أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th October,2001 العدد:10622الطبعةالاولـي الأحد 12 ,شعبان 1422

مقـالات

شدو
للتميز ثمن (2)
د. فارس محمد الغزي
أشرت في المقالة السابقة الى الحديث الكريم الذي أدلى به صاحب السمو الملكي وزير الداخلية حفظه الله خلال تدشينه للحملة الوطنية للتوعية الأمنية بالمنطقة الشرقية، حيث تطرق حفظه الله الى عدد من موضوعات الساعة ذات العلاقة بالأمن والإرهاب في الداخل والخارج. ففي سياق حديثه عما وقع مؤخراً في أمريكا من أحداث، أكد سموه إيمانه التام بخصوصية الأمن الداخلي في المملكة التي توجب كذلك أهمية احترام خصوصية شؤون أمن الدول الأخرى مذكِّراً بأن نهج المملكة تاريخياً يتمثل في عدم الانحياز لدولة ضد أخرى، مشدداً على رجال الأمن بمختلف مواقعهم ضرورة بذل كل ما من شأنه الحفاظ على نعمة الأمن التي ينعم بها المواطن السعودي. وبالإضافة إلى ذلك فقد أوضح حفظه الله عددا من الحقائق المؤكدة منها معاناة بلادنا ذاتها من الإرهاب فنحن مستهدفون محسودون في عقيدتنا، ومقوماتنا الثقافية، وثرواتنا وغير ذلك الكثير.
واستهلالاً أشارك سموه الألم، حيث ما أزال أجد نفسي أتساءل بكل حرقة عن مدى صحة ما يروج من أخبار تتعلق بوجود هويات سعودية مشاركة في الحوادث المشار اليها، وبكل الصدق فإنني لم أصدق بعد حيث أستبطن بعض الأمل بأنه بإذن الله سيتجلى من الحقائق ما سيسفر عن نقيض ما تبدو عليه سيرورة الأحداث حالياً. ومن الضروري الإشارة الى ان الشَرَّ (بَشَر)، ومن هؤلاء البشر أشقياء أشرار، فما نحن إلا جزء من هذا العالم، وحقيقة الحقيقة أن الشر منذ الأزل لا وجه ولا دين له، وما ليس له دين، فلا حدود تحده، ولا جنسية تقيده. وبالتأكيد فقول كهذا لا ينفي حقيقة ما خلَّفه هذا الحادث من ذيول وتبعات وأضرار بالغة. فعلاوة على ما أَلحَقَه بعقيدتنا من تشويه أقله وصْمها زوراً وبهتاناً بالإرهاب، فقد طال ضرره المواطنين السعوديين في الخارج، ولا سيما الطلاب الدارسين في الغرب. ولكم أن تتخيلوا كم هو مؤلم أن تنقلب الأمور بكل فجأة.. من رأسها على عقبها.. من جانبها الإيجابي التام الى الطرف النقيض السلبي، فيجد نفسه مواطن الدولة الأكثر أمناً في العالم في موقع الشك والريبة متهماً بالارهاب، الى الدرجة التي جعلت المسافرين يرفضون أن تقلع طائراتهم ما لم يتم التخلص ممن ملامحه تشبه ملامح الخاطفين المفترضين! عليه فكان من المفترض المبادرة منذ الوهلة الأولى لتسرب حقائق ما حدث، فتكوين لجان إدارة أزمات إعلامية وأمنية وتوعوية مؤهله للعمل في الخارج بهدف تقليل آثار وذيول ما نجم من هذا الحادث، وتوعية المواطنين في الخارج أو الراغب منهم في السفر إليه، وتحذيرهم بأن ما اعتادوا عليه من تعامل إيجابي في محطات السفر ومطاراته قاطبة قد طالها من الأضرار ما قد يضر بهم شخصياً. هذا فيما يتعلق بالحلول الأزموية قصيرة المدى، أما ما يفترض من تعامل معها بأهداف طويلة المدى، فإننا في أمس الحاجة إلى تخطيط استراتيجية إعلامية شاملة وفاعلة من شأنها تفنيد ما طال عقيدتنا ومقوماتنا الثقافية من تشويه متعمد، ورد الاعتبار لكل ما هو ايجابي في واقعنا المعاش، والمحافظة على (الانطباع) العالمي المؤسس تاريخياً عن حقيقة وطننا العزيز بوصفه واحة أمن وساحة سلام وميدان عدل. فلاشك في أن ما تحقق لنا من سمعة مشرفة في نظر (الآخر الثقافي) لم تتحقق صدفة أو تنشأ من فراغ، بل نشأت من لدن أسس عقدية سماوية، وبذل في سبيل تأسيسها تاريخياً من الجهود العظيمة ما ينطق به التاريخ وعليه يشهد. (يتبع).

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved