أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th October,2001 العدد:10618الطبعةالاولـي الاربعاء 7 ,شعبان 1422

مقـالات

وسميات
طالب العلم لا يساق
راشد الحمدان
تطلب المدارس عادة من أولياء الأمور أن يتعاونوا مع المدرسة.. لا بد من مساءلة الابن ماذا درس وماذا فهم؟ وهل أدى الواجب؟ ولماذا ترك المدرسة ذلك اليوم وهرب مع قرناء السوء؟ ولماذا هو يكره الأستاذ الفلاني ويلاغي المدير الفلاني؟ ولا بد من مساءلته أيضاً لماذا كتابه هذا مزخرف بالأبيات الشعرية المكسرة الباهتة التي تعكس فكراً خواء وتفكيراً رديئاً؟ وتريد المدرسة من أولياء الأمور المساعدة على ايقاف شغب الأبناء وإهمالهم.. كل هذا وغيره تطلبه المدرسة من أولياء الأمور.. وغالباً لا يتم شيء من هذا كما تريد المدرسة، ولا يتحقق كثير من هذا كما يريد أولياء الأمور.
صحيح أن الطالب يحتاج إلى شيء من التوجيه والتحذير وهذا يكون من الأولياء ومن المدرسة، وطالب العلم الحقيقي يتلقى ذلك برغبة ويجعله ديدنه ويحذر مما حُذّر منه ويحقق ما يطلب منه. أما الطالب فقط، فهو السادر الضائع الذي يضرب بالتوجيه والنصائح عرض الحائط وهو لا يحقق غالباً شيئاً من المدرسة ولا من توجيهات ولي أمره لأنه أصلاً مسوق إلى ما لا يريد.. ولذلك فإن المدرسة غالباً ما تكون مثل المنخل.. أو الغربال يأتي إليها هؤلاء وهؤلاء فيسقط مع الثقوب ما هو جفاء، ويمكث في الغربال طالب العلم الحقيقي.. لذلك فإن ما تعانيه المدارس من المغصوبين على كرسي المدرسة الشيء الكثير. وما يبعث الهم والغم في قلوب ونفوس أولياء الأمور هو هذا الإعراض عن العلم وطلب العلم من أبنائهم ومن المعروف أن طالب العلم الحقيقي لا يحتاج إلى من يقول له.. ذاكر أو ادرس.. أو قم بالواجب فهو يفعل ذلك كله بوازع صادق هو الرغبة في كسب المعارف والتزود من العلوم.. وتحضرني قصة هنا ترويها كتب الأدب وهو أن مالك بن أنس رضي الله عنه كان له بنتاً تحفظ كتابه الموطأ.. فكانت تقف خلف الباب فإذا قرىء على مالك وغلط القارىء نقرت الباب فيعلم غلطه.. وكان له ابن اسمه محمد يجيء وأبوه مالك يحدث وعلى يده باشق وهو نوع من الطيور فيلتفت مالك للحاضرين فيقول.. أما إن الأدب.. أدب الله.. هذا ابني كما ترون.. وتلك ابنتي كما ترون.. وفي حياتنا اليوم نرى البنات يرحن أهليهن.. ويتفوقن في العلوم بينما كثير من الأولاد مثل محمد هذا.. فطالب العلم لا يساق.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved