لاشعر الشعراء قال: ومن هو اشعر الشعراء قال الفاروق: زهير بن ابي سلمى. قال ابن عباس: وبِمَ كان اشعر الشعراء. قال: لانه لا يعاظل في الكلام، ولا يتبع حوشيه، ولا يمدح الرجل الا بما فيه.. وهذه ايضاً صورة نقدية اخرى من قبيل النقد الايجابي. وعلى النقيض من ذلك نرى الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد ينقد خاله المتلمس عندما وصف الجمل بصفة من صفات الناقة في قوله:
|
وقد اتناسى الهم عند احتضاره
بناجٍ عليه الصيعرية مكدم |
فقال طرفة: استنوق الجمل!!؟
فهذا النقد من طرفه، يعتبر نقداً سلبياً اظهر فيه خطأ وقع فيه خاله المتلمس. اذن يجب ان يكون مفهوم النقد عند الناس هو المفهوم الصحيح لمعنى النقد، فلا نركز على الاعمال السلبية والعيوب، ونصبح كالذباب لا يقع الا على الاوساخ، وننسى الحسنات التي بذلها الشخص ونتجاهل افعاله واقواله الحميدة.
عبدالعزيز بن سعد العديم
القصيم بريدة
|
|
|
|
|
