أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th October,2001 العدد:10619الطبعةالاولـي الخميس 9 ,شعبان 1422

محليــات

لما هو آت
أيُّها النَّاس!
د. خيرية إبراهيم السقاف
من عدالة الإسلام وتميُّزه، وصلاحه للبشرية، أن جعله الله تعالى دين الحدِّ الفاصل، بين الإفراط، والتَّفريط..
وهو بذلك دين الوسطيّة...
فلا إفراط مخلٌّ به، ولا تفريط مضيِّعٌ له...
«فنحن» أمة وسط، لا إفراط ولا تفريط...
لذا.. فلا غلو، ولا مغالاة...
لا إسراف في بسط...، ولا غلَّ في احجام...
لا قسوةَ مطلقة قاضية...، ولا لينَ مطلقاً مبدداً...
لذا فإنَّ المسلم في بيته، وفي مجتمعه الوظيفي...، وفي بيئة عمله، وفي شارعه، بمثل ما هو في كلِّ حالاته إنسان متَّزن يقف بين المدِّ والحدِّ.. يفصل في كلِّ مواقفه بين الإفراط... وبين التَّفريط...
ولذلك أيضاً فإنَّه لا غضبَ للمسلم، ولا حَنَقَ، ولا ظُلْمَ، ولا سطْوَ، ولا إرهابَ، ولا غفلةَ، ولا اتكاليةَ، ولا شكَّ... ولا... ولا...، بل إنَّ المسلم لا يغضب إلاَّ في حق فيريه الحقُ دربه، ولا يحنق إلاّ من خطأ فيريه الصوابُ طريقه، ولا يظلم وضميره مع الله، ولا يسطو ويقظته روحيَّة، ولا يرهب وسكينته في صدره، ولا يغفل ونوره في قلبه وبصيرته، ولا اتكاليَّة ونشاطه في عبادته وعمله.. ولا يشكُّ ويقينه في صدقه ودعم اللُّه له...
فما بال الناس تشوِّه هذا الدين العظيم بأخطاء ليست فيه،
وما بال الزَّمان وقد أعاد للإسلام من يناهضه بتفريط أو إفراط؟
إنَّ الحقيقة أنَّ هذا الدين، قد تمثَّل في أمن يعيشه الإنسان في ديار الإسلام حيث شهدت البشريَّة مولد رسول الهدى...، وليس من عواهن القول حقيقة أنَّ الناس تنام عن أبوابها مشرعة...، وللآخر داخل البيوت سعة تستلهم تعبَه فيستكين إليها...
من يسأل عن الراحة فلا يجدها في هذه الدور؟
ومن يمشي وهو آمن على نفسه سوى في هذه الطرق؟
ومن يدَّعي احترام خصوصية الإنسان في غير هذا المجتمع... والناس فيه وإن قلَّت بضاعة بعضهم من علمٍ أو وعيٍّ أو مالٍ أو صِحّةٍ أو سواها... فإنَّها لا تقل عن تركيبة إنسان في بيئة يتمثَّل فيها من الإسلام خُلُقه، وعاداته، وقِيَمه؟
أوَليست هذه أثمن البضائع؟ وما عداها فتحصيل من اليسر أن يتحقق؟...
من خُلق متعلِّماً؟ ومن جاء من بطن أُمِّه يحمل مالاً؟ ومن جاء عارفاً قويَّاً؟
أوَليست هذه مكاسب العيش؟ ونتائج الحياة؟
غير أنَّه جاء في بيئة مسلمة..
وجاء على أيدي مسلمين...
ونشأ في كنف الإسلام... وهذا كلُّه من نعم الله الموجبة للحمد..
لذا فإنّه واحد ضمن منظومة تتَّسق مسارات حياتها وفق دين لا إفراط فيه ولا تفريط...
من هنا يتوجب على كافَّة الأصعدة، وفي مختلف البيئات الخاصة أن يتواكب دور الآباء والأمَّهات، مع أدوار المسؤولين والمربين كي تتمَّ المحافظة على تفاصيل التفاصيل في الحياة الاجتماعية كي تعكس حقيقة الإسلام، دين النور والحق الهدى، ودين الطمأنينة والسكينة في كنف قيم وضوابط لا تجعله مفرِّطاً ولا فارطاً... بل واعياً بدوره وعي المُعين على أن يظلَّ لهذا المجتمع إشراقته وتماسكه ونجاح أهداف كلِّ من يعمل على ثوابته.
فاللّهم احفظ علينا نعمة الأمن...
واللّهم زد كلّ من يمشي على هذا الثَّرى إيماناً ثابتاً يعمل به على شكر نعمك، وعلى الحفاظ عليها دون إفراط فيها، أو تفريط بها...

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved