أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 28th October,2001 العدد:10622الطبعةالاولـي الأحد 12 ,شعبان 1422

متابعة

وداع جميل وما يتبعه أجمل
سلمان بن محمدالعُمري
ما أجمل الحياة في ظلال القرآن الكريم، إنها الحياة بأسمى معانيها، الحياة التي أرادها الله سبحانه لنا في مختلف الأزمنة والأمكنة، الحياة التي توصل إلى السعادة في الدارين، سعادة الدنيا ونعيم مقيم في الآخرة بإذن الله ، إنها الحياة التي دستورها كتاب الله القرآن الكريم، ومنهجها النهج الرباني القويم، وهي الحياة التي تعني الحقيقة ولا شيء سواها.
وما دامت ظلال القرآن وارفة هكذا، والقرآن رآئدها خير البشر وسعادتهم، وهو الكتاب الذي تعهده الله تعالى بالحفظ الأبدي «إنا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون»، وعهد الله نافذ على الإطلاق مهما تكالبت الأعداء وتعاقبت غدرات الزمان، ومادام الأمر هكذا فلا عجب أن نرى أبناء الإيمان يتسابقون لنصرة كتاب الله في كل زمان ومكان بكل أنواع النصر التي تصب في النهاية ببحر واحد فريد المواصفات غني المفردات ألا وهو نصرة دين الله في أرض الله والإسهام بالسبل التي أرادها الله لحفظ كتابه.
تعتبر مسابقات القرآن الكريم تاجاً للمسابقات كلها وتاج هذه المسابقات كانت ولا زالت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية التي تعيش أجواء سنتها الثالثة والعشرين لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، تلك المسابقات التي ذاع صيتها في الآفاق، وسمع بها القاصي والداني، وما من هدف لها إلا نصرة كتاب الله وتمكينه من قلوب أبناء الأمة.
في مساء هذا اليوم الأغر المبارك يسدل الستار على اختتام فعاليات«مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية الثالثة والعشرين لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره» وذلك بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة.
فبعد أيام جميلة عشناها مع نور القرآن الكريم وكلام رب العالمين جلّ وعلا وقرب الحرم المكي الشريف في بقاع مكة المكرمة الطاهرة، وبحضور كواكب الأمة في تنافس جميل رائع رددت صداه شعاب مكة في جو إيماني بديع.
لقد شارك في المسابقة المباركة«174» متسابقاً كالبدور يمثلون ناشئة وشباب الأمة الإسلامية، أسمعونا الأصوات المشنفة للاسماع المغردة بمختلف القراءات، والآن جاء دور الثواب الصغير وهو الجائزة المادية، أما الثواب الكبير فهو ثواب رب العالمين الذي لا يعادله حساب أو ميزان فهو باق إلى يوم الحساب حيث لا يضيع عند الله مثقال ذرة.
وفي هذا المساء المبارك ستوزع الجوائز القيمة التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه بسخاء لأبناء الأمة التي بلغت «888» ألف ريال توزع على الفائزين الخمسة الأوائل في كل فرع من فروع مسابقة الخير الخمسة، وسيحصل الفائز الأول من الفرع الأول من تلك المسابقة العظيمة على جائزة مالية مقدارها «75» ألف ريال، وسينال باقي الفائزين جوائز تتناسب مع مراتبهم في جائزة الخير بفروعها الخمسة.
ومما لاشك فيه أن الحصول على الجائزة بالنسبة للحفظة ليس نهاية المطاف، بل هو بداية، أو بالأصح هو بدايات متجددة على طريق مستمرة لا انقطاع فيها، فكتاب الله ينبغي تدبره والعمل به، نعم العمل وهنا النقطة الأساسية في القضية، فالعمل هو الجوهر الذي تسعى الأمة له، والمسابقة بكل جهودها وإمكانياتها تسعى لأن يكون العمل هو الخطوة التالية بالتأكيد، كما أن التزود بالعلوم الشرعية لنشر الدعوة الإسلامية والعقيدة الصافية النقية في بلدانهم، هو واجب الحفظة الكبير في هذا المجال، فليس المقصود من الحفظ هو نيل الكسب المادي فقط، بل التطبيق العملي والفعلي لدين الإسلام الحنيف، وخصوصاً في زمن كزمننا هذا كثرت فيه المؤامرات والفتن، وتكالب الأعداء على دين الله في أرض الله.
ومن باب شكر النعم وهذا واجب دائم لنا نحن المسلمين لرب العالمين، والجائزة نعمة بالتأكيد لابد أن يطال الشكر جهوداً قدمت وشوهدت من قبل المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بما قدمته من استعدادات كبيرة وتجهيزات حازت الإعجاب وإمكانات مادية وبشرية لحفظ كتاب الله، وما وفر لهم من برامج ثقافية ودعوية، وزيارات ميدانية، وهي الجهودالعظيمة التي تقدمها بلاد الحرمين الشريفين للإسلام والمسلمين في شتى المجالات فعلى المتسابقين أن يتحدثوا بذلك لغيرهم، ويحثوا الناشئة والشباب في بلدانهم لحفظ القرآن العظيم واتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم حتى ينالوا الأجر والثواب بالدرجة الأولى من رب العالمين، وحتى يتاح لهم فرصة زيارة أقدس بقاع الأرض قاطبة مكة المكرمة مهبط الوحي الأمين، ومنبع الرسالة التي أضاء نورها ظلمات البرية، ويستفيدوا مما يتاح لهم من إمكانات كبيرة تجعلهم أقدر على تحمل ما تتطلبه حياة العصر والمهام الدعوية الجسيمة التي تطلب من أبناء الأمة حيثما حلوا.
لقد عرفنا المسابقة أياماً وضاءة ولحظات منيرة مشرقة في تاريخنا الحافل بالإشعاعات، وهي كتاج لمثيلاتها. إنها تحتل في قلوب الناشئة والشباب مكانة متميزة، وهي حافز لهم على المزيد والمزيد وبذل الجهد وتقديم العمل، وما أجمل العمل عندما يكون لخدمة كتاب الله وفي سبيل الله تعالى.
هذا المساء سيكون حفل الختام بإذن الله ، عرس وداع جميل وما يتبعه بالتأكيد أجمل، وإذا كان الحفل هو احتفاء بالحفظة لتسليمهم جوائزهم ونتاج حصادهم فهو نقطة انطلاقة لعالم العمل الجدي الذي تنتظره الأمة من أبنائها.
لحظات العرس ستبقى ذكرى طيبة مباركة بأذهان القراء الشباب صناع المستقبل، وسيبقي ما رافق المسابقة من تنظيم وجهد وعمل أيضاً ذكرى لذيذة على العقول والنفوس، عقولنا نحن الذين شاركنا وشاهدنا وسررنا بما قدمته قيادتنا الرشيدة لكتاب الله ولحفظته، وعقولهم هم الذين فعلوا ما استطاعوا من خير، وقدموا العمل النبيل على أصوله.
إن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد التي كان لها شرف تنظيم هذه المسابقة العظيمة وبتوجيه مباشر دقيق من لدن معالي ربانها الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ لعلى العهد باقية إلى ماشاء الله بخدمة كتاب الله عملاً وتنظيماً وفعلاً، ومحطاتها التي لا تتوقف والحمد لله كلها محطات حافلة بأعمال الخير الكبيرة، وما المسابقة التي عشنا أيامها إلا جزء مما تبذله وزارة الخير، في بلد الخير، والخير المستمر إلى ماشاء الله وبإذن الله. والله ولي التوفيق.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved