|
| العالم اليوم
لم يعد الأمر استغلالاً لانشغال أمريكا بحربها ضد الإرهاب، ولا انتهازية إسرائيلية لمآسي حلفائها الأمريكيين، فالذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي وبأوامر شخصية من شارون من عمليات إرهابية تتمثل في تشكيل فرق قتل لتصفية المواطنين الفلسطينيين وتوغل للقوات والدبابات ونصب قواعد لصواريخ أرض أرض في الأراضي الفلسطينية لتدمر المدن وتقتل أكبر عدد من المدنيين.
لم تعد هذه الجرائم الإسرائيلية استغلالاً أو انتهازية لشارون، بل تمرد على الأسرة الدولية وإرهاب تسعى دولة مارقة على القيام به ضد شعب بأكمله مستهترة بحاجة العالم إلى الهدوء والاستقرار لمعالجة مأساة صنعها إرهابيون لا يختلف عنهم شارون ولا بيريز ولا ابن اليعازر ولا موفاز، فعصابة الإرهاب الإسرائيلية الأربعة.. هؤلاء يرتكبون يومياً من الجرائم الإرهابية من خلال توجيههم لعصابات التصفية وإعطائهم الأوامر بقتل أكبر عدد من الفلسطينيين إنما يرتكبون أبشع جرائم الإرهاب، التي لم تجد الإدانة والشجب الحقيقيين اللذين يوقفان مثل هذه الأعمال «البشعة» فالمطالبة الأمريكية التي قدمت لإسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية لم تجد أذناً صاغية من شارون ولا من مساعده بيريز، لأن هذين الإرهابيين يعرفان أن الطلب الأمريكي مجرد «رفع عتب» للإبقاء على ما يسمونه التحالف ضد الإرهاب.. التحالف الموجه أصلاً للمسلمين والعرب.. أما أن يقتل ثلاثون فلسطينياً في أسبوع واحد وبأساليب إرهابية فلا أحد يتكلم، وإن تكلم قرنه بضرورة التزام الفلسطينيين بوقف اطلاق النار.. بمعنى أن يسلموا رقابهم للذبح الإسرائيلي دون أي مقاومة..!!
طلبوا من السلطة الفلسطينية إعلان وقف اطلاق النار.. بين جيش منظم يتبجح قادته بأنه أقوى جيش في المنطقة.. ومجموعة من الثوار لا يملكون إلا رشاشاً وحجارة ومع هذا التزمت السلطة الفلسطينية وبذلت أقصى جهودها في تثبيت إطلاق النار رغم أن الجانب الآخر استمر في تجاوزاته واستهدافه القتل العمد للمدنيين الفلسطينيين وزيادة في الاستهانة والإذلال طلبوا من السلطة الفلسطينية أن يتحول رجالها إلى شرطة لحماية الإسرائيليين بعد أن عجزت أجهزتهم الأمنية عن حماية وزرائهم داخل كيانهم الإسرائيلي.
يطلبون من السلطة الفلسطينية ما يعجزون عنه..!!
يطلبون من السلطة الفلسطينية الالتزام بوقف إطلاق النار الذي يخرقونه..!!
يقتلون يومياً الفلسطينيين المدنيين حتى وصل الرقم إلى 30 فلسطينياً.. مقابل شخص واحد.
كل هذه الأعمال الإرهابية الإسرائيلية ولا أحد يتجرأ أن يصنف شارون وباقي الأعضاء من عصابة الإرهاب الإسرائيلية ضمن الإرهابيين الذين يجب أن تتم ملاحقتهم، في تجسيد لانتقائية تفسير الإرهاب... وانتقائية ضحايا الإرهاب... فالمسلم العربي وحده إرهابي.. والمسلم العربي وحده الذي لا يجد من يدافع عنه...!!
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
