أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th October,2001 العدد:10619الطبعةالاولـي الخميس 9 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

إنهم ودائع بين أيديكم
أيها المعلمون: تسلمتموهم أطفالاً فردوهم رجالاً
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة وبعد أخي المعلم القدير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذه بعض الوقفات التي جالت في نفس زميل لك دافعها تقديري لما رزقك الله من هذه النعمة نعمة التربية والتعليم التي تضاهي معنى لاحساً الرتب العالية والمناصب المرموقة.ودافع آخر انك بهذه النعمة امتلكت زمام التربية بل امتلكت أغلى ما لدى الانسان انه فؤاده وروحه فلك اهدي هذه الوقفات.
الأولى لابد أن نعرف موقعنا من الاعراب فكم هم اولئك المدرسون الذين لم يعرفوا انفسهم وقدراتهم ومواقعهم. فتجد شريحة ليست بالقليلة منا قد اختزل التدريس في زاوية جد ضيقة تتمثل في سرد المعلومات وحشو الذهن الذي ارى ان اجادته ليست بالامر الصعب خاصة مع توافر المعلومات وسهولة الحصول عليها بل وبأسلوب جذاب ومبسط خالٍ من روتين المدرس وتعقيداته.
اذن لابد من وقفة هادئة لكل معلم مع شخصه نتاجها انني لست مجرد حلقة وصل بين المنهج والطالب من غير ان اعيش مع طلابي بالاخلاق الحسنة والتعامل الرائع المبني على الحب في الله الذي يدفعك الى تلمس شعور الطلاب وتربيتهم قبل حشو اذهانهم فهم في عداد أبنائك.
الثانية اننا معاشر المعلمين شئنا أم أبينا أمام مسؤولية جد عظيمة فنحن دعاة وسنُسأل عن رعايانا وبناة والباني سيسأل عما يقع في بنائه من خلل وعوج وقد قيل:


واذا كان في الانابيب حيف
وقع الطيش في صدور الصِّفاد

وقال شوقي:


واذا المعلم ساء لحظ بصيرة
جاءت على يده البصائر حُولا

ويقول العلامة محمد الابراهيمي رحمه الله في وصية للمعلمين «انكم تجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك ورعاياها اطفال الامة فسوسوهم بالرفق والاحسان انهم امانة الله عندكم وودائع الامة بين أيديكم، سلمتهم إليكم اطفالاً لتردوها إليها رجالاً وقدمتهم إليكم هياكل لتنفخوا فيها الروح والفاظاً لتعمروها بالمعاني واوعية لتملؤوها بالفضيلة والمعرفة».
الثالثة اخلاقنا نحن المعلمين هي المعيار الذي نقاس به فكم هي تلك الاساليب العوجاء والتعاملات الخاطئة التي كثيراً ما ألفناها واصر بعضنا على التعامل بها مع أبنائه الطلاب ان لغة التهديد والاساليب الرعناء التي ملئها الحقد والغضب على الطلاب هي بداية فشل الطالب بعد أن لبس هو ثوب الفشل لما سلك ذلك المعلم هذا الطريق الاعوج.
اننا عندما نجعل الطالب هو العدو اللدود الذي لابد أن تكبت انفاسه وتقيد تحركاته وتحطم مواهبه ونفسيته بذلك نكون السبب الرئيسي في انحرافه وتكالب الضغوطات الاخرى عليه فينساق الى هاوية الانحراف خاصة مع بغضه للدراسة ووجود اساليب راقية ولبقة تدغدغ مشاعر طلابنا حتى يقعوا في هوة الفشل والانحراف.
ختاماً أخي المعلم لابد أن نقتنع أن التدريس فن قل من اجاده وابدع وامتاز فيه وانني أخي المعلم اوصيك ونفسي في بداية مشوارك لهذا العام أن نقف وقفات متأنية مع هذه المهمة اعني مهمة التربية والتعليم حتى نخرج بنماذج من مربين افاضل امتازوا بالتربية والتعليم والادارة والتنظيم فكسبوا طلابهم ولم يخسروا مسؤوليتهم.
وكم أتمنى من مراكز التدريب التابعة للادارة التعليمية إقامة برامج تدريبية تهتم بجوانب وطرق التعامل مع الطلاب واهمية المدرس وطرق الارتقاء به ليصبح الرجل الاول والى حين ان يتم هذا الاقتراح الذي ارجو ألا يطول وقت تحققه اضع بين يديك كتابين جميلين حول هذا الموضوع.الأول للداعية محمد الدويش حفظه الله بعنوان «المدرس ومهارات التوجيه »، الثاني للشيخ الفاضل محمد ابراهيم الحمد بعنوان «مع المعلمين» والسلام عليكم.
ناصر بن محمد المكاوني
مدرس بثانوية
محمد بن عثيمين بالخرج

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved