أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st November,2001 العدد:10626الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شعبان 1422

الثقافية

ليس إلا
نوبل وصدام الحضارات
خالد العوض
«..هذه الكلمات كتبت لروح واحدة.. واحدة فقط.. روح تعرف تماما ان كلماتي هذه ملك خاص لها.. اعترفت لها بذلك.. وقبلت هي مشكورة هذا البوح.. فإلى كل الملامح التي شرعت بالقراءة لي.. استسمحك عذرا.. فهذه الحروف ليست للقراءة.. أقصد ليست للقراءة.. إلا لوجه آخر.. وجه واحد.. فتوقفي وابحثي عن كلمات أخرى.. ذلك ان زادك ليس في جراب حروفي!!!!»
(1)...
كانت غلطة.. ترى اتصبح الغلطات ذات يوم جميلة؟؟!!
كانت صدفة.. ترى أتصبح الصدف ذات يوم قدرا لا مفر منه؟؟!!
كانت اصرارا.. ترى ايمنحنا الاصرار ذات عناد الوصول الى ما نريد؟؟!!
كانت دهشة.. ترى اتزورنا الدهشة بعد اختفاء مبهم فتهب حياتنا الروح؟؟!!
كانت فرحة.. ترى أيصبح للفرح في حياتنا.. سبع أرواح؟؟!!
كانت عمرا.. ترى أهناك عمر خفي يظهر للانسان عندما تتساوى لديه الأشياء؟!
كانت ضحكا.. ترى أيشفع المرء منا للجمود عندما تتحرك لياليه بالبهجة؟؟!!
كانت نفوذا من الحنان.. ترى وهم هو.. ام انه دفء الشمال يعود؟؟!!
كانت ألما.. ترى اتصبح الآلام يوما.. شيئا يشبه حكايا ما قبل النوم؟؟!!
كانت غيابا طويلا.. ترى أيصبح الغياب يوما تمهيدا لقوة البقاء؟؟!!
كانت عودة.. ترى اتغفر العودة للغائبين.. طول الغياب؟؟!!
كانت تعبا.. ترى كيف هي عودة المتعبين من رهق الحياة؟؟!!
كانت اكتشافاً.. ترى لماذا نكتشف متأخرين بزمن جودة بعض الوجوه التي اسرفنا في مدة الغياب عنها؟؟!!
كانت اعترافاً.. ان الحياة مرايا لوجوه عدة.. اصدقها وجه واحد نعرفه جيدا؟؟!!
كانت يقينا.. ترى أينتشي اليقين طربا.. ما أحلى الرجوع اليه.. ما أحلى الرجوع اليه.
كانت..
كانت..
كانت أشياء عدة.. ترى كيف بين عشية وضحاها اصبحت.. كل شيء؟؟!!
(2)
من أين أبدأ؟؟
من اول الحكاية.. من الغلطة.. الصدفة.. الاصرار.. الدهشة الفرحة.. العمر.. أم من الضحك.. و.. و..؟؟
من أين ابدأ؟
من آخر الحكاية.. من العشية وضحاها..!!
أم أن اصدق البدء .. هو ذلك الذي نتحدث فيه عن أصالة الملامح.. عن معدنها.. عن بقائها على عهود عدة اخذت.. يوم كان الزمن جميلا..!!
معك من أين أبدأ؟؟
من الزمن الجميل؟؟
من الزمن الاصيل؟؟
ام من نقطة مختلفة.. من بداية مختلفة.. ليكن ذلك.. لنبدأ من الاختلاف فلربما استطعنا ان نعطي تلك الحكاية التي بيننا بعدا آخر للحياة..!!
..وجدتك.. في زمن قل فيه ان نجد من وما يثلج الصدر.. وجدتك.. في زمن قل فيه نبيل الشعور.. وجدتك.. مرآة صادقة.. لزمن تشوهت فيه روح الانسان.. حتى خلناه نسي انسانيته.
وجدتك.. تماما في تلك اللحظة التي اخبرني الزمن بها.. ان لا جديد يغري للركض بقوة في الحياة.. تماما في تلك اللحظة التي .. تلبسني فيها اعتقاد مسيطر.. ان مفاجآت القدر قد اسقطتني عمدا من قوائمها..
وجدتك.. تماما مثلما اريد.. تماما مثلما حلمت.. تماما مثلما كنت ابصر كزرقاء اليمامة.. ان اغاثة قادمة.. تبشر بخير كثير..!!!
وجدتك.. ودخلت في تفاصيل شيء غريب يسمونه .. «دائما» شعوراً غير «صحي» لكنني عشته.. شعوراً يجعلك.. تؤمن ان الاشياء من حولك ستظل هكذا لن تتغير.. لن يقهرها زمن.. ولن يضعف وهجها ظرف قاهر..!!!
«دائما» يا الله كيف تنتصر هكذا هذه الكلمة الشريرة.. وهي تبتسم..!!!
«دائما».. لا شيء ينتهي.. لا شيء يرحل.. هذا ما تعنيه.. دائما.. هذا ما نعيشه معها.. انها تمنحنا الامان الذي نحتاج!!!
«دائما» هذه المفرحة هل.. تدوم؟؟؟
لا تدوم!! أعلم.. بل واعلم ذلك جيدا.. وهبتني الحياة مشكورة دروساً عدة في ذلك نجحت بها عن تفوق.. واعطيت بدوري دروساً تشبه درس.. الحكيم «انتبه.. يا بُني من.. دائما.. فهي الوحيدة التي ليست.. دائما»!!!!
حدث ان خذلتني دائما.. في غفلة غير محسوبة.. يحدث ذلك لماذا لا؟؟؟
لكن.. كيف هو الوجه الآخر لدائما؟ كيف يمكننا وصفه..؟ كيف تعود لتنتصر..؟ كيف نجعلها محوراً للإنسانية.. لا الانسان..؟
يحدث احيانا ان نكتشف ونحن في معمعة دائما.. في معمعة البحث عن اخلاقياتها ودوامها.. انها كشفت لنا معدن.. الناس.. واصالتهم معدن اولئك الصادقين..
وأصالة أولئك الذين يخطئون لكنهم يتداركون خطأهم بسرعة!!!
يحدث احيانا ان يظهر لنا وجه دائما الاخر.. مرسوما هكذا..
نبلاء الشعور دوما.. يعودون.
نبلاء الاخلاق دوما.. يعودون.
نبلاء الانسانية دوما.. يعودون.
اختم حكايتي.. مثلما بدأتها..
وجدتك..
وجدتك من جديد..
غرسة قوية.. سحابة منهمرة.. أرضاً خصبة.. نفوذاً واسعاً..
وجدتك.. ايتها الملامح التي تشبهني.. حتى اني حسبتك.. انا
(3)
هذه الكلمات كتبت لروح واحدة.. واحدة فقط.. روح تعرف تماما ان كلماتي هذه ملك خاص لها.. اعترفت لها بذلك.. وقبلت هي مشكورة هذا البوح.. فالى كل الملامح التي انتهت لتوها من القراءة لي.. وعرفت انها ابعد ما تكون عن بوحي هذا.. هل اقتنعت ان زادك ليس في جراب حروفي؟؟!!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved