أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 26th October,2001 العدد:10620الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,شعبان 1422

مقـالات

في الأفق التربوي
السلوك الغذائي
أ.د. عبد الرحمن بن إبراهيم الشاعر
يعد التوازن في تناول الوجبات الغذائية من أهم مقومات بناء الجسم السليم، والتوازن الغذائي يتمثل في تناول العناصر الغذائية الأساسية بكميات مقننة وموزعة على الوجبات الغذائية الثلاث. ولأن الحاجة الى الغذاء وتناوله تحكمه في الغالب العادات الغذائية نلحظ في الآونة الأخيرة أن العادات الغذائية لدى الأطفال والشباب أخذت تنحى منحى خطراً نتيجة انتشار وجبات غذائية غير صحية تتمثل في الوجبات السريعة، ولست هنا مقيما للقيمة الغذائية لتلك الوجبات مثل «الهمبرقر، والبيتزا، والهت دوق ونحوها» فقد كتب من هم اقدر مني على تحليل العناصر الغذائية في هذه الوجبات وحذروا منها والحكمة ضالة المؤمن إلا أن هناك ظاهرة أخرى ذات بعد تربوي يجب التنبه لها وهي إهمال مفهوم السلوك الغذائي الذي لا يهتم بكمية الطعام الذي يتناوله الفرد فحسب بل بالكيفية التي يجب ان نتناول بها وجباتنا الغذائية، وهذه الكيفية ذات بعد تربوي تخلينا عنه تدريجيا ومنه التجمع الأسري على مائدة واحدة وما يتخللها من آداب المائدة والاستعداد الغريزي لتناول الطعام، العلاقات الحميمة بين أفراد الأسرة. يقول علماء التربية ان مشاركة الآباء الأبناء أعمالهم التي يرغبونها مدعاة الى إيجاد جو اسري يسهم في بناء شخصية الطفل وانتمائه الأسري وهذه أسس هامة لغرس الفكر التربوي والاجتماعي في نفوسهم حتى يصبح هذا الفكر موجهاً ذاتياً لسلوكهم الاجتماعي لان النسق الحضاري في المجتمع يستند الى نسق مرجعي من القيم الدينية التي يجب أن يتمثلها الطفل عندما يكون مستعداً لذلك، وقد دلت التجارب على أهمية السنوات الست الأولى من حياة الطفل، حيث اعتبرت السنوات التكوينية للشخصية الإنسانية والمرحلة الاولى للتكامل العقلي والنفسي والاجتماعي، ويسهم التخطيط لهذه المرحلة تربويا في تفجير طاقات وقدرات الطفل العقلية، كما تسهم في تحديد توجهاتهم وقدراتهم ومواهبهم وهنا تبرز أهمية إكساب الأطفال الخبرات التعليمية والعادات والتقاليد التي تساعدهم في اكتساب المفاهيم المختلفة خلال فترة طفولتهم بما يعمل على تكامل نمومهم العقلي وفقا لظروفهم البيئية وعواملهم الوراثية الخاصة، والسلوك الغذائي لدى الطفلة من الناحية الصحية أو النفسية أو الاجتماعية. ان المتأمل في السلوك الغذائي لدى الطفل من منظور نفسي اجتماعي يجد العديد من التصرفات البعيدة عن السلوك المعتدل ومسببات ذلك انتشار الوجبات السريعة الدخيلة على السفرة السعودية وسهولة الوصول إليها بل سهولة وصولها الينا، وانتشارها بهذه السرعة. وهذا التأثير ناتج عن إما المحاكاة غير المبررة وإما الخروج عن المألوف واللجوء إلى إعداد أغذية دون عناء يذكر فبدلا من إعداد مائدة إفطار صحية متكاملة العناصر يكتفي بوضع حبيبات «الكورنفلكس» مع قليل من الحليب يتناوله الطفل وهو في عجلة من امره وكذا وجبة الغداء والعشاء مع اختلاف ما يقدم فيها من وجبات سريعة مسبقة التحضير والنتيجة السلبية تظهر على المدى البعيد صحيا وتربويا. وثمة عامل آخر لا يقل تأثيراً عن العوامل السابقة اثر على سلوك اطفالنا الغذائي يتمثل في التلفزيون فقد أدى ارتباط وتعلق الطفل بالبرامج التلفزيونية الى عدم تنظيم أوقات تناول الوجبات أو مشاركة أفراد الأسرة بدعوى المتابعة للبرامج المحببة وغير المحببة أحيانا ، أو الإسراف في تناول الأغذية على اختلاف أنواعها اثناء مشاهدة البرامج التلفزيونية مما يؤدي الى السمنة المبكرة وما يتبعها من مشاكل صحية مستقبلية . لقد اصبح التلفزيون عاملاً مؤثراً في تحديد مواعيد تناولنا الوجبات الغذائية الرئيسية فترة نتناول وجبة العشاء بعد نشرة الاخبار، وتارة بعد انتهاء المباراة أو المسلسل ونحوه بل أصبح تناولنا الطعام على عجل ودون تركيز وكأننا نؤدي واجبا اجباريا لابد من تأديته.
ان هذه المؤثرات وغيرها مدعاة الى إعادة النظر في سلوكنا الغذائي والحرص على توجيهه هذا السلوك التوجيه السليم وترشيد استهلاكنا للوجبات السريعة حتى لا تكون هي الأصل، والعودة الى المائدة الأسرية وما يحفها من علاقة حميمة بين أفراد الأسرة فان انعكاسات هذه العلاقة من مقومات السلوك السليم. والله المستعان.
shaer@anet.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved