أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th October,2001 العدد:10618الطبعةالاولـي الاربعاء 7 ,شعبان 1422

مقـالات

رؤى وآفاق
مواسمنا الوطنية
د. عبدالعزيز بن محمد الفيصل
مواسمنا الوطنية رموز عزة، وعنوانات وفاء للوطن وللقائمين على أمنه، فمنها ما يوطد عرى الثقافة بين أبناء الوطن الواحد، وقد يمتد الموسم إلى إخوان لنا في العروبة، وإخوان لنا في الإسلام، بل إلى الإنسانية كافة، ومن المواسم الوطنية ما يربط ابن هذا البلد ببيئته وتاريخه، ومنها أيضا ما يرتبط بالاقتصاد، فالمواسم المرتبطة بالإنتاج لها علاقة بتاريخنا واعتمادنا على أنفسنا، وهناك مواسم مرتبطة بالبحر، وخلفها طلب الرزق، والسعي الى ملء بطون الجياع، عن طريق الرحلات البحرية، التي يؤمل منها الغنى أو العيش في حدوده الضيقة. هذه المواسم توطد الوطنية في الشباب، وتجدد الذكرى لدى الشيوخ.
وإذا أردنا أن نعرف مدى ارتباط الوطن والمواطن بهذه المواسم فعلينا أن نستقرئ الأدب بنوعيه الفصيح والشعبي، وننظر ما قيل في هذه المواسم من الأمثال والحكم والقصص والشعر الفصيح، والشعر الشعبي، فحياة الناس مرتبطةبهذه المواسم، والأدب هو المعبر عن حياة الناس في أفراحهم وأتراحهم، في أيام سعة رزقهم وفي أيام ضيقها.
إن موسم ا ليوم الوطني تذكير بوحدة هذه البلاد، هذه الوحدة التي جمعت الإخوان، ونبذت الفرقة، وهيأت سبل العيش لفئات كثيرة من الناس، ثم إن هذا الموسم يتيح لأبناء هذا الوطن أن يعبروا عما تكنه صدورهم للقائد الذي وحد البلاد، وذلل الصعاب، فهو جدير بالتقدير والثناء، وهو أهل للشكر والوفاء. وموسم يوم البيعة الذي سيحل علينا بعد أيام قليلة يذكرنا ما لقائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز من المكانة في القلوب، والسمو في المنزلة، فقد قاد البلاد على مدى عشرين عاماً في منطقة يسودها الاضطراب، وتحيط بها الأعاصير، فقاد السفينة بمهارة، ونجا من فيها من ويلات الحروب، وذل الفقر، وقهر الأعداء، كما أن القائد نأى بشعة عن وطأة الأمراض، وفتح له مجالات العلم والمعرفة، فموسم البيعة فرصة للتعبير عما بذل القائد من جهد امتد عقدين من الزمن.
وموسم الجنادرية سمة معرفة، وعلامة ثقافة، ومنارة فكر، فموسم عكاظ تجدَّد في الجنادرية.
لقد برزت فيه معارف البلاد، وحصرت في مكان واحد، يتيح للزائر الاطلاع على الحرف، والتعليم، والمواصلات، والزراعة، والبناء، والرقصات الشعبية، ومهارات الفرسان فوق ظهور الخيل، ثم إن الثقافة تنشط في موسم الجنادرية، من محاضرات، وعرض قصائد، ولقاءات فكرية بين المثقفين السعوديين من جهة وبين المثقفين السعوديين وغيرهم من مثقفي العالم الذين يدعون لموسم الجنادرية، فهذا الموسم جدير بالمشاركة فيه والوقوف على معطياته المتعددة والمتنوعة في كل عام.
ومن مواسمنا الوطنية موسم الربيع، فصحراؤنا الجرداء تتحول أرضها إلى أزهار تضحك، وسماؤها مشبع بالنسيم المعطَّر، وطيرها هزج في سمائه، فتغري المار بالإقامة، والبعيد بالرحيل إليها، فلا ترى إلا الخيام المصطفة، وقطعان الإبل والأغنام الممتدة، فالخضرة تملأ البصر، والمتعة تتغلغل في النفس، فموسم الربيع في بلادنا يختلف عن ربيع البلاد الأخرى.
ومن مواسمنا الوطنية موسم الحصاد، وقد يجهل هذا الموسم سكان المدن القابعون في بيوتهم، مع أنه موسم البلاد كلها، فالقمح يحصد ويجمع، وهو قوت البلد، فالخبز الذي يتناوله الطفل والشاب والكبير هو من عطاء هذا البلد، وبما أن الجهل بهذا الموسم قد يكون عاما في المدن فأرى أن يعرف به في موسمه، في وسائل إعلامنا، من إذاعة وتلفاز وصحافة، لقد كان الفقراء في الماضي القريب ينتظرون أيام الحصاد ليجود عليهم المزارعون بشيء من محصولهم، أما اليوم فلا نشاهد فقيرا يطلب قبضة من سنابل القمح.
ومن مواسمنا موسم الصرام أي صرام النخل، وهذا الموسم لا يعرف عند سكان المدن على الرغم من أنه موسم البلاد، ففي هذا الموسم تجذ العذوق وترسل بالأسباب إلى حوض النخلة، ويجمع التمر ويجفف ويكنز بعد ذلك، أو يرسل إلى مصانع التمور. ومن المواسم الوطنية موسم الغوص فهذا الموسم كان له شأن قبل خمسين عاماً، أما اليوم فيعد من المواسم التي يحتفظ بها التاريخ.
إن مواسمنا الوطنية جديرة بالإعلام عنها في أزمانها، فهي جزء من وطنيتنا في رموز بلادنا، وثقافتنا، واقتصادنا، ومعارفنا وأدبنا.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved