أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th October,2001 العدد:10619الطبعةالاولـي الخميس 9 ,شعبان 1422

الثقافية

«شخصيات في الذاكرة» (4 11)
عبد الله بن سالم الحميد
* تستيقظ الذاكرة على أصوات نابضة في آفاق الوجود كان لحضورها نكهة وبُعدٌ وإضافة، وفي غيابها تتشكل أطياف ذلك الحضور الأثير.
قسمات وبصمات وشواهد تبقى في صفحات الوجدان وأنسجة الذاكرة تستدعي وتستقطب الحضور.
العلماء، الحكماء، المفكرون يغرسون شجر الوفاء والعطاء فتظل ثماره يانعة يجني قطافها الآخرون، ويشكل حضورهم في الحياة إضاءات مشرقة تسهم في تنمية الوعي والمعرفة والإصلاح والبناء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العلماء ورثة الأنبياء».
وفي حضرة العلماء تتألق تجليات الحكمة والعلم والوفاء والوقار مسكونة بالنبل والإيثار والإتقان متوزعة في حركة متجددة دائبة لخدمة العلم والتنمية والأخلاق والارتقاء باهتمامات الناس إلى ما يحقق مصالحهم ويرتقي بتوجهاتهم. عَلمٌ من أعلام الفقه والفتوى والقضاء.
نبغ في العلوم الشرعية، وتفقّه في الدين لدى نخبة من علماء الشريعة والفقهاء في عصره حتى تأهل وبرز فيها.
تولى التدريس في المسجد الحرام، وتولى رئاسة الإشراف الديني بالحرم المكي الشريف.
اشترك في عدد من اللقاءات والندوات الإسلامية.
وتدرج في مناصب القضاء حتى وصل إلى منصب رئيس المجلس الأعلى للقضاء. إنه العلامة الفذ فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد.
ولإلقاء الضوء على شخصية الشيخ عبدالله بن حميد يتحدث الشيخ إسماعيل بن عتيق:
«الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد العالم العلامة البحر المتلاطم حبر الجيل وعالم التأويل، أخذت بمشورة الشيخ عبدالرحمن بن سعدي وتوجهت إلى بريدة قاصداً الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد،
وكان إذ ذاك رئيس محكمة بريدة وما يتبعها من القرى عدا مدينة عنيزة. استقبلني الشيخ عبدالله استقبال الأستاذ لأبنائه وتلاميذه وشجعني على البقاء في بريدة والانتظام في سلك الدراسة في معهدها العلمي مع ملازمة دروس المساجد في الفجر والمساء،
وكان ما كان من قدرة الله وتدبيره أن أمضيت في القصيم ثلاث سنوات من 1376ه إلى 1379ه وكان من أبرز مشايخي فيها عالمنا الجليل الشيخ عبدالله فقد رتبت عليه بعد صلاة الفجر مع جملة من الاخوان متن الاجرومية، ثم يليها ملحة الإعراب، وبعد الانتهاء منها متن الفطر ثم بدأنا بالألفية لكنني لم أكملها معهم كما كنا نقرأ عليه بعد الفجر كتاباً في العقيدة وقد أنهينا عقيدة السفاريني كما أنهينا عليه متن الطحاوية ثم العقيدة الواسطية، أما بعد المغرب فندرس «الفرائض» وهو مستمر في كل ليلة بعد كل مغرب، كما قرأت عليه في المكتب شرح مسائل الجاهلية للإمام الألوسي، المتن لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب واشتركت في قراءة متن زاد المستنقع حفظاً مع قراءة شرح الروض المربع وذلك في ضحى كل يوم في الأشهر التي تغلق فيها المعاهد. كنت أبقى في بريدة زمن التعطيل والاجازة الصيفية مرابطاً وملازماً للعلماء فيها، أما وصف شيخنا فلا يلم بتبيانه البيان وهو العالم الأجل العبقري، لم تشهد الجزيرة إلا النادر من أمثاله في ذكائه ونبوغه وفطنته وفهمه. كان رحمه الله يداعب تلاميذه ومحبيه وقد يتنازل في تعبيره إلى أقل المستويات للتفهيم وإيضاح المراد. من مداعبته رحمه الله أن قال لشيخ كبير السن وهو يحمل سراجاً في صلاة العشاء والفجر لإنارة طريقه قال له: لو حملت معك بدلاً من السراج كشاف البطارية اليدوي، فرد عليه: لا أريده لأنني لا أحبه، ان الشباب يحملونه اما أنا فأحب سراجي. فقال الشيخ: هذا السراج من النار والقاز وربما يقترب من ثوبك فيحرقه وفي المسجد إن وضعته أمامك مكروه وإن وضعته خلفك لعب فيه الأطفال وربما اطفؤوه أما هذه البطارية فيمكنك أن تضعها في جيبك عند دخولك المسجد وعند الخروج تضيء لك الطريق، ومع هذا فإن الشيخ العجور لم يقتنع بهذا الايضاح والتبيين لمصلحة الإضاءة بالبطارية. بقي رحمه الله في القصيم قرابة 18 عاماً تخرج على يده خلالها الكثير من الطلبة البارزين وكان جل أوقاته في التدريس في المسجد والمكتبة بعد الفجر، وبعد الظهر وبعد المغرب وفي الضحى بعد أن ترك القضاء. عليه من الله شآبيب الرحمة والمغفرة والرضوان جزاه الله عنا أحسن الجزاء».
أما الأديب محمد بن ناصر العبودي، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي فيتحدث عن الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله من خلال مرافقته له في العمل وفي رحلة الحياة.
«يعتبر شيخنا عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله وجزاه عنا خيرا من العلماء الأفذاذ المعروفين في المملكة العربية السعودية وقد تميز رحمه الله بميزات عديدة:
أولها وأهمها حرصه على تكثيف ثقافة علمية واسعة، فلم يكن يقتصر في التدريس على الفنون التي كان العلماء في ذلك الوقت يقتصرون عليها مثل علم الفقه والعقيدة فقط بل كان يجعلهم يتبحرون في دراسة هذه العلوم ولكنه إلى ذلك يعلمهم أيضاً النحو والصرف والفرائض وحتى العروض، كان رحمه الله يحب أن يبحث فيه وأن يتعلم، طلابه هذا العلم الذي يعتبر نادراً في ذلك الوقت.
وكانت له طريقة خاصة في البحث، وذلك أنه أول شخص أعرفه من العلماء الكبار كان يحرص على أن يحضر المرجع العلمي الذي يتناول المسألة التي تبحث، يحضره في حلقة الدروس ويمر به الطلبة على استخراج المسألة من المرجع الذي أحضره، كانت دروسه على وجه الإجمال في الجامع الكبير في بريدة وكانت في الجامع مكتبة لا بأس بالعدد الذي فيها من الكتب النفيسة،
ولكن العدد ليس كبيراً بمستوى ما تعارفنا عليه الآن فكان يطلب إحضار المرجع من المكتبة إلى حلقة الدروس ويبحث أمام الطلبة هذه المسألة ويربيهم على استخراج المسائل من المراجع. ولذلك تعلمنا عليه كيفية البحث وكيفية عدم ارجاء الموضوع الذي يستحق البحث إلى زمن لاحق لأنه كثيرا ما يتأخر البحث، وربما تفوت الفائدة منه إذا تأخر البحث فيه.
كان رحمه الله يشجع النابهين من الطلاب وكان يعلن ذلك لهم وللناس. أذكر أن أحد الطلبة من الذين كانوا يدرسون عليه،
وكنا ندرس معهم مع ذلك الشخص كنا ندرس ألفية ابن مالك ففرضت في الدرس مسألة عويصة تحتاج إلى بحث فالشيخ رحمه الله طلب من أحد الطلبة أن يبحث هذه المسألة بمعنى أن يبين للشيخ كيف نحل هذه المسألة وكيف نهتدي إلى الصواب فيها، فعجز واحد، وطالب آخر لم يستطع أن يعرف المسألة والشيخ كان يكلمهم واحداً واحداً فالثالث حلها بسهولة وبوضوح وقال له الشيخ أمام الطلبة أنت ذكي يا فلان لأن النحو يحتاج إلى ذكاء ولا نعرف شخصاً متميزاً في النحو إلا وهو ذكي».
ويضيف تلميذه الشيخ محمد بن ناصر العبودي:
«مما أعرفه عن شيخنا الجليل جزاه الله عنا خيراً معرفته معرفة عجيبة بالناس ولو مضت على آخر محادثة له معهم سنون.
أذكر أني حضرت عنده في عيد الفطر فكان الناس من أهل بريدة وما حولها يزدحمون على بابه للسلام عليه. وكل من سلم عليه رد عليه ويقول: كيف حالك يا فلان. علماً بأن بصره لا يساعده على ذلك ولكن بصيرته كانت مفتوحة وذاكرته كانت قوية.
ثم من مزايا شيخنا رحمه الله. أنه يربي طلبة العلم الذين يدرسون عليه تربية كاملة، أو تستطيع أن تقول إنها كاملة بمعنى أنها لا تقتصر على تحصيل المعلومات. فقد كان بعض العلماء قبل وقته يقيسون العلم والتعليم بالمعلومات فقط، ولكنه رحمه الله كان لا يقتصر على ذلك، وإنما كانت عنايته بطلبته تشمل ما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم في حالاته وسلوكه وفي معاملته للناس، وأذكر رحمه الله أنه كان يرشدني حتى إلى طريقة الحديث مع الناس، بمعنى أن الإنسان إذا كان في مجلس علم ينبغي أن يتحدث، ليس كما يتحدث إذا كان في مجلس عوام، أو كان في مجلس ليس فيه كلفة إلى أخره. ومن مزايا شيخنا الجليل رحمه الله وجزاه عنا خيراً أخذه بالحكمة التي هي قاعدة أصولية وتقول: إن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً فكثير من العلماء يأخذون بالشيء أخذاً حرفياً،
بمعنى أنهم يعتقدون أن المصلحة في الأخذ بذلك الشيء دون النظر إلى الظروف المحيطة به، وهذه الظروف مثل ما ورد عن بعض العلماء وهذه قاعدة أصولية ثانية وهو أن دفع المضار مقدم على جلب المصالح، بمعنى أننا إذا رأينا أمراً ما يتعلق بتحصيل مصلحة ولكن إذا يترتب عليه مفسدة أكبر من تحصيل المصلحة فإننا نتركه لهذا السبب».
وكان فضيلة الشيخ عبدالله بن حميد يتمتع بذاكرة واعية في الحفظ والاستيعاب والدقة، وكان يتصدر للفتوى بعد الانتهاء من إلقاء دروسه الفقهية في المسجد الحرام ويجيب على تساؤلات طلبة العلم والمستمعين مورداً الأدلة والتفصيلات والأمثلة المقنعة وكان فضيلته رحمه الله أحد العلماء المهمين في الفتوى والإجابة على أسئلة المستمعين في البرنامج الإذاعي «نور على الدرب» وكانت له طريقته الحكيمة وأسلوبه المميز في الإجابة حيث يعيد اسم السائل وسؤاله ثم يجيب على السؤال مع بيان الدليل.
نموذج:
يقول في إحدى إجاباته على أحد المستمعين:
«يا أخ محمد عيضه النجراني من مكة: تقول: ماهي حدود السترة؟ المصلي إذا قدم أمامه شيئاً يعتقد أنه سترة فإن ذلك كاف، حتى لو وضع خيطاًَ أمامه على أنه سترة له أو وضع نعليه على أنها سترة له أو عصا أنها سترة له، كل ذلك لابأس به وكاف في السترة إلا أن الأولى أن تدنو إلى الجدار أو إلى سارية من سواري المسجد تكون سترة لك، هذا هو الأولى،
وقد جاء في الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم، قال: «ليستتر أحدكم ولو بسهم» وفي الحديث «ولو بمثل مؤخرة الرحل» وقدرها العلماء بمقدار نحو ثلث ذراع.»
في كتابه بعنوان «قادة الفكر الإسلامي» تناول الأستاذ عبدالله بن سعد الرويشد نماذج من العلماء والفقهاء منهم الشيخ عبدالله بن حميد فقال عنه:
«تولى الشيخ ابن حميد عدة مناصب دينية على جانب كبير من الأهمية ففي شهر المحرم من عام 1351ه عينه الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وأجزل مثوبته قاضياً في الرياض،
ثم اختاره جلالة الملك عبدالعزيز في عام 1360ه ليكون قاضياً بمقاطعة سدير، ثم في عام 1363ه نقل إلى قضاء مقاطعة القصيم واستمر بها حتى طلب الإعفاء من منصب القضاء والإحالة إلى التقاعد في آخر عام 1377ه وكان قد انتدبه عام 1372ه جلالة الملك عبدالعزيز للنظر في بعض القضايا المختلفة في كل من المحكمة الكبرى بمكة المكرمة والطائف وجدة والمدينة المنورة».
أعمال الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله ومسؤوليته في القضاء والدعوة والإفتاء لم تمكنه من التفرغ للتأليف، لذلك لم يصدر له غير مجموعة من الرسائل الفقهية القصيرة منها «هداية الناسك إلى أهم المناسك» وتحقيقه ومراجعته لكتاب «المجموعة العلمية السعودية» من درر علماء السلف الصالح الذي يتناول مجموعة تضم جملة من عقائد السلف الصالح ألفها عدد من أهل التحقيق والتدقيق من علماء السلف منهم الإمام محمد بن جرير الطبري، والطحاوي والإمام أحمد بن تيمية.
والأستاذ الدكتور ناصر بن سعد الرشيد أحد العارفين للشيخ ابن حميد من حيث التجربة والتعامل الأكاديمي. يقول عن هذا الجانب وعن دروس سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد في الإتقان المتمكن:
«إن للشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله تعالى شأنه في ذلك شأن كثير من علمائنا الأفاضل وعلى رأسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى ، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، قبولاً لا يدانيه قبول لما عرف عنه من علم وفلاح ومناصرة للحق ومجاهدة للباطل والبدعة.
لا أريد أن أعدد جوانب الشيخ فهي كثيرة بيد أني سأذكر بإيجاز اثنتين من هذه الذكريات التي لا تزال عالقة بذهني ومنها:
أولاً: تعلقت صلة الشيخ عبدالله رحمه الله تعالى بكلية الشريعة بمكة المكرمة في الفترة التي كنت واحداً من أساتذتها واتضحت هذه الصلة بدعوة الكلية للشيخ رحمه الله أن يكون مناقشاً خارجياً للرسائل العلمية لمادة الفقه وكنا نتعجب لمنهج الشيخ في المناقشة ودقته وحرصه على انضباط العبارة وأسرها. وهو لم يتعلم هذه المناهج في أي جامعة لكنه الفقه بمعنييه العلمي والفهم الذي كان يتحلى به الشيخ، وقد لا يعرف كثير من الناس أن الشيخ رحمه الله كان أحد المناقشين لأول رسالة دكتوراه تمنح في المملكة العربية السعودية في كلية الشريعة بمكة المكرمة.
ثانياً: عندما زرته في آخر أيامه في مستشفي القوات المسلحة في الهدا بالطائف وقد بدا رحمه الله شاحباً ناحلاً ضعيف الجسم والحركة، فكان أول ما سألني: ما أخبار تهذيب الآثار «وكان هذا الكتاب الضخم لابن جرير الطبري وكان قد أسند إليّ من قبل الشيخ مهمة تحقيقه بعد أن تبناه مجلس القضاء برئاسته رحمه الله تعالى فلما طمأنته بأن العمل في هذا الكتاب يسير على ما يرام سُرّي عنه وذكرني هذا السؤال من الشيخ بموقف البيروني وهو يحتضر حينما سأل أحد عائديه عن مسألة رياضية فقال له العائد: أتسأل عن هذه المسألة وأنت في هذه الحالة، وماذا ينفعك العلم بها؟ فأجابه البيروني: لأن أخرج من هذه الدنيا عالماً بها خير من أن أخرج جاهلاً بها.
ولقد هزني نبأ وفاته وصلينا عليه في مكة المكرمة في يوم قائظ شديد الحرارة ورثيته بهذه القصيدة:


ما عليكن ياذوات الحجال
أن تذرفن الدموع في إجلال
أو فكفكفن من دموع العذارى
ثم دعن البكاء للأطفال
فبكاء الرجال في محكم الخطب
حريٌّ به مآقي الرجال
رحل الشيخ بعد طول جهادٍ
أتعب الخيل والعدا في القتال
فقده لا أرى فيه فقد فرد
انه فقد أمة في النضال
إن فقد الشيوخ منا لرزء
ليس فقد الرعاع والأذيال
كان في الحفظ والذكاء فريدا
وهو في الفقه مضرب الأمثال
كان يفتي بما يراه اتباعا
بفعال الرسول في كل حال
وإذا ما دعاة سوء أتونا
بنعيق الضَّلال والضُّلال
قام يدعو لله في السر والجهر
قوياً بلومهم، لا يبالي
لا يداري بعلمه أو يماري
نصرة الحق قصده لا التعالي
أنت فينا البصير في ظلم الشك
ونعم الخبير في الأهوال
نحن عُمْيٌّ كم قدتنا بأمانٍ
لصُوى النبع بارداً كالزلال
وإذا ما الهجير ألهب في النفس
سموماً أخذتنا للظلال
سوف أرثيك أيها الشيخ جهدي
ورثاء الشيوخ للأجيال
سوف أرثي بك العلوم جميعاً
أنت منها الدار أنت منها العوالي
موتة الشيخ ثغرة في حمانا
وحما الدين والدُّنا والمعالي
نحن في عالمٍ يموج سعيراً
وظلام الشكوك مثل الجبال
فهنيئاً بشدّك الرحل عنا
سوف نعيا غداً بشد الرحال

الخاتمة
ونختم قراءتنا لشخصية الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله بشهادة الشيخ محمد بن ناصر العبودي ولفتته المهمة عنه، التي يقول فيها:
«الشيخ رحمه الله من الشخصيات النادرة الباقية في الذاكرة، ولكن الذاكرة كثيراً ما تُستر أو تبيد في بعض الأحيان بفعل المعلومات الجديدة التي ترد على الذاكرة فتؤثر على الأشياء الموجودة فيها، إنما الشيخ رحمه الله باقٍ في ذاكرة تلامذته، وهو باق أيضاً في الصكوك والأوراق والوثائق التي خلّفها،
وهي كثيرة بحيث لو جمعت لكانت مجلدات، وطال ما راودتني فكرة القادرين على جمعها بأن يجمعوها حتى يستفيد منها القضاة ويستفيد الباحثون من الناحية العلمية ومن الناحية اللغوية والاجتماعية، لأنها تبين كيف يتعامل الناس وكيف كانوا يتخاطبون، ومزايا شيخنا رحمه الله وصفاته عديدة، وأعتقد أنه يجب أن تؤلف في سيرته المؤلفات، وقد عزمت مع اعترافي بالضعف على تأليف كتاب يضمن ما أعرفه عنه وربما يسمّى «الشيخ عبدالله بن حميد كما عرفته».ونأمل أن يصدر كتاب الشيخ محمد العبودي قريباً لتسليط الأضواء على جوانب لم نعرفها عن ابن حميد رحمه الله .

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved