أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th October,2001 العدد:10625الطبعةالاولـي الاربعاء 15 ,شعبان 1422

مقـالات

حوار الحضارات
مي السديري
حوار الحضارات أحوج ما نحتاجه في هذا الزمن الذي يقال عنه زمن متحضر..! وليس صراع الحضارات الذي نعيشه في هذا الوقت بالذات فكلمة صراع كلمة غير منطقية أو حتى ديمقراطية فهي لا تحتوي على قبول الطرف الآخر. بل هي كلمة بمعناها تدعو الى محو كل فكرة ما لم أؤمن بها بينما حوار الحضارات يحتوي على البيئة الأساسية لقبول كل الألوان الموجودة للإنسانية وهذا الكلام لا يعني إطلاقاً قبول الهمجية كما هو حاصل في بعض المجتمعات الغربية وقبول كل شيء والادعاء أنه حضاري حتى ولو كانت عبادة الشيطان!!
بالمقابل هناك فكر آخر مثل الذي يمثله ابن لادن وهو رفض وعدم قبول الآخر مهما كان نوعه أو لونه او جنسه ما لم يتوافق مع توجهات طالبان وابن لادن، والصورة المقابلة لهذا الفكر بادعاء أمريكا إما ان تكون معنا او ضدنا..!! إذن أصبحت صورة متطرفة فكراً من الفريقين كل ينظر بأن الحق معه وأن العالم مخطئ إذا لم يكن توجهه بنفس الإطار.
وهذه هي جذور المشكلة، إن أداء الديمقراطية بالغرب هي أنها خاصة بمجتمعه وتوجهات مجتمعه الخاصة وعدم خصوصيات للمجتمعات المختلفة بينما حقيقة الإسلام مغايرة وهنا لا نتكلم عن المسلمين بل عن الإسلام الذي يتجلى بقبول الآخرين والدعوة فيه مما جعل فتوحات كبيرة في العالم الإسلامي لم تتم بالسيف بل كانت بالكلمة الحسنة قال الله تعالى: «وجادلهم بالتي هي أحسن» فتم فتح اندونيسيا، السودان، جزء من الصين، ماليزيا، أي المفهوم العصري بالحوار المبني على الحق لرفعة الإنسانية.
ولو نظرنا أيضاً الى التاريخ فترة الغزو المغولي للعالم الإسلامي لوجدنا أنه خلال خمسين عاماً تحول المغول الى مسلمين مدافعين عن الإسلام بكل ما يملكون من قوة وعزيمة. وهنا لابد من التوقف، فلو سألنا ما الذي غير حضارات معينة غير مؤمنة بالإسلام ولا تعرف ما هو الإسلام إلى مسلمين مدافعين عنه لوجدنا ان هناك مؤشرين أساسين:
أحدهما الحقيقة الإلهية المتجلية بالاسلام.
والآخر هو السلوك المبني على هذه الحقيقة والمبنية على الإنسان.
وهنا لابد من ذكر التعايش الذي تم بالاندلس المسلمة بين الديانات الثلاث الإسلامية، المسيحية، اليهودية. فقد كان هناك تعايش بين الديانات الثلاث على جميع المستويات سواء الثقافي منها او الاقتصادي او الإنساني على ارفع ما يمكن ان يكون التعايش الذي نجده منشوراً بالشعارات الحديثة.
وهنا ندرك استغراب الصحابة لوقوف الرسول صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودي ورده العظيم عليهم: أليست الجنازة لنفس إنسانية وبذلك يستحق أن يقف لها الإنسان ولأن الله تعالى اقسم بها قال سبحانه «ونفسٍ وما سواها».
ولتعد ذاكرتنا لمحاولة الرسول صلى الله عليه وسلم لدخول مكة سلماً رغبة منه بالحج وتراجع الرسول خشية أذية المسلمين الذين بمكة فعقد صلح الحديبية ولنقف أمام تنازل الرسول الكريم لسهيل بن عمرو عندما رفض كلمة من العقد أو الوثيقة من محمد رسول الله إلى سهيل بن عمرو، هنا رفض سهيل بن عمرو كلمة رسول الله لأنه غير مؤمن بها وهنا تنازل الرسول وكتب من محمد بن عبدالله الى سهيل بن عمرو.. لمعرفة الرسول صلى الله عليه وسلم لأعراف الكفار وإنكارهم لرسالته جعله لا يفرض لغة الدين عليهم وهم لا يؤمنون بها. وهنا نجد مواقف مشابهة للنبي سليمان عليه السلام حينما أرسل رسالة لملكة سبأ بلقيس في قوله تعالى: «إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم».
الغرض من ذلك.. هو حماية اسم الله من مهانة الذين لا يؤمنون به مصدقاً على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا آباءهم حتى لا يسبوا آباءكم ولا تسبوا آلهتهم حتى لا يسبوا إلهكم».
فالمسلم الحقيقي لا يعرض دينه للانتهاك وبذلك نجد أنفسنا أمام سؤال: كيف يسمح المسلم لنفسه أن يقوم بعمل تحت رداء الإسلام معرضاً سمعة دينه ونبيه وأمته وحضارته للتشويه وأبناء ملته للتشريد.
مديرة الفرع النسائي للمعهد الدبلوماسي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved