أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st November,2001 العدد:10626الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شعبان 1422

الثقافية

على ضفاف الواقع
أيتها الملامح التي تشبهني
غادة عبد الله الخضير
أعلنت الأكاديمية السويدية مؤخرا عن فوز الكاتب فيديادار نيبول البريطاني الجنسية، التريندادي المنشأ، والهندي الأصل، بجائزة نوبل للأدب لهذا العام. جاء هذا الاعلان مفاجأة للجميع إذ ان النقاد لم يتوقعوا ان يفوز هذا الكاتب في هذا الوقت على الأقل خاصة وان هذا الكاتب ظل مرشحا لنيل هذه الجائزة لمدة طويلة دون ان يحظى بهذا الشرف الكبير الذي منحته إياه لجنة الجائزة هذه السنة. هو نفسه لم يتوقع ذلك. سبب دهشة الجميع بهذا الخبر هو الكتابات المعادية للإسلام والذي ظل هذا الكاتب يروج لها في كتبه الكثيرة التي تتراوح ما بين أدب السيرة الذاتية، والرواية، والقصص القصيرة وأدب الرحلات. لكن ما الذي جعل لجنة الجائزة تختار هذا الكاتب بالذات وفي هذا الوقت بالذات لكي يكون الفائز وهو المرشح الدائم لها في السنوات الماضية؟
جاء هذا الاختيار من الأكاديمية السويدية بعد وعي ودراية بما تحتويه كتبه، بل ان اللجنة قد حددت كتابه الموسوم «ما بين المؤمنين: رحلة إسلامية» كأحد الأسباب الرئيسية في فوزه بالجائزة.
ليس هذا فحسب، بل ان مدير الأكاديمية هوريس انقدال يصرح علنا للصحفيين أن الاختيار قد يتم تفسيره كاختيار سياسي خاصة بعد الأحداث الأخيرة في نيويورك وواشنطن وما تبعه من ضربات عسكرية لأفغانستان، أو لنقل الأماكن التي تحدث عنها هذا الكاتب في كتابه السابق الذكر.
هو كذلك بكل تأكيد مهما حاول مدير الأكاديمية تبرير اختيارهم لهذا الكاتب لعدة أسباب موضوعية هي:
أولا، لم يتم اختيار هذا الكاتب في السابق لأنه لا يمكن تجنب ردود الفعل الاسلامية تجاه هذا الاختيار خاصة وان أحداث سلمان رشدي ليست منهم ببعيد، أما الآن فالوقت مناسب، من وجهة نظر سويدية، لأن المسلمين مشغولون بالضربات العسكرية التي يقوم بها التحالف الغربي ولن يلتفتوا الى ضربات ثقافية من هذا النوع الذي تخفيه الأكاديمية السويدية.
ثانيا، لا أحد يستطيع ان ينكر التعصب الأعمى الذي يكنه هذا الكاتب للفلسفة الاسلامية، خاصة وانه قبل الاعلان عن الجائزة بأسبوع واحد تهجم على الاسلام ووصفه بالاستعمارية، كما ان كتابه المرشح مع كتابين آخرين يحوي نفس الأفكار السيئة.
ثالثا، الكتاب سيئ الذكر لم يصدر على هيئة رواية تجعل البعض يتشدق بالقول انها جاءت على لسان شخصياته الخيالية أو بقضية الفصل بين المؤلف والعمل الأدبي، بل جاء هذا الكتاب على شكل أدب الرحلات في البلاد الاسلامية التي زارها.
رابعا، الاعتراف الصريح لمدير الأكاديمية وثقته الكبيرة بأن هذا الاختيار لن يؤدي الى ردود فعل من جانب المسلمين، وهذا الأمر واضح لأن غياب ردود الفعل ليس بسبب موضوعية الجائزة وصحة الاختيار بل السبب الحقيقي هو ما ذكر في أولا.
المثير للأسى ان نرى كتّابا مثل الشاعر العراقي سعدي يوسف وغيره ممن يدافعون عن هذا الاختيار من دون ان ينظروا الى خلفيات الاختيار والوقت الذي تم فيه الاختيار.ليس هناك من شك ان الأكاديمية السويدية قد أخطأت هذه المرة وعززت الانطباع السائد عنها في الأوساط الاسلامية في انها تبتعد عن الموضوعية في منح جوائزها، وليس ذلك بسبب منحها الجائزة لهذا الكاتب فقط وانما بسبب السرية والغموض اللذين يحيطان بمعايير الاختيار التي تحتكم اللجنة اليها وعدم طرحها للأعمال الأدبية للمرشحين علنا ومناقشتها صراحة أمام الجمهور كما يحدث ذلك في معظم الجوائز الموضوعية الأخرى.ليس الأمر هنا لبحث ردود الفعل التي يجب ان تتخذ فقد استفاد المسلمون من تجربة سلمان رشدي الكثير؛ إذ ان ردود الفعل هي التي صنعته ككاتب معروف، ولكن فقط أردت ان أسجل موقفا تجاه الأكاديمية السويدية وابين بعدها عن الموضوعية وعدم مصداقيتها. هي دعوة في الوقت نفسه الى تجاهل أمر هذا الكاتب ومقاطعة كتبه كأقل ما يمكن ان تقوم به تجاهه.تتشابه ظروف رشدي مع هذا الكاتب في كون ان كلاهما ينطلق من نفس الخلفية وكلاهما يبحث عن هوية في العالم الغربي، كما ان كلاهما اشترك في الكتابة سلبا عن الثقافة الإسلامية.
لكن، في ضوء المعطيات الراهنة، هل سيفوز سلمان رشدي في هذه الجائزة في الأعوام المقبلة؟ هذا سؤال للتاريخ فقط، ليس إلا!.
ghadakhodair@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved