أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 26th October,2001 العدد:10620الطبعةالاولـي الجمعة 10 ,شعبان 1422

تراث الجزيرة

وقفة مع شاعر
الشاعر محمد بن صقر السياري
* كتب مدله المخلفي:
القدرة على التعبير عن الموقف أو المناسبة شعراً.. ونقل الصورة بوضوح وتوصيلها للمتلقي بسهولة دون تكلف، وبطريقة أدبية مؤثرة.. مع جزالة العبارة وقوتها وسمو المقاصد والأهداف.. هو نهج الشعراء الكبار.. نهج القمم العالية في عالم الشعر والكلمة المعبرة الصادقة.. نهج الرواد الأوائل ومن تأثر بهم من مبدعي الكلمة الشاعرة الحديثة..! ومن هؤلاء الشاعر الكبير محمد بن ناصر السياري رحمه الله الذي له باع طويل في عالم الشعر الشعبي الرصين. له ديوان مطبوع صدرت طبعته الأولى عام 1406ه. قال عنه صديقه الأستاذ عبدالله بن خميس ضمن سياق مقدمة أدبية رائعة لهذا الديوان:«.. ويطرق باب الشعر فيريك من شؤونه وفنونه ونفحاته وتجلياته إن سرداً أو عداً وإن تعليقاً أو تحقيقاً. ينتقي ما يناسب الموضوع ويختار ما يندرج والحادثة والمناسبة ويترسل في حديث الشعر ترسل العارف المميز..» إلى أن قال:« وهكذا هو في الوصف والحماسة والوطنيات والنقائض وفي كل درب من دروب الشعر خريت ماهر عارف مميز وجواد ليس له كبوة وصارم ليس له نبوة..».
إن من يقرأ قصائد هذا الشاعر في أي غرض من أغراض الشعر لا بد أن يعده من الرواد، يشهد له بذلك.. ديوانه مرجع من مراجع الشعر الشعبي الرصين المفعم بالمعاني السامية.. عند قراءة قصائد هذا الشاعر يتولَّد لدى القارئ إحساس قوي بأنه أمام شاعر كبير قادر على الاستحواذ على مشاعرالمتلقي وجعله يشعر هو الآخر بأنه شاعر.. وهذه ميزة لاتتوفر إلا للقليل من الشعراء الرواد..؟
وكما قال الأستاذ ابن خميس:«الحكمة في الشعر هي منه واسطة العقد ودرة التاج وبيت القصيد، ولايجوز شعر ما لم يمزج بطرائف الحكمة وصنوف الأدب..» صدق والله.. والحكمة لها نصيب وافر من شعر محمد السياري رحمه الله والشوارد الأدبية الرائعة في شعره كثيرة لاحصر لها. وبالإضافة إلى ذلك تبرز ميزة لايمكن أن تخفى على من يطالع ديوان هذا الشاعر الكبير. ألا وهي وضوح العبارة وقوة اللفظ وسمو الأفكار والمعاني.. نجد ذلك في كل بيت شعري مهما كان غرض القصيدة أو الباب المندرجة تحته من أبواب الشعر المتعددة. ولو أردنا حصر ذلك وتعداده لأتينا على كل قصائد الديوان.. لكن نختصر الطريق ونقول: إن النتاج الشعري لهذا الشاعر، وأمثاله جدير بأن تتناوله أقلام النقاد والباحثين تحقيقاً ودراسة وبحثا، وتقديمه لمرتادي ساحة الأدب الشعبي للاستفادة منه في الحياة الاجتماعية المعاصرة.. وإذا لم نقف على نتاج شعرائنا ومعطياتهم الأدبية والثقافية ونستفيد من إضاءاتهم وتجلياتهم في كل أبواب الشعر الشعبي.. وإذا لم نستفد من تجاربهم في الحياة، فلا جدوى من مطالعاتنا وقراءاتنا الأدبية. أقول هذا ليس من باب الدعاية لهذا الشاعر أو ذاك، ولكن من باب الحرص على أن يكون لمطالعاتنا ودراساتنا مردود أدبي وثقافي نلمسه في تصرفاتنا وعلاقاتنا بالآخرين.. وعلى اعتبار أن من أهداف الصحافة الأدبية ومن صميم رسالتها مساعدة القارئ الذي يكون بحاجة إلى ذلك لمعرفة المناهل الأدبية التي يمكن أن يكون لها مردود إيجابي على ثقافته العامة.. بدلاً من ضياع وقته في مطالعة بعض الإصدارات التي لا تعود عليه بأية فائدة..
من حكمه الثمينة:


ماعاد باقٍ بالعمر كثر ما مضى
ولا حاصلٍ عقب المشيب شباب
لا شك عز النفس عن مايهينها
ترا الذل للحر العديم ذهاب
أخترلها في المجتمع ما يفيدها
ترا الصبخ ما ينبت الأعشاب
جالس إلى جالست عصمان الأريا
علمٍ وتاريخٍ بكل كتاب
وختامها مني صلاةٍ على النبي
ما بان نجمٍ في الظلام وغاب

وإلى الملتقى مع علم آخر إن شاء الله

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved