أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st November,2001 العدد:10626الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شعبان 1422

مقـالات

نوافذ
المنهج
أميمة الخميس
في كتب مادة الأدب للصف الثاني ثانوي، يرجع مؤلفو الكتاب السبب الرئيسي والمهم للغزوات الصليبية الى (حقد النصارى على الإسلام والمسلمين!! ذلك الذي يسري عبر التاريخ!! ولعل ذلك الحقد الذي ران على قلوبهم لم يمنح في العصر الحديث!!) والمقاطع المقوسة نقتلها كما هي موجودة في الكتاب تماما.. فأي حقد نسقي منه تلاميذنا؟ وأي ماء أسود ملوث نسمم به دماءهم؟.
وعلى حين أن المناهج التربوية والمدرسية يجب أن تعد في إطار من الموضوعية الهادفة، والحرص على تحييد العواطف، والحرص على تدريب الطلاب على النظر بنظرة عقلانية خالية من الأهواء والعواطف المبيتة.
فهل هناك من مبرر أن نختطف الآية الكريمة من سياقها (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) البقرة 120.. ونقسرها كاستشهاد على الطرح المشبوه السابق، تلك الآية التي رافقت تأسيس الإسلام، وشاركت في وضع ملامحه القوية الراسخة في بواكير الدعوة تلك الملامح التي كان يجب أن تختلف عن ما سواها من الرسالات السماوية السابقة، فلماذا اختيرت هذه الآية بالذات وأغفلت العشرات من الآيات القرآنية النورانية التي تدعو الى التعايش والتسامح وقبول الآخر المختلف؟.
هل هناك من مبرر أن ندرس أبناءنا هذه العنصرية الذميمة التي قال عنها عمر بن الخطاب دعوها فهي (منتنة) وهو تماما رضي الله عنه الذي كتب العهدة العمرية في القدس، واحترم الكنيسة فلم يؤد الصلاة بداخلها حتى لا تتحول الى مسجد كأنبل عمل إسلامي يشير إلى قبول الآخر والتعايش وإياه؟.
لماذا اذاً نتعامل مع التاريخ بطريقة انتقائية مبيتة لنوايا مسبقة من الرفض والكره، تلك النوايا لم تكن حاضرة على الاطلاق عندما كانت الدولة الإسلامية في قوتها ومنعتها وتوهجها؟.
قال الله تعالى (وكذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) 143 البقرة.
والوسط هو مرادف للاعتدال العقلاني الواعي الذي يبعد عن الجموح الناشز المغيب للعقل والاحتكام إلى سنن الله في الكون، والوسط هو القبول بالصيرورة الدنيوية المتبدلة بين إقبال وأدبار بين المركز والأطراف، دون أن يكون هناك إلغاء أو تغييب للآخر، والوسط هو الدين والدنيا معاً.
جميع الحركات العنيفة الدموية التي كانت تستتر وراء الإسلام في العصر الحديث، هي بالتأكيد نتيجة توجس وخوف من الغريب الطارىء الذي ظهر في شكله الاستعماري، فكانت تلك الحركات إحدى (ميكنزمات) الدفاع التي أسرفت في الغلو والتطرف وها هي تقود العالم الى مهاو مجهولة من مستنقعات الثأر وحلقاته التي لا تنتهي.وفي النهاية علينا إعادة النظر بالطروحات السابقة ومراجعة مواقفنا منها.
وسبحانه وتعالى قال في محكم تنزيله (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيّون من ربهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) 136 البقرة.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved