أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th October,2001 العدد:10625الطبعةالاولـي الاربعاء 15 ,شعبان 1422

مقـالات

في الأفق التربوي
أكتب عن التربية والتعليم
أ. د. عبدالرحمن الشاعر
المتابع للمقالات الصحفية في الصحف المحلية يلمس الزيادة المطردة في أعداد من يكتب عن التربية والتعليم، وكأن التربية والتعليم المجال الخصب للكاتب ورغم أن المعنيين بهذا الشأن يعلمون أن ما كل ما يكتب من تحليل وتقييم وآراء مبني على دراسة ميدانية وتفحص للواقع التربوي بقدر ما هو تخيل لهرم تعليمي تربوي يتطلع إليه الجميع ويتمنون أن يصلوا إليه بأسرع وقت، ولو عرض هذا الأمر على الجميع سواء المعنيين بالشأن التربوي مباشرة أو المتطلعين إلى نمو لا يستغرق زمنا طويلا لقال الجميع.. ولمَ لا؟
وهذا التسا ؤل يعد حقا مشروعا لكل من يعنيه شأن التربية والتعليم، ومن منا لا يعنيه شأن التربية والتعليم؟إلا ان ما يبعث إلى الطمأنينة أننا لسنا اكثر حماسا وحرصا على مستقبل تعليمي راقٍ يليق بمكانتنا بين الأمم من القائمين على الشأن التربوي.
في حديث مع زميل يعمل في مجال المناهج ومن التربويين المهتمين بهذا الجانب حول ما كتب وما قد يكتب عن المناهج الدراسية وأحب ان أطلق عليها المقررات الدراسية من حيث الكم والكيف والصعوبة والبساطة أبدى الزميل امتعاضه مما يكتب في الصحف في حق المقررات الدراسية، ودفاعا عنها اخذ الزميل يروي لي رحلة إعداد المقرر الدراسي منذ ولادته كفكرة حتى يرى النور، وكم من الجهد والبحث والتقصي والمقارنة والربط الموضوعي وتلازم الجانب المعرفي مع الجوانب المهارية والوجدانية حتى يصبح هذا المقرر بالصورة التي يرقى بها إلى مستوى الكتب المدرسية.
والسبب في الكتابة عن المقررات الدراسية بهذا الكم قد لا يكمن في عدم جودتها أو حداثتها وقوة وموضوعية المحتوى وملاءمته للمستويات العمرية للفئة المعد لها، بل بالأسلوب الفني في عرض المفاهيم والحقائق العلمية. والمتتبع للحركة التطويرية للمناهج يدرك البون الشاسع بين واقع الكتاب المدرسي وماضيه، ويلاحظ ذلك جليا المتابع للمتغيرات الحادثة في تحديث وتنظيم المعلومات، والعناية بأدوات التعلم في الكتاب المدرسي حتى أصبح وسيلة فعالة لنقل المعلومة بحيث يدركها الطالب بوقت اقصر وبجهد اقل مما سبق، وما كان يتحقق ذلك لولا الرجوع إلى الأسلوب العلمي التربوي الذي يميز من خلاله الكتاب المدرسي والكتاب المرجعي أو نحوه.
والملاحظ أننا لا نزال نكتب ونبحث وننظر في هذا المجال وكأننا نريد أن نصل بالكتاب المدرسي إلى الصيغة التي ترضي الجميع أو الأغلبية على اقل تقدير في حين أن طرحا آخر حول الكتاب المدرسي لم نعره اهتماما يذكر رغم انه اكثر أهمية بل يلغي جميع مقترحاتنا وتنظيرنا حول الكتاب المدرسي وما يجب أن يحويه من أفكار ورسوم وأمثلة. فالعالم يتحدث اليوم عن المدرسة الإلكترونية وفصول الواقع الافتراضي الذي يعرض المادة التعليمية بالكثير من العمل والقليل من الورق، وفيه يحمل الطالب جميع مقرراته في جيب معطفه ويقلبها بين أنامله دون عناء يذكر وبكفاءة تفوق كفاءة الكتب التي أعيته وأحنت ظهره.
مثل هذا الطرح جدير بالبحث والمناقشة من عدة جوانب كالبحث في مفهوم المدرسة الإلكترونية ودورها في المجتمع الإلكتروني المعاصر، والاطلاع على الخطط والسياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالمدرسة الإلكترونية ومدى تأثيرها في النظام التعليمي التقليدي، وما طبيعة المقررات ومصادر التعلم الإلكتروني.
إن مثل هذه المتغيرات المفروضة على البيئة التعليمية ومنها المقررات الدراسية، والفصول، والمختبرات هي من سمات المدرسة المعاصرة، والتحدي الفعلي للنظام التعليمي قائم على تحقيق هدف تعليمي في عصر إلكتروني سريع التغير. لقد آن الأوان لتجاوز البحث في شكل الكتاب ومحتوياته وحجمه وألوانه لأن جميع هذه المواصفات قد نراها هذا العام وتصبح ذكرى العام القادم، وسيأتي جيل يتعجب، بل قد يتندر من أسلوب تعلُّمنا من خلال كتاب من ورق كما تعجبنا من تعلُّم آبائنا بواسطة اللوح والفحم والكتاتيب مع اعتزازنا واحترامنا لتلك الفترة التي تعد النواة والغرسة الأولى لما نحن فيه من نعمة أمن ورغد عيش، وما دعوتي هذه للنظر إلى أن نكون واقعيين في طرحنا إلا تحاشيا من أن نعيب زماننا ويصبح العيب فينا.. والله المستعان.
shaer@anet.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved