|
| متابعة
* واشنطن د ب أ:
توفي اثنان من عمال هيئة البريد الامريكي متأثرين بأعراض إصابتهما بمرض الانثراكس «الجمرة الخبيثة» أمس الاول بينما تم تشخيص إصابة اثنين آخرين بالنوع الرئوي المميت من نفس الجرثومة وسط دلائل بتصاعد حملة الإرهاب البيولوجي ضد الولايات المتحدة،
وبعد لقاء مع الرئيس جورج بوش لابلاغه بآخر التطورات قال توم ريدج، وزير الامن الداخلي الذي عين مؤخرا في هذا المنصب المستحدث في أمريكا، «من الواضح تماما أن أعراض المتوفين محل اشتباه وأن وفاتهما ترجع على الارجح إلى إصابتهما بالجمرة الخبيثة»، إلا أن ريدج قال إنه لا بد من إجراء المزيد من التحليلات لقطع الشك باليقين،
في الوقت نفسه عكست تصريحات الدكتور إيفان واكس مدير الصحة العامة في واشنطن تصاعد المخاوف من جراء الرسائل والطرود البريدية الملوثة ببكتريا الجمرة الخبيثة والتي أرسلت إلى شخصيات حكومية وإعلامية خلال الاسابيع الماضية وقد أسفر ذلك عن إصابة 11 شخصا على الاقل في أنحاء الولايات المتحدة بالعدوى،
وقال واكس إن تسعة أشخاص آخرين في منطقة العاصمة ظهرت عليهم أعراض تشير إلى احتمال إصابتهم بالجمرة الخبيثة منذ الرسالة التي أرسلت بالبريد الاسبوع الماضي إلى زعيم الاغلبية بمجلس الشيوخ السيناتور توم داشل، وهو ما أدى إلى تعرض 28 من هيئة موظفي الكونجرس لجرثومة الجمرة الخبيثة وإغلاق الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ مؤقتا وكانت الرسالة قد وصلت من خلال مركز بريد برينتود الواقع إلى الشمال من مبنى الكونجرس،
وناشد مدير الصحة بمدينة واشنطن حوالي 000، 3 من العاملين مع الضحايا وموظفي مركز آخر بالخضوع لفحص طبي شامل والسعي للحصول على علاج وقائي مع المضادات الحيوية،
وقال ووكس في بيان صحفي بثه التليفزيون «أي فرد كان يعمل في مركز بريد برينتود خلال الأيام الاحدى عشرة سنة الماضية، يجب أن يحضر هنا اليوم على الفور»،
وكانت السلطات الطبية قد بدأت تحاليل عينات من الانسجة المخاطية للأنف وعلاجاً بالمضادات الحيوية في عطلة نهاية الاسبوع شملت كافة العاملين بمركز برينتود ومركزاً آخر للبريد الجوي بالقرب من مطار بالتيمور واشنطن الدولي،
وحتى أول أمس الاثنين كان المركزان ما زالا مغلقين،
من جهة أخرى، قال مدير عام البريد جون بوتر «البريد وعماله أصبحوا هدفا للارهابيين»، ولكنه وعد بألا تتأثر الخدمة البريدية التي تتعامل مع أكثر من 200 مليار رسالة بريدية سنويا،
ورغم أن مسؤولي إدارة الرئيس جورج بوش لم يربطوا بين هجمات البريد وهجمات 11 أيلول سبتمبر الإرهابية التي ألقيت المسؤولية فيها على متطرفين إرهابيين، فإن وزير الامن الداخلي توم ريدج تحدث عما وصفه «بحرب واحدة وجبهتين» يواجه فيها الموظفون والجنود على حد سواء الاخطار سواء في الداخل أو الخارج،
وجاء في ملحوظات مكتوبة بخط اليد داخل الرسائل التي أرسلت بريديا إلى كل من داشل ومقدم برامج إخبارية في شبكة تليفزيون سي، بي، اس «الموت لامريكا، الموت لاسرائيل، الله أكبر»،
وكان أول ضحية لما أطلق عليه قنابل الرسائل الجرثومية هو محرر للصور الفوتوغرافية في شركة نشر للصحف الشعبية مقرها فلوريدا، والذي توفي متأثرا بإصابته بالجمرة الخبيثة الرئوية في مطلع تشرين أول أكتوبر الحالي، ولا يزال هناك رجل آخر يتلقى العلاج من جراء إصابته بالنوع الرئوي المميت من بكتريا الجمرة الخبيثة،
وأصيب سبعة أشخاص في الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت بمرض الانثراكس الجلدي الاقل خطورة، وهو نوع آخر من بكتريا الجمرة الخبيثة،
وكانت جميع الرسائل التي أرسلت إلى كل من داشل وصحيفة نيويورك بوست وشبكة إن، بي، سي مختومة بختم بريد نيوجيرسي، حيث أظهرت التحاليل إيجابية إصابة عدد من موظفي البريد ببكتريا الجمرة الخبيثة الجلدية، ويعكف حاليا ضباط من مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف، بي، اي» على البحث عن مصدر البريد الملوث،
وفيما يتعلق بالتحاليل الطبية التي يخضع لها العاملون في مركزين للبريد في واشنطن، قال واكس «أدلة الاشتباه لدينا كبيرة للغاية في إحدى الحالات بعد أن أظهرت التحاليل وجود بكتريا جرثومية عصوية الشكل»،
وأضاف مدير الصحة العامة لمدينة واشنطن انه في حالة مميتة أخرى تشير «التحاليل الطبية إلى وجود اشتباه كبير للغاية»،
وتم وضع فرق الملاحظة الطبية في مراكز مراقبة الامراض في حالة تأهب قصوى والتنبيه على غرف الطوارئ بضرورة الاهتمام بصفة خاصة بموظفي البريد الذين يعانون من أي عارض،
وكان قد تم إعادة فتح الكونجرس بمجلسيه أمس الاول بعد أن أظهرت المسح البيئي وتحاليل المسح الانفي التي خضع لها حوالي خمسة آلاف موظف عدم وجود أي جراثيم للجمرة الخبيثة،
هذا وقد عاد المشرعون إلى الكونجرس أمس «الثلاثاء»، غير أن مباني مكاتب مجلسي النواب والشيوخ ظلت مغلقة،
|
|
|
|
|
