أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 26th October,2001 العدد:10620الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,شعبان 1422

مقـالات

النيويورك تايمز... وجوديث ميللر
د. محمد بن سعود البشر
أوردت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية معلومة مصورة تفيد بتلقي الكاتبة جوديث ميللر احتجاجات عريضة بعضها معنوي والآخر حسي لموقفها الحاد والمتطرف تجاه المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي، ومحاولتها توظيف مسار الأحداث بطريقة تسيء للعرب والمسلمين.
وللذين لا يعرفون جوديث ميللر، فإنها تعيش بين زمرة حاقدة تزخر بها مكاتب النيويورك تايمز العريقة في عدائها للمملكة وشعبها وللعالم الإسلامي، وقد عرفناها أيام الغزو العراقي للكويت تكتب عن المجتمع السعودي وقضاياه في مجلة The Nation وكأن العالم آنذاك لم يشغله إلا قضية (المرأة السعودية)، بالإضافة إلى كتاباتها في صحيفة النيويورك تايمز والتي كثفت فيها المقالات عن (ثقافة) المجتمع السعودي.
هذا الاهتمام ليس مرده إلى التجربة التي قضتها في الرياض عندما كانت تدرس اللغة الإنجليزية ومعها زوجها (مأمون فندي)، لأنها كانت تجربة (سعيدة) لن تنسى كما قالت ذلك بلسانها ولكنها الحياة الموبوءة في الصحيفة المذكورة التي زرعت بذور الحقد العنصري لدى هذه الكاتبة حتى جعلته منهجاً لها في كتاباتها عن المجتمع السعودي.
ليس ذلك فقط بل إنها نجحت في توظيف عقلية زوجها (العربي؟!) ليكون هو الآخر لساناً ناطقاً بالحقد العقدي تجاه الإسلام، وتبنى هذا الاتجاه العنصري البغيض في رسالته للدكتوراه عن النظام السياسي في المملكة وعلاقته بالإسلام، وهي الرسالة التي نال بها الشهادة العلمية من قسم العلوم السياسية في جامعة جنوب الينوي بالولايات المتحدة.
لقد كنا نجتمع بهذا (الدكتور) لنناقشه في كتاباته بالنيويورك تايمز عندما نلتقي به في مقهى الجامعة بين المحاضرات ونذكره بأصوله العربية والإسلامية وندحض اتهاماته التي كان ينشرها بين أساتذة القسم ويدونها في رسالته، لكنه في كل الأحوال محسوب على تيار جوديث ميللر وبيئة النيويورك تايمز، وشرط هذه المحسوبية ألا يسبح عكس الاتجاه حتى لا يبقى نكرة بين الرموز الكبار.
وقد بلغ الجدال ذروته عندما استضافته محطة تلفزيونية يصل بثها إلى مدن وأرياف ولاية الينوي، وتهجم فيه على علماء المملكة ودعاتها بعبارات أنزه القلم عن كتابتها، وكان لقاؤه تتويجاً للبرنامج التلفزيوني الذي بدأ بخلفية تصور أحذية المصلين في المركز الإسلامي!!!
عندها أيقنَّا أن اليأس من هذا (الأكاديمي العربي المسلم المهاجر) بات حقيقة لابد من التسليم بها، وذكَّرناه بأن كتاباته عن (رموز ما بعد الحداثة) في إحدى المجلات السعودية وما يصله من مقابل مادي كانت سبباً في لقمة عيشه هو و«جوديث ميللر التي تشن اليوم حرباً ضروساً في صفوف محرري النيويورك تايمز تجاه الإسلام والمملكة وشعبها لأنهم يرون أن الأحداث التي تمر بها الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي اليوم فرصة قد لا تتكرر فسارعوا إلى استثمارها.
وقبل أن أودعكم أقول كلم إن طالب الدراسات العليا الذي كنا نحاجه في آرائه أصبح اليوم «مرجعا» أكايمياً وسياسياً في إحدى المؤسسات العلمية الأمريكية، وخبيراً يعتد برأيه في وسائل الإعلام هناك عندما تعصف الأحداث بالعالم العربي أو الإسلامي.
فماذا ننتظر؟!
' أستاذ الإعلام السياسي المشارك جامعة الإمام.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved