أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st November,2001 العدد:10626الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شعبان 1422

فنون تشكيلية

معتبراً الرزيزا أحد رموزها
الفنان هويدي يقول: موقف الحروفيين العرب يعتمد على إدراك هوية تراثها
* يقول الفنان والناقد سيد هويدي ان الحرف العربي، واحد من اهم العناصر التشكيلية للفن التشكيلي العربي، باعتباره عنصرا اصيلا، اتفق مع توجهات الكثير من الفنانين في النصف الاخير من القرن العشرين في بحثهم عن هوية تشكيلية تميز هذه المنطقة عبر صراع الحضارات، التي تفرضه آليات العصر وتنامي النزاعات الثقافية المختلفة، مضيفا ان هذا التوجه قد اتخذ عدة مسارات اولها الدعوة الى المحافظة على اصالة الخط وقواعده وايضا قياساته، فانتقدوا الخطاط واللوحة الخطية، وهو المسار الذي اكد على ان اي خروج على هذه التراثية سيفقد الحرف الجلال والرصانة، والعمق الروحي.
اما المسار الثاني فهو في محاولة المزاوجة مابين التقاليد وبين تجريدية الخلفيات التشكيلية في اطار من التوليف يجمع بين الرسم والخط على حد سواء، باستخدام الخط التقليدي.
وفي واحد من اهم المسارات التي اتخذها الحرف العربي في النصف الثاني من القرن العشرين جاء الجهد الريادي للفنان التونسي نجا المهداوي عندما استخدم الخطوط العربية ضمن نسق مألوف، يفقد فيه الحرف شكله الاصولي لصالح الكل الموحي، فإذا حاولت ان تتلمس نفسك في غاية من كلمة مقروءة فلن تقع الا على اشكال لكلمات جردت من خصائصها المعنوية وفرغت من اية دلالة. كما يحسب الناقد سيد هويدي لجماعة «البعد الواحد» في العراق منذ اوائل السبعينيات انها سعت الى ان تستكمل نفسها في منهجية واضحة معلقا على تجربته وتجربة زملائه الحروفيين بقوله «اما بالنسبة لنا كمستلهمين للحرف في الفن فإن موقفنا سيعتمد على ادراك هوية التراث العربي الراهن الذي نضعه عبر اقتباس اهم عنصر من عناصرنا الحضارية والفكرية، وهو الحرف العربي.. اذن فإن الدور الذي ستلعبه هو وضع اللبنات الاولى لمدرسة معاصرة في الفن تعتمد على استلهام الحرف، وترجع بدايات طرح الحرف العربي ضمن اولويات الفنان العربي المعاصر الى اواسط الاربعينيات مع التجربة الرائدة للفنانين العراقيين «مديحة عمر» و«جميل حمودي» وهي البداية التي تداعى بعدها استخدام الحرف ضمن محاولات واستلهامات متعددة المصادر.
وفي تحليل لأعمال احمد الابحر خريج فنون جميلة القاهرة والذي قدم تجربته في قاعة عرض الفنون بمتحف احمد شوقي «مركز النقد والابداع» على نيل القاهرة .
يقول الفنان هويدي:جاءت اعمال المعرض في ثلاثة مستويات الاول هو محاولة تقديم الحرف العربي بصيغة معاصرة مع الحفاظ على القواعد والاصول والقياسات وهو الغالب في المعرض، ويتسم بقيم لونية مبهجة وهو تناول رصين للحرف على خلفيات معدة بشكل حرفي بينما جاء المستوى الثاني في شكل محاولة للخروج عن السائد والمألوف لشكل الحرف، وهو المستوى الذي يعكس صيغا فنية تشكيلية متعددة، تحاول خلق رؤية جديدة لامكانات استخدام الحرف العربي واستنطاقه سواء كانت هذه القيم جمالية او تعبيرية.
اما المستوى الثالث والذي يمثله زواج الحرف بالتشخيص يقف في منطقة فاصلة بين اصحاب اللوحة الخطية المتزمتين واصحاب اتجاه تناول الحرف باعتباره وحدة جمالية تراثية معبرة عن هويتنا، باتخاذ الحرف العربي عنصرا تراثيا كاحد رموز الامة البصرية الذي يمكن الاستناد عليه في بعض هوية الفن التشكيلي المعاصر وهي المحاولات التي ساهم فيها كل من جواد سليم وشقيقه نزار سليم وصبيحة الخمير، وضياء العزاوي من العراق، ومن مصر خميس شحاته ومحمد طه حسين ويوسف احمد من قطر، وعلي الرزيزا من السعودية.
كما ظهرت الكتابة ضمن تشكيلات زخرفية وضمن احتفاظها بالدلالات المقروءة والتي غالبا ماتتخذ لها اطارات بها اشارات محلية وتذهب محاولات عدد من الفنانين العرب المحدثين الى الافادة من التاريخ المحلي لبلدانهم.
ويكمل الفنان مقالته هذه التي نشرت في ثقافة البيان في جريدة البيان الاماراتية والتي اخذنا منها ماتسمح به المساحة مع بعض التصرف قائلا: ان الحرف العربي لم يكشف عن مكوناته سواء الجمالية او التعبيرية بعد، وسيظل مصدرا لاستلهامات العديد من الفنانين العرب، خاصة في ظل غياب جهد تنظيري يواكب حركة احيائه منذ اكثر من خمسين عاما.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved