أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 26th October,2001 العدد:10620الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,شعبان 1422

الريـاضيـة

نجوم في ذاكرة التاريخ
أبرز مدافعي فريق النصر في "حقبة الثمانينات" اللاعب عبدالله بن صليح:
"3" من كباتنة النصر يعشقون الهلال!!
الحلقة الأولى
* لقاء خالد الدوس
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف على نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والأجيال، منهم من كانت له بصمات واضحة واسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس، وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل أسماؤهم محفورة في الذاكرة!!
ومن هذا المنطلق حرصت "الجزيرة" على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والأسماء على صفحات كل جمعة.
ضيفنا هذا الأسبوع مدافع فريق النصر الكبير اللاعب عبدالله بن صليح.. أحد نجوم حقبة الثمانينيات الهجرية.. الذين أثروا الساحة الرياضية فناً ولمعاناً حيث برز اسمه وذاع صيته مع ناديه ووجد الفرصة لتمثيله على مستوى الفريق الأول رغم صغر سنة آنذاك "16 سنة".. وسط صفوة من اللاعبين المميزين الذين كانت تزخر بهم الخارطة الصفراء.. واستطاع أن يشق طريقه بكل ثقة وثبات حتى أضحى من أبرز المدافعين على مستوى المنطقة الوسطى وبشهادة كبار رواد الحركة الرياضية التأسيسية بالمنطقة الوسطى وعلى رأسهم شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد "مؤسس فريقي الشباب والهلال" والشيخ الراحل محمد الصايغ "رحمه الله" رئيس فريق أهلي الرياض "الرياض حالياً" حيث أشادوا به كثيراً ومنحوه وسام النجومية كمدافع كان يملك كل مقومات النجاح في ذاته وتبعاً لذلك لقب بالدولار لثبات مستواه الفني.
ويعتبر "ابن صليح" اللاعب الوحيد من أبناء جيله الذي نجح في الجمع ما بين المستوى الفني والخلقي العالي والتحصيل العلمي الرفيع فبعد اعتزاله عام 1392ه حزم حقائبه وشد الرحال للخارج لمواصلة دراسته الجامعية في أمريكا وبعد "7" أعوام من الغربة والكفاح والسهر المتواصل عاد حاملاً معه درجة الماجستير في الإدارة والاقتصاد من جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية.
استضفناه في حلقتين ننشرهما تباعاً، واليوم يطل علينا ابن صليح من نافذته التاريخية ليحدثنا عن ذكرياته الرياضية الجميلة وأيامه الكروية المنقضية.. فتعالوا نقرأ سطور ضيفنا الكريم.
تفتحت عيناي على كرة القدم في أحد أحياء العاصمة "الرياض" وتحديداً في حي الفوطة حيث ولادتي ونشأتي داخل دهاليز تلك الحارة العتيقة.. حيث أوجدنا فريقاً سمي بفريق "نمور النصر" طبعاً ليس له علاقة بفريق النصر "أوائل عقد الثمانينات الهجرية" وتزعم أحمد بربري الذي كان يمدنا بالكور والملابس وفتح منزله للجميع لقضاد باقي الأوقات بعد الانتهاء من التدريبيات اليومية.. حيث شرب الشاي ومشاهدة أفلام السينما.. وقد ضم هذا الفريق بعض نجوم المنطقة الوسطى ومنهم مدافع الشباب نادر الحسن ومن النصر عيد الكبير "رحمه الله" وجوهر مرزوق وسليمان العمير وأبناء النفيسة "عبدالعزيز ومحمد" طبعاً تحول فريق نمور النصر إلى فريق أشبال النصر عام 1383ه 1384ه بسبب الهجرة شبه الجماعية للاعبين الذين انضموا لفارس نجد وأنا واحد منهم وأتذكر بعد صعود فريق النصر وتحقيقه بطولة المملكة للدرجة الثانية.. طلب الأمير عبدالرحمن بن سعود من أحمد بربري احضار فريقه لاقامة مناورة ضد فريق أشبال النصر وبالفعل أقيمت هذه المناورة بحضور أبو خالد الذي طلب ضم مجموعة كبيرة من فريقنا لدرجة الناشئين بالنادي وكنت أحد اللاعبين الذين لفتوا أنظاره.
