أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th October,2001 العدد:10625الطبعةالاولـي الاربعاء 15 ,شعبان 1422

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
أزمة الإدارة
د. محمد الكثيري
لا أدري إلى متى تستمر الإدارة تخصصا ثانويا في ذهنية أبناء الدول النامية ولدى متخذي القرار في تلك الدول.
وإلى متى سنظل غير مدركين إدراكا كافيا أن مشكلة ما يسمى بالعالم الثالث هي مشكلة إدارة في المقام الأول والأخير، قبل أن تكون مشكلة موارد أو تقنية أو غير ذلك من العناصر المهمة جدا، ولكنها بالطبع ليست كافية لانجاح منشآت وهيئات ومنظمات هذه الدول، بدون وجود إدارة قادرة فعلا على القيام بالدور المطلوب منها، وذلك بتوفر الأشخاص المدركين والعارفين بمعنى الإدارة وهدفها وغايتها.
إن الإدارة الصحيحة هي تلك التي تستطيع إيجاد الموارد، بغض النظر عن نوعها ومصدرها، كما أنها القادرة أيضا على جلب التقنية، والأهم من كل ذلك استطاعتها أن تتعامل مع هذه التقنية ومعرفتها باستثمار هذه الموارد الاستثمار الأمثل وبالطريقة المناسبة.
أما حينما يحصل خلاف ذلك فإن الموارد، لو قدر لها وتوفرت والتقنية لوشاء الله لها وجلبت، فلن يتم الاستفادة منهما بالطريقة المطلوبة حيث ستتهالك الأولى وتتعطل الثانية.
إن ما يحدث في الدول النامية، التي يأتي بلدنا واحدا منها، إن هناك خلطا في المفاهيم «فأمر الإدارة سهل» متى ما توفرت «الفلوس» والأجهزة فالجميع يستطيع أن يدير والشروط هنا محددة سلفا تأتي في مقدمتها العلاقات قبل المهارات والخبرات الإدارية بالطبع.
يجب أن نعترف أننا نعاني أزمة إدارة على مستوى القطاعين العام والخاص، وإذا لم نستثمر بقوة من أجل النهوض بهذا المجال فإننا، بلا شك، سنتأخر في الوقت الذي يتقدم فيه الاخرون.
إن الإدارة تتجاوز كونها توقيعاً على أوراق أو تسييراً للعمل اليومي، إلى كونها رؤية وتطويراً وإبداعاً وقبل كل ذلك تحفيزاً للآخرين وحسن تعامل معهم.
فهؤلاء الآخرون هم القادرون وحدهم على إنجاح الجهاز وتحقيق أهدافه متى ما وجدوا الإدارة الكفأة والمؤهلة والمدركة للدور المطلوب منها.
إن ذلك حينما يحدث نستطيع أن نؤكد أن الأمور الأخرى من موارد وتقنية سيكون أمر توفيرهما سهلا وحينما تتوفران سيكون تطويرهما والاستفادة منهما أمرا ممكنا، ولكن تبقى الإدارة هي مربط الفرس.
kathiri@zajoul.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved