|
| الفنيــة
* القاهرة حوار علي البلهاسي:
الفنانة محسنة توفيق صاحبة التاريخ الفني الطويل والعريق التي استحقت عن جدارة لقب «الكنز» الذي اطلقه عليها النقاد.. وهي ايضا صاحبة مبادرة تأسيس لجنة للفنانين المصريين للتضامن مع الانتفاضة وتخصيص يوم للفنانين العرب للاحتفال بذكراها.
«الجزيرة» التقت بها وحاورتها حول مشوارها الفني في السينما والمسرح والتلفزيون وحكايتها مع الانتفاضة و القضية الفلسطينية.
* أنت فنانة متنوعة.. قدمت اعمالاً للسينما والمسرح والتلفزيون فماذا يمثل كل منهم بالنسبة لك؟
السينما هي عشقي وحبي الاول وانا مجنونة سينما و التلفزيون يمثل لي استمراري وكان الوسيلة لبقائي ووصولي للناس اما المسرح فهو حكايتي مع الفن والناس فهو الحكاية المشتركة بيني وبين الناس من خلال حضورهم ومعايشتهم لفني على خشبة المسرح.
حقيقة يوسف شاهين
* وماهو سر تألقك في اعمالك مع يوسف شاهين؟
اولاً الافلام والادوار التي قدمتها مع يوسف شاهين سواء في العصفور او بونابرت او اسكندرية ليه هي افلام وادوار ممتازة ومتميزة وثانياً رؤية يوسف شاهين كمخرج في تصور الشخصيات الانسانية قريبة مني ومفيدة لي فهي ليست مليودرامية ولارومانسية ولاخطابية وانما «حقيقية» بمعنى انه كان يريد الوصول الى شخصية حقيقية وكان هذا المنهج يناسبني ويعجبني ويجعلني ابدع في عملي معه وكان بيننا اتفاق في البحث عن حقيقة الشخصية والاحساس وكنا نرى الناس ونحسهم بطريقة واحدة وهذا التوافق مهم جداً في العمل الفني وكان سبب تميزي في اعمال يوسف شاهين.
ادوار فنية
* دخلتِ الفن بالصدفة ولم تكوني دارسة له فكيف استطعت نقل موهبتك وتحقيق هذه البراعة في الادوار الخاصة بك؟
الفن في الاساس موهبة وحياة وثقافة ودراسة و الدراسة بالفعل تصقل الموهبة ولكنها قد تصقل مع التجربة الفنية والخبرة في الحياة والقراءة والاطلاع و التدريب على التمثيل من خلال المخرجين الذين يتعامل معهم الفنان وهذا ماحدث معي فبالرغم من انني خريجة كلية الزراعة الا انني كنت حريصة على تطوير موهبتي في التمثيل وتنميتها و القراءة والاطلاع في مجال الفن خلال مشواري الفني وقد عوضني هذا عن الدراسة الفنية المتخصصة.
* خلال هذا المشوار الفني هل هناك ادوار كنت تتمنين تقديمها ولم يحدث؟
اتذكر ان هناك ادواراً رأيتها على الشاشة وكنت وقتها احب ان اكون انا من يؤديها مثل دور سلمى في «الفتى مهران» وكنت احب جداً ان أؤديه لانه كان مناسباً لي جداً ودور آخر خانني فيه يوسف شاهين وهو أنكر هذا الكلام بعد ذلك وهو دور داليدا في فيلم «اليوم السادس» وبعد ان اتفق معي وسافرت لمدة شهر عدت فوجدته اتفق مع داليدا وحزنت جداً على هذا الدور لانه كان سيصبح احلى دور قدم في السينما المصرية وانا لست نادمة عليه لان يوسف هو المسؤول وكنت احب ان اقدم دور سميحة ايوب في «الانسان الطيب» ودور أم علي في «عمر المختار» وشادية في « ميرامار» ووصيفة في «الارض» وسمارة في «ثرثرة على النيل» وكنت احب ان اقدم ادوار «تشيكوف وانتيجون» وكلها ادوار كان سني مناسبا لها وقتها وحزنت جدا انني لم اقدمها.
أزمة المسرح
* وماهو رأيك في المسرح حالياً؟
لن استطيع ان اقدم رؤية نقدية عن المسرح لكني كفنانة لست راضية عن اتجاه المسرح حاليا.. في الماضي عندما كنا نقدم مسرح كنا نقصد تقديم فن راق وجيد و كانت هناك درجة من التسليم والاعتراف بان هموم المسرح لابد ان تكون هي همومنا ولابد ان تكون حقيقية ولكن حالياً يبدو ان المسرح غير خطته واتجاهه واستطاع القطاع الخاص ان يحوله الى مسرح تجاري كل همه جذب الجمهور باي شكل وبأي وسيلة وفي نفس الوقت ارتفع سعر التذكرة واصبح غير مناسب للجمهور البسيط الذي ابتعد عن المسرح لارتفاع تكاليفه وكانت هذه هي اخطر واضر انعطافة حدثت للمسرح.
* وماهو الحل من وجهة نظرك للخروج من هذه الازمة؟
نحن نملك كل المؤهلات ليكون عندنا مسرح حقيقي والمطلوب ان تتغير احوالنا ويصبح عندنا ديمقراطية حقيقية وتعود الدولة للاهتمام بالمسرح وتعتبره انتاجا مهما وضروريا وتعتني به مثل العناية بالصحة والتعليم لانه بالفعل نشاط هام لنمو العقل وتغذيته وامتاع الوجدان.
التضامن مع الانتفاضة
* تقومين بدور كبير في العمل العام وكان لك دور كبير في تأسيس لجنة للفنانين للتضامن مع الانتفاضة فما هي ملامح هذا الدور؟
مثلي مثل كل انسان وفنان عربي كان لي اتجاه للتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية ودعمها بكل الوسائل وقد سعيت مع عدد من زملائي الفنانين لتأسيس لجنة للفنانين المصريين للتضامن مع الانتفاضة منبثقة عن نقابة المهن التمثيلية ولكي ترى هذه اللجنة النور اخذت حوالي عشرة شهور لانني اردت في البداية ان يكون مجلس النقابة هو مؤسسها ويعلنها ويتبناها ولكن هذا لم يحدث وعندما عرضت الامر على زملائي من الفنانين رحب عدد كبير منهم ووقعوا على عضوية اللجنة وبيان بقطع كل العلاقات واشكال التطبيع مع العدو الصهيوني ولان اللجنة مازالت حديثة فليست بنفس القدر من القوة بمعنى التفاف الفنانين كلهم حولها كوجدان ورأي وموقف واحساس باهمية الدور الذي يمكن ان يؤدوه من خلالها واعتقد ان من سيكون له الدور الفاعل في هذه اللجنة هم شباب السينما و المسرح والتلفزيون المتحمسين.
اعمال وجوائز
* حصلت على العديد من الجوائز خلال مشوارك الفني فما هي الجوائز التي تعتزين بها؟
احب دائما ان اكرم على العمل الذي احبه وقد سعدت جداً بتكريم اخذته في بداية حياتي الفنية وهو وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى واعتقد انني كنت اصغر ممثلة حصلت على الوسام لاني كنت في العشرينات من عمري ولم يمر على عملي بالتمثيل سوى ثلاث سنوات فكان هذا بمثابة تكريم كبير وغالٍ جداً في حياتي ولكن كنت اصغر من ان استوعب قيمة هذا التكريم ولذلك لم افرح به بالقدر الكافي اما الجائزة التي سعدت بها جداً جداً فهي جائزة التمثيل التي اخذتها عن فيلم «علامات ابريل» وكانت لحظة فرح كبيرة جداً في حياتي وانا أتسلم الجائزة واستقبل تحيات وفرح الناس بي وفرحة الناس وقتها كان لها الاثر الكبير في نفسي، وحصلت ايضا على جائزة الدور الثاني عن دوري في فيلم «ديل السمكة» ولم يكن يصلح كدور اول لان مساحته كانت صغيرة ولم احزن لانه لم يكن هناك في الاصل جائزة دور اول كما حصلت على جائزة الممثلة الأولى في مهرجان بغداد المسرحي.
* وماهي الاعمال الجديدة التي تستعدين لتقديمها؟
انا بصدد عمل سهرة تلفزيونية جميلة جداً للمؤلفة هناء عطيه وهناك اكثر من مشروع في المسرح منها مسرحية لشاب اسمه ياسر علام وهي «الآخر» وهي مسرحية جريئة وجديدة جداً وأريد تقديم عمل مع المخرجة «عبير علي» لان اسلوبها واعمالها تعجبني واريد عمل مسرحية «الام شجاعة» مع محمد عمر وهناك مشروع آخر معه وسنقدم الانسب منهما في القريب العاجل ان شاء الله.
|
|
|
|
|
