|
| عزيزتـي الجزيرة
نشر الأستاذ حمد بن عبد الله القاضي في جريدة الجزيرة «20 رجب 1422ه» نداء وجهه إلى أخيه علي بن إبراهيم النملة، معلقاً فيه على ما نقل على لساني من أن الوزارة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تفرض رسوماً على المعوقين والمعوقات الذين ترعاهم في مراكزها.
وطالب الأستاذ حمد بأن يصحح هذا الوضع، وجاء في مضمون طلبه أنه لا يجزم بصحة الخبر على ظاهره الذي نشر عليه.
وأود بدءا أن أشكر جميع من اهتم بهذا «التصريح» المنقول على لساني، ومن بينهم أخي الفاضل الأستاذ حمد القاضي. ولن ألجأ هنا إلى تحميل الشاب الصحفي المسؤولية، فأتهرب مما قيل عني، فلا ذنب لذلك الشاب، لأن إجابتي على ما بدا لي هي أقرب إلى ما نشره الصحفي الشاب، إن لم تكن نصّاً على ذلك، وأحسب أن الشاب لا يزال يحتفظ بالتسجيل حجة عليَّ لا حجةً لي.
ثم إني أرغب في التعليق على ما نشره الأستاذ حمد القاضي، وهو عندي ممن يعتد بكلامه، وأحسب أنه يصل إلى القلب لأني أحسب كذلك أنه يصدر عن قلم مخلص عوّدنا دائماً على وقفات هادئة لكنها هادفة. والذي أود إيضاحه هنا الآتي:
أولا: أقامت الدولة أيدها اللّه عدداً من مراكز الرعاية الشاملة للمعوقين والمعوقات. بلغت الآن «28» مركزاً، وهناك ستة مراكز أخرى في طور الإنشاء ثلاثة منها يقوم بها فاعلو خير يرغبون في عدم التصريح بأسمائهم في كل مناسبة. والإقامة في هذه المراكز مجانية.
ثانيا: أقامت الدولة، ممثلة بالوزارة «8» مراكز للرعاية النهارية للمعوقين والمعوقات، مهمتها تقديم الخدمة من العلاج الطبيعي والتأهيل في النهار، ويعود المعوق إلى أهله بعد ذلك ليتلقى من الحنان ما لا يتلقاه في المراكز التي يقيم فيها معوقون ومعوقات بصفة دائمة. وتقدم الخدمة لهذه الفئة مجاناً. والنية معقودة بإذن اللّه تعالى على فتح المزيد.
ثالثا: هناك «8» مراكز تتبع اللجان الأهلية التي تشرف عليها مراكز الخدمة والتنمية وهذه المراكز تتقاضى رسوماً رمزية لا تقارن بما تتقاضاه المراكز الخاصة، وتقدّم الوزارة لهذه المراكز إعانة لا تقل عن 50% من تكاليف الرعاية بها، ولا تدخل هذه الإعانة ضمن الإعانة العامة التي تعطى للجان إذا كانت ظروف الأسرة المادية لا تساعد على دفع المبلغ فيجرى بحث اجتماعي تخفض بموجبه الرسوم أو تعفى منه الأسرة.
رابعا: يبلغ عدد المقيمين والمقيمات في المراكز المستمرة «5730» معوق ومعوقة، ومع هذا فهناك ما لا يقل عن «2900» معوق ومعوقة على قائمة الانتظار.وهم الآن على قائمة هموم الوزارة ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية.
وهذا العدد كبير، والأمل في هذه المراكز الستة التي تنشأ اليوم، ثم في المزيد من المراكز بدعم مباشر واهتمام مستمر من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رعاه اللّه وولي عهده ونائبه الثاني لرئاسة مجلس الوزراء.
خامسا: تدفع الدولة إعانات متفاوتة المبلغ بحسب الإعاقة لعدد من المعوقين والمعوقات لا يقل عددهم عن «285.70» معوقاً ومعوقة، والأصل في هذه الإعانة على تواضعها في بعض الحالات أن تصرف على مستلزمات المعوق والمعوقة، والوزارة لا تبيح صرفها في غير ذلك، واخالها واللّه أعلم لا تحل لأن تصرف في غير ما قصدت له.
سادسا: المعوقون والمعوقات الذين يستفيدون من مراكز الرعاية النهارية، وعددهم «580» معوقاً ومعوقة، تصرف لهم إعانة، على اعتبار أن الإعانة مرة أخرى إنما تصرف للمعوق والمعوقة للاستعانة بها بعد عون اللّه تعالى على مستلزمات المعاق والمعوقة، وإعانة من ينال خدمة الرعاية النهارية أقل ممن لا ينالها، وأحسب أن في هذا عدلاً إذا ما أخذنا في الحسبان أولئك الذين لا تتيسر لهم فرصة الإفادة من الرعاية النهارية فيعطون الإعانة المناسبة كاملة.
سابعا: ومع هذا كلمة فأود أن أطمئن أخي الكريم الأستاذ حمد القاضي وجميع من اهتموا بذلك التصريح أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي هذه الفئة والفئات التي ترعاها الوزارة عناية خاصة، لم تشعر الوزارة يوما ومنذ فترة طويلة بأنها في ضائقة رغم ما مرّ على البلاد من ظروف اقتصادية. وهذه مناسبة طيبة يرجع فيها الفضل لأهله في الدعم المباشر وتفهم ظروف هذه الفئات وتحقيق طلبات الوزارة الواقعية تجاهها، هذه الطلبات التي تناقش عادة مع وزارة المالية والاقتصاد الوطني، بل لقد تعدى الأمر والحمد للّه إلى دعم تجاوز الطلبات، مما يستدعي تأكيدي على شكر جميع من يقف مع هذه الوزارة في تقديمها لخدماتها لفئات هي في قلوب الجميع، بما في ذلك الموسرون من أهل الخير الذين يتجهون هذه الأيام إلى خدمة هذه الفئة.
ثامنا: ولست أزعم هنا أن الوزارة قد وصلت إلى حد الاكتفاء، فقد ذكرت عدد المنتظرين من قبل في الوقفة الرابعة، واعتراف الوزارة بالتقصير وليس بالقصور مدعاة إلى بذل المزيد من الجهد من جميع العاملين في هذا المرفق المهم، ولذا فلا يخلو ا لأمر من ملحوظات نسأل اللّه تعالى أن يعيننا على تلافيها، ونرحب جميعا بما يصل إلينا من طرح مباشر أو عن طريق الصحافة، مما يسهم في تحسين الأداء والخدمة، والنية والعزم إن شاء اللّه قائمان على تحسين الأداء والخدمة بواقعية وروية تسعى إلى الجمع بين التأهيل والعلاج في المراكز والوقاية والحنان والدفء في المنازل، مما يؤكد على تعميم فكرة مراكز الرعاية النهارية على مناطق المملكة ومحافظاتها بإذن اللّه تعالى وتوفيقه، ثم بالدعم المباشر الذي لا يدع لنا عذراً في استمرار التقصير، ما دام هناك قيادة تنظر إلى هذه الفئات التي ترعاها الوزارة نظرة خاصة تمثلت في الخطوات العملية التي نلقاها في الوزارة من المقام السامي الكريم.
تاسعا: ولأن الخبر ليس كالمعاينة فإن هذه دعوة للأخ الأستاذ حمد القاضي ومن يراه لزيارة نموذج من نماذج هذه المراكز للاطلاع عن قرب على ما يقدم لهذه الفئة الغالية علينا جميعا، في المراكز الإيوائية، أو مراكز الرعاية النهارية لنتلقى منهم كذلك ما قد يرونه مما قد لا نراه.
عاشرا: أكرر شكري وتقديري لأخي الأستاذ حمد بن عبد الله القاضي الذي اهتم فأثار الاهتمام، وأعتنى فاسترعي العناية، وليسمح القرّاء الأكارم والقارئات الكريمات أن أختم هذه الوقفات بشكري كذلك لزملائي وزميلاتي في وكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية للأستاذ عوض بن بنيه الردادي وكيل الوزارة للشؤون الاجتماعية وجميع زملائه وزميلاته في الرعاية والتأهيل والتنمية ورعاية الأيتام، فهؤلاء يبذلون الكثير ويلقون من اللّه تعالى الأجر الوفير، ثم من القيادة الدعم والتقدير، فكان اللّه في عون هؤلاء العاملين والعاملات، وكان اللّه في عون الجميع.
علي بن إبراهيم النملة
وزير العمل والشؤون الاجتماعية
|
|
|
|
|