ميول شبابية
الحقيقة لا أعرف ما الذي دفعني للانضمام لفريق النصر غير أنني كنت أشجع وأآزر فريق شباب الرياض "الشباب حالياً" منذ نعومة أظافري وأحرص كل الحرص على حضور لقاءاته ولكن بعد التحاقي بفريق النصر تحول وتلاشى الميول الشبابية لتصبح صفراء وأتذكر جيداً أن لاعبي فريق النصر كانت ميول أكثرهم هلالية!! أيام ما كان الفريق يلعب في الدرجة الثانية أمثال سعد الجوهر وسعود العفنان وميزر أمان وناصر كرداش وهذه حقيقة عايشتها عن كثب طبعاً تلاشت الميول الهلالية بعد صعود فارس نجد للدرجة الأولى عام "1383ه -1384ه".
الترنة اكتشف موهبتي..!
لعبت في البداية في مركز الظهير الأيمن ثم تحولت لمركز قلب الدفاع ولا أنسى أفضال المدرب السوداني "عبدالمجيد الترنة" الذي أدين له بالفضل بعدالله في اكتشاف موهبتي وتقديم اسمي للساحة الرياضية في وقت مبكر من عمري الرياضي حيث ساهم في صقل وتنمية قدراتي الدفاعية واستفدت كثيراً من توجيهاته وتعليماته الفنية بجانب أيضاً المدرب أحمد الجوكر.
كأس المنطقة الوسطى للناشئين
أتذكر أول مباراة أمثل بها فريق النصر بعد انضمامي له عام "1384ه - 1385ه" كانت ضد فريق أهلي الرياض "الرياض حالياً" في بطولة كأس المنطقة الوسطى للناشئين وكسبنا اللقاء "2/1" ثم اكتسحنا جميع الفرق.. وحققنا كأس المنطقة الوسطى بكل جدارة وأتذكر أيضاً من زملائي اللاعبين الذين شاركوا في احراز تلك البطولة ومنهم أحمد الدنيني "رحمه الله" وسعد ناصر الجوهر وعيد الكبير "رحمه الله" وسليمان العمير وقاد الفريق المدرب السوداني أحمد الجوكر.
تفوقت على "الكوش"!
صعودي للفريق الأول كان في أوائل عام 1386ه .. وأتذكر وقبل لقاء النصر بشقيقه فريق الهلال بالدوري بيومين.. ذهبت لمشاهدة آخر تمرين للفريق فوجدت أنه يعاني من نقص في خط الدفاع بسبب الاصابات التي يشكو منها بعض اللاعبين فطلب مني الأمير عبدالرحمن بن سعود أن أشارك في المناورة لسد النقص فدخلت ميدان تنافس مع زملائي المدافعين من جل اثبات نجاحي ووجودي.. طبعاً كنت أعرف تحركات وطريقة لعب مهاجمي النصر الكبار آنذاك "ميزر أمان وناصر كرداش وأحمد الدنيني" فشاركت في تلك المناورة بكل فعالية ونجحت في اظهار قدراتي الدفاعية بصورة نالت اعجاب مدرب الفريق آنذاك "عبدالمجيد الترنة" وأتذكر أنه قال بعد انتهاء الحصة الأولى من المناورة: اللاعب الي جايبنه في الرديف (يقصدني) تفوق على اللاعب الأساسي يقصد "الكوش" مدافع الهلال الذي انتقل للنصر في أيامه الأخيرة!! ومنحني المدرب فرصة تمثيل فارس نجد وارتداء قميصه للوهلة الأولى ضد الهلال على مستوى الفريق الأول.
أمام الهلال تلقيت "4 غرز" في الرأس
ففي مباراة النصر التي جمعته بشقيقه فريق الهلال على ملعب الصايغ عام 1386ه ضمن لقاءات الدوري وانتهى لصالح الهلال ب"4/2" شاركت لأول مرة على مستوى الفريق الأول ورغم أنني لعبت ضد أبرز المهاجمين "مبارك العبدالكريم والكبش" فقد نجحت في الحد من خطورتهما وأتذكر أنني تعرضت لاصابة شديدة في بداية الشوط الثاني عبارة عن شج في الرأس اثر احتكاكي الهوائي مع مبارك العبدالكريم لم استطع مواصلة اللعب ونقلت بسيارة الاسعاف لمستشفى الشميسي رغم محاولاتي بالعودة بعد خروجي بدقائق طبعاً رفض الطبيب عودتي لخطورة الاصابة حتى أننى ومن فرط الحماس اتهمت سائق الاسعاف بأنه هلالي حين أصر أن يحملني للمستشفى.!! وتم خياطة الشج ب"4" غرز..
فخرجت وكان الهلال متقدماً ب"2/1" وعقب عودتي من المستشفى بساعتين توجهت لمقر النادي في شارع السويلم وإذ بالأمير عبدالرحمن بن سعود يجتمع باللاعبين وأخذ يعاتب بعضهم على تقصيرهم وأثناء دخولي لمكتبه وهو مجتمع باللاعبين قال عبدالله بن صليح لعب بحماس شديد واخلاص كبير وطلع ورأسه ينزف دم "أصفر وأزرق" ولا شك بأن كلمات أبوخالد أنستني مرارة الاصابة وألم الرأس كونها شهادة تمثل مصدر فخر واعتزاز..
حقبة المهاجمين
في عقد الثمانينات الهجرية كانت هناك مجموعة كبيرة من النجوم والأسماء الرنانة في خط الهجوم ومن تلك الأسماء التي كنت أحسب لها ألف حساب وأخشى مواجهتها بلا شك أسطورة الثمانينيات النجم سعيد غراب وثعلب الوسطى مبارك الناصر بجانب عمر راجحان مهاجم أهلي جدة وهؤلاء تميزوا بالقدرة التهديفية والمهارة العالية فضلاً عن البنية الجسمانية الجيدة التي كانت تمثل أحد أسرار تفوقهم داخل أرض الملعب.
كسبنا منتخب المملكة ب"الخماسية"
قبل نهائي كأس جلالة الملك لموسم عام 1387ه باسبوع عسكرنا في الطائف "بدار الأيتام" حيث لعبنا ضد منتخب المملكة الأول الذي كان يقيم معسكره هناك لقاء ودياً.. ففزنا عليه بنتيجة كبيرة قوامها "5/ صفر" كانت خير استعداد للمجموعة فنياً ومعنوياً لا سيما وأن المنتخب شارك في هذا اللقاء بطاقمه الأساسي يتقدمهم سعيد غراب والنور موسى "رحمه الله" ومبارك الناصر وسلطان بن مناحي واعتبر تلك المباراة من أجمل اللقاءات التي لعبتها خاصة وأنني نجحت في ايقاف خطورة النجم سعيد غراب في حين نجح زميلي المدافع عثمان بخيت في القضاء على تحركات النور موسى فتم استدعاؤنا نحن الاثنان للانضمام لمنتخب الوسطى بعد تألقنا في تلك المباراة.
نتائج مذهلة
في مشوار تصفيات كأس الملك لموسم عام 1387ه حققنا نتائج مذهلة كسبنا فريق شباب الرياض "5/1" وأهلي الرياض "3/1" والهلال "3/1" وأخيراً فريق نجمه الرياض "قبل حله" "2/1" فلعبنا ضد بطل الشرقية "الاتفاق" وأقصيناه ".." فتأهلنا لنهائي كأس الملك حيث قابلنا بطل الغربية فريق الاتحاد وكانت الترشيحات منصبة لصالحنا لعدة اعتبارات أهمها أن المباراة على أرضنا وبين جماهيرنا أيضاً وضعنا فنياً كان أفضل من الاتحاد.. غير أن ايقاف محمد سعد العبدلي "المفاجئ" قبل المباراة بيومين بلا شك ترك انعكاساً سلبياً على نفوسنا رغم ذلك لعبنا واحدة من أجمل المباريات حيث انتهى الشوط الأول بالتعادل "3/3" أحرز أهداف النصر أحمد الدنيني وميزر أمان وعثمان بخيت في حين أحرز أهداف الاتحاد النور موسى "هاتريك" وفي الشوط الثاني الاضافي أضاف الاتحاد هدفين عن طريق سعيد غراب وعبدالله بكر فكسبوا اللقاء ب"5/3" وظفروا بالكأس الذهبية بعد أن كان النصر قريباً جداً من نيله لولا "...."!!
ميزر ضيع عليّ فرصة العمر!!
كدت أن أدلف التاريخ الأصفر من أوسع أبوابه لو أحرزت هدف النصر الرابع في شباك حارس الاتحاد تركي با فرط في اللقاء النهائي الذي خسرنا في الوقت الاضافي ب"5/3" حيث تقدمت بإحدى الكرات في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة في وقتها الأصلي وأثناء توجهي من وسط الملعب باتجاه مرمى الاتحاد كان اثنان من مدافعي الاتحاد يراقبون الدنيني فسحب نفسه باتجاه الجناح الأيمن وانسحب معه المدافعان وحين وصلت لخط ال"18" تقدمت قليلاً مقابل حارس الاتحاد.
وحين هممت بتسديد الكرة إذ بزميلي اللاعب ميزر أمان ومن فرط الحماس يخطف الكرة ولف ظهره بسرعة فسددها خارج المرمى مهدراً عليّ فرصة العمر كدت أن أحسم بها اللقاء وأحرز لفارس نجد أول بطولة تسجل باسمي.
كبوة جواد
بلا شك تركت تلك الخسارة المؤلمة والكبيرة بحقنا آثارا نفسية سيئة وخيم الحزن على وجوه اللاعبين حتى أن البعض منهم قرر الاعتزال ميزر أمان وناصر كرداش وعبدالله أمان لولا جهود وعزيمة رجل النصر الكبير الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي ساهم وبحنكته في احتواء هذه الآهات والأحزان وأشعرهم بأن هذه الخسارة كبوة جواد والفريق قادر بإذن الله على التعويض الأمر الذي خفف من صدمة الخسارة في نفوس المجموعة الصفراء.
جلالة الملك فيصل
من الأشياء الجميلة في حياتي الرياضية أتذكر حين صعدنا للتشرف بالسلام على جلالة الملك فيصل "طيب الله ثراه" عقب خسارتنا نهائي الكأس كنت خلف زميلي اللاعب سعود العفنان الشهير ب"أبو حيدر" وأثناء صعودنا للمنصة للسلام على جلالته واستلام الميداليات الفضية مسك جلالة الملك فيصل شعرات أبو حيدر البيضاء وقال "رحمه الله" انت يا الشايب تلعب كورة فضحكنا جميعاً على هذه اللفتة التي تنم عن تواضعه "رحمه الله".
نجومية ابن نفيسة
تعرض زميلي الحارس محمد بن نفيسية وبعد خسارتنا من الاتحاد ب"5/3" لكثير من الاتهامات والاساءة حتى أن الصحف كتبت انه السبب وراء خسارة النصر القاسية وللأسف تناسى هؤلاء أن ابن نفسية كان وراء وصول النصر لنهائي الكأس "1387ه" فقد ساهم وبتألقه في تصفيات كأس الملك على مستوى المنطقة الوسطى في قيادة فريقه للصعود لأول مرة في تاريخه صحيح انه لم يوفق في النهائي لأسباب "..."!! ولكن هذا لا يقلل بأي حال من الأحوال من نجوميته كواحد من الحراس البارزين على مستوى المنطقة الوسطى.
الأمير عبدالرحمن بن سعود
الأمير عبدالرحمن بن سعود بلا شك يعد من أبرز الشخصيات الرياضية التي ساهمت في بناء وتأسيس فريق النصر بصورة أكثر فعالية فأبو خالد صاحب أفضال كثيرة على هذا الفريق الذي عاصره لأكثر من أربعة عقود فارطة.. أبو خالد رجل معروف بتواضعه وببساطته كان يتنازل عن حقوقه إذا كانت من أجل الصالح العام ومهما أتحدث عن هذه الشخصية الرياضية المعاصرة فلن أفيها حقها فشهادتي فيها مجروحة.
أسماء عالقة
ثمة أسماء في الذاكرة .. سعد الجوهر الذي حمل شارة القيادة آنذاك صاحب الجمجمة الذهبية استفدت كثيراً من مدرسته المثالية أيضاً محمد سعد العبدلي أعظم مهاجم في تلك الحقبة سعود العفنان وأحمد الدنيني ومن الأندية الأخرى نادر الحسن ونادر العيد وصالح العميل وفهد بن بريك.. مبارك الناصر وناصر بن سيف وسلطان بن مناحي ومبارك العبدالكريم وسعيد غراب والنور موسى.
وهذه الأسماء بالتأكيد أفتخر كثيراً بأنني لعبت معها سواء مع فريق النصر أو منتخب الوسطى ومنتخب المملكة.


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved