أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st November,2001 العدد:10626الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شعبان 1422

مقـالات

بلا تردد
لا عيش رغيداً..!
هدى بنت فهد المعجل
إلى متى ونحن نستبيح دماء الأبرياء .. وندق طبول النصر على جثثهم المسجاة بوحشية دامية..؟
إلى متى يصمت الحق في وجه الطغيان المتجبر.. ونحن نرى البيوت خلت الا من خيوط العناكب الواهنة.. وشوارع لم تمارس فيها السيارات حق العبور الحر.. ومدناً غدت للأشباح منازل.
نعيش لنرى الانسان مطالب في كل شيء .. وهدف كل رامٍ.. حتى اذا تأملنا الحيوانات الأليفة والسباع والوحوش والطيور وجدناها منا أهنأ بالاً.. واسعد نفسا.. لا هم لها سوى اشباع غريزتين فقط لا ثالث لهما.
بينما نسمع هدير عقولنا وهي تدور.. وتدور.. دون راحة، قاصدة بدورانها ابتكار جرثومة فتاكة.. او قنبلة نووية مدمرة، والتدمير هنا ليس موجها لطائر.. او حيوان .. أو صخرة.. بل لذلك المسكين المغلوب على امره الانسان الذي لا يتلذذ في طعام.. ولا يستسيغ شراباً.. هجر ذلك الفراش الوثير ليكتفي بغفوة لدقائق غشتها الكوابيس المقلقة.
فضّلنا الله سبحانه وتعالى عن سائر مخلوقاته بنعمة العقل والتبصر فتباهينا بتلك الفضيلة واستعرضنا بها قدراتنا.. ولكن كيف كان استعراضنا لها..؟
وهل هو استعراض يليق ببشر يتناسلون الحب، والود، والهيام فيما بينهم..؟ لا وربي!
فهذه هيروشيما القنبلة التي خلفت وراءها ليس فقط خسائر مادية.. بل والأمر خسائر بشرية وما زالت فروع خسائرها تتمدد حتى اللحظة الحالية.. ولأن الشر اسود.. والحرائق سوداء.. والمصائب كذلك.. فانهم تكفلوا بمهمة بث عاهة سوداء تحط رحالها على الأجسام فتقلقها حتى ترديها جثة هامدة.. فكان جدير بهم ان يطلقوا عليها الجمرة الخبيثة.. وياله من خبث .. أقض مضاجع الكثير!! واربك الأكثر منهم..!!
لماذا؟.. ولأجل أي شيء؟.. وهل هكذا يشكر الخالق على نعمة العقل..؟ بالتدبير والتخطيط المتقن.. والسهر المتواصل.. بجانب انفاق ملايين الأموال الطائلة في سبيل التمكن من اختراع مثل هذه الجمار.. وبنوعية تلك الجراثيم.. وبفتاكة هذه القنابل الذرية.. والرسائل البكتيرية الملوثة.
كانوا يتشوقون لتلقي رسالة ود مفعم.. او حنان متسربل في الاعماق..!!
والآن لابد من تحصين نفسك قبل تسلمها.. وفتحها .. وقبل ان تحط الرسائل في أرض المطار قادمة من الجهة المبعوثة منها.
بات القلق رفيقاً لنا في كل طريق نسلكه، وفي كل جهة نقصدها.. وفي كل عمل ننوي اداءه.. وهل أشد من القلق، والتوجس، والريبة، والخوف..؟ إنها عوامل مساعدة لسرعة الانهيار البشري.
ü وبعد..!!
هل نُحسد على ما وهبنا الله اياه من نعمة العقل..؟ هل نحزن على وضع المجانين.. ومرضى الفصام الشخصي.. والمعتوهين؟
هل نشعر بأننا في وضع أفضل منهم.. وحال أرغد.. ونحن نعاني من سوء الاستخدام للعقل؟
كأني بك تقول يا لحظ المعتوهين.. ومن هم على شاكلتهم ..!! ويا لسعادتهم وهم لا يعون مجريات الاحداث السوداء.. ولا يقاسون حرها.
horizon88@ayna.com
ص ب 10919 الدمام 31443
فاكس/ 8435344 03

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved