أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 24th October,2001 العدد:10618الطبعةالاولـي الاربعاء 7 ,شعبان 1422

مقـالات

سوارٌ في دوائر الحوار..!
إبراهيم عبدالرحمن التركي
(1)
' «العقل هو الأداةُ الوحيدة التي تجعل من الحياة شيئاً ذا معنى...»
سيغموند فرويد
***
' لا وجود لمجتمعٍ يصنع نفسه من دون المعرفة بذاته.
علي حرب
***
' الحياةُ فنُ وضع الاستنتاجات الناضجة من منطلقات غير ناضجة..
صمويل بوتلر
***
' ادخلوا.. لن تخسروا شيئاً سوى آرائكم المسبقة.
روبير شيكلي
***
(2)
' سلْ ما تشاء
فقد مضى زمنُ التجاهل..
' قل ما ترى
إذ قد سرت عدوى التفاعل..
' كن أنتَ
إشراقَ البداية
وانتصارات النهاية
إذ يصدُّ الحقَّ مائلْ..!
' لا تَرْوِ أحلامَ الصِّغارِ
أو انكفاءاتِ الكبارِ
إذا يضامُ بمثلها
صدرٌ وكاهلْ...!
'ثمنُ التطلُّع لا يفي
إنْ سامه فجٌّ وقاتلْ...
والحربُ غير الحبّ
ترويه الأواخر عن أوائلْ...
***
(3)
' «... فُظنَّ خيراً... ولا تسألْ عن الخبرِ...»
' وقد استمرّ مفهومُ هذا «الشِّطرِ»
«منطقاً» لرؤية لاتزالُ تسودُ في الأوساطِ «الاجتماعيَّة» حين يُعوزها «فهمٌ»، أو يتعذر أمامها «إفهام»، ويلتمسُ «قارىءُ» هذه الممارسةِ عُذراً لأربابها إذْ يدفعهُم «العجز»، أو «الخوف»، أو «الأمل» لتجاوز «المعطيات» الجدليَّة، فأصحاب القرار هم ذوو الخِبْرة، وهم «الأعرفُ» بشؤون «العامةِ» ومصالِحهم... ولا معنى لقفزٍ فوق سباقاتِ «التراتبيَّة» الإداريَّة، ولينشغل كلٌ بما يدركه...!
' بمثل هذا «الهدوءِ» تدور الأمور في المجتمع «البسيط» ، فتختصرُ «النقاشاتُ» دون أن تطال «الأبعاد» الخلفيَّة لمشروعات القرارات التي «تؤثّرُ» في «الواقع» أو تغيِّرُ «الآتي»، فلولا «المصلحة» لما كان، و«المتنفِّذون» هم الأجدر بتحديد «خطوطِ» اليوم، و«خُيوط» الغد..!
' إذن «ظٌنَّ خِيراً، ولا تسألْ عن الخبر..»
وأوسدِ الأمرَ لأهلِه، وابحثْ عن «مأكلك» و«مشربك» كما «قُدِّرا» أو «قُرِّرا»، وتجاهل «الدوران» في دُوارِ «الأحداث» فلها أربابُها،
ولك شؤونك وشجونك...!
' هكذا يسيرُ المجتمع «البسيط»، وبمثله يُسيَّرُ المجتمع «المركب»، والفرق أن «دافعَ» أولئك «ذاتٌ» متصالحة، وأولاءِ عواملُ «متصارعة»..!
***
(4)
' فيما عدا «ثوابت» النصوص «المقدسة» ودلالاتها فإن «المرجعيَّة» التي تحكمُ «القواعد»، هي في أصلها «ناسوتيَّة» صنعها البشر، وهم منْ «يعرضها»، و«يفرضها»، و«يبدلها»، و«يلغيها»، و«الحوارُ» حول «نفعِها» أو «ضرّها» متاحٌ مُباح، ويبقى «تَنفيذُها» ملزماً إذا تحولت إلى «قوانين» تستمدُّ قوتها من «مشروعيَّة» الدوائر التي تمرُّ بها من لدن أن كانت «فكرة» وإلى أن أصبحتْ «نظاماً»..!
' من هنا يبدو «الاختلاف» في الحكم على قضايا «الخلاف» حقاً للجميع مع الجميع، ولكن «المُعَايش» لمجريات «الحياة» سيجدُ أن مبدأ «ظُنّ خيراً...» هو الحاكم المتحكمِّ..!
***
(5)
' «تداعت الأممُ كما تداعى الأكلةُ»، ورغم أن لا حاجة لأي نوعٍ من «التحليل» أو «التبرير» لهذا «التداعي» إلا أن الفهم «الشارعيَّ»/ «العاميَّ»/ «البسيطَ» يتصادمُ مع الفهم «الإعلاميّ»/ «الرسميّ»/ «السائد»، وتختلط «القراءاتُ»، ويُطِلُّ مفهوم «فظُنّ خيراً» محاولاً الْحُكمَ» بين الُّرؤى، غير أن «الانفتاح»، كما «الاجتياح» يُرغمان «العقل» على أن يظنَّ «شرّاً»، وأن يستقصي «خبراً»، وأن يتوجس «آتياً»/ «عاتياً»، فقد نؤكل كما أُكل الثور الأبيض...!
' في الأحداث المتصلة بين «القدس» و«كابل» تتمُّ إعادة رسم خارطةِ العالم، كما جرى عقب سقوط «الخلافة»، وانتصار «الحلفاء»، ونهاية «الشيوعيَّة»، والتعارض في تحديد «لونها» و«طعمها» و«رائحتها»، دليلٌ صحيُّ على «التأني» قبل اختيار نوعِ «القصعةِ»، وطبيعة «المتغدِّين» و«المتعشِّين»..!
***
(6/1)
' في كتابه (وعود المستقبل) دعا (ألتن توفلر) «الأمريكيين» كما «الروس»/ «السوفيات سابقاً» إلى أن يتأقلموا في عشرين أو ثلاثين السنة المقبلة مع التوزيع العالمي الجديد للسلطة، واستشهد ببريطانيا وفرنسا اللتين خضعتا لخسارة امبراطوريتهما، وأشار إلى الصدمات النفسية والثقافية التي تصاحب مثل هذه التحولات وخصوصاً لأن «الغطرسة» المبطَّنة والوصف ل«توفلر» لا تزال تركب رأس الأمريكيين..!
' صدر كتابُه في منتصف «الثمانينيات»، ولم تمض بضع سنوات حتى سقط «الاتحاد السوفيتي»، وانتهت امبراطورية عظمى، وتفردت الأمبراطورية العظمى الأخرى بقيادة العالم، وإذْ لا تزالُ كذلك فإن «المتغيرات» المتسارعة مؤشر بما قد تنتهي إليه خارطة العالم في العقود المقبلة..!
(6/2)
' ليس الحديثُ عن «عنف» مقابل «عنف»، أو «انتقام» في مواجهة «ظلم»، أو «إرهاب» «أفراد» يُضادّ «إرهاب دول»، فالحقُّ بيِّن، و«التأويل»، و«التفسير»، وإقحامُ «النصوص» و«المصالح» و«الشعارات» من كل الأطراف أمرٌ متوقع، والحقيقةُ في ذلك غير عابئة بما يدور، وحين تنجلي الأمور ستتضح «أسرار»، وتُهدُّ «أسوار»، وهنا المهم، فليس الناتجُ رهناً بالتخطيط، ولنْ يسير «الصالحُ» وفقاً للمصالح، والأيامُ ممتلئةٌ بلياليها «الحُبْلى» التي تلد كل صباح ما هو عجيب ثم ما هو أعجب..!
(7)
' رغم محاولات الولايات المتحدة ومعها العالم الغربيُّ تعزيز «الحقوق المدنية «Civil Rights »وأماكن الصَّهر «melting potس فإن «الأبيض» ظل أبيض، والعرق «الآريّ»، هو المتميِّز، والدماء «الزرقاء» هي الطاهرة، وكل ما يُقال حول «التسامح»ِ و«المساواة» واحترام «الإسلام»، والبحثِ عن «السلام» شعاراتٌ مجوفةٌ يدفع ثمن التصديق بها منْ يتوقعُ «نقاءَ» السياسة، ومبدئية «الساسة»، مع أن كلاًّ يسعى لمصلحته، وتعارض المصالح الحتميُّ دافع لتغليب «الأنا»، والانتصار للأمة..!
' إن مبدأَ «فظُنّ خيراً...» غير وارد في هذه المسألة، والسعيد من وُعظَ بغيره واتّعظ..!
(8)
' تهكمّ (هيلموت شيمدت) كما روى توفلر برائحة ثوم إحدى «الأقليّات» من بني شعبه، وهو مثل غيره مؤمن بالتمييز بين الأجناس، ولم يكنْ بِدْعاً، فالعربيُّ والفارسيّ والأمريكيّ والأوربي والصينيّ واليابانيّ وغيرهم يعتزُّون بانتماءاتِهم، ويبقى «الإسلام» المبدأ الوحيد القادر على صَهر الجميع، وإطفاءِ جذوة «العنصريَّة» و«التمايز» و«التفرقة»، والانخداعُ بالشعارات الأمريكية التي تتردد حول المساواةِ بين الشعوب وهمٌ أكدته الدلائل، ودعم «يهود» ملمح إلى إرادة إنهاءِ الأمة واغتيال مقدراتها..!
' وقد علّق (التن توفلر) على حكايات مشابهة بتحليل منطقي، وأشار إلى ما يقوله «اليابانيون» من أنهم محظوظون لعدم وجود مشكلة الأجناس لديهم حتى إذا سألت «الكوريين» الذين يعيشون في اليابان لقيتَ جواباً معاكساً، وأكد أن «العنصرية» المرادفة لاضطهاد الأقليَّات والثقافات المختلفة منتشرةٌ بشكل واسع وعميقةُ الجذور..!
'وإذن فقد شهد شاهدٌ من أهلها، مما يُسقط محاولات الالتفاف حول الواقع، وادّعاء التكامل مع العالم في «حربٍ» موحّدِة «الأهداف»، محسومة «النتائج»..!
' لا معنى لأن نظنَّ خيراً، فكلٌ يعمل لنفسه، ولا بأس إن تساوينا معهم في هذه الحكاية البسيطة المشروعة...!
***
(9)
' نحن اليوم أمام ما هو أبعد من قراءة «حدث» أو تأمل «وجوه» لبحث مشروعيَّة «تعدّد» «التوجهات» التي تتصلُ وتنقطع، ولواقعية «الخلافات» التي تتمايز فمهاً وعقلاً، ولتنوع «المصادر» أسلوباً ومنهجاً، وهي كلُّها تنتهي إلى حتمية «استقلاليّة» الفكر، و«فاعلية» التفكير، وأهمية رسم استراتيجيات «معرفيّة» تعيد قراءة الأحداث، وتستعيدُ رواية التاريخ، وتحاول الفهم والتفاهم، وتنفي من دوائرها «تابوهات» الممتنع، والممنوع، والمستبعد والمستحيل، والغائب والمحجوب، ويتلاشى قبلها وبعدها شعار «فَظُنَّ خيراً..»..! فنحن في زمن المتاعب والمصاعب، ونحن كذلك في زمن السؤال والجواب...!
'تسقط «التابوهات» فينهض «الإنسان»...!
ibrturkia@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved