أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st November,2001 العدد:10626الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شعبان 1422

الثقافية

شخصيات في الذاكرة
5 -11
عبدالله بن خميس مؤسس جريدة الجزيرة.. من رواد الصحافة والأدب
عبد الله بن سالم الحميد
الفعاليات الفكرية والثقافية، من أهم ركائز بناء المجتمعات الواعية.
والرجال الرواد في المجتمع هم أولئك الذين يقودهم تفكيرهم الفذ إلى خدمة مجتمعهم وأمتهم وذلك بصياغة نموذج معبّر تنعكس جدواه وآثاره على آفاق المجتمع وخلاياه.. وتبقى تلك الأعمال المخلصة حاضرة في نسيج الذاكرة جديرة بالعناية والتجديد بتسليط أشعة الضوء كل حين عليها للذكرى وايقاظ همة الوعي والاعتناء بكل الأعمال الرائدة.
والريادة الصحافية من أهم الأعمال الحضارية المسهمة في صياغة الرأي والوعي وتنمية الثقافة والفكر، واحتضان أفكار الابتكار ورؤى الابداع بتجلياتها المختلفة.
وشيخنا الأستاذ عبدالله بن محمد بن خميس واحد من الرواد المخلصين لامتهم ومجتمعهم منذ قيامه بتأسيس (مجلة الجزيرة) عام 1379ه حتى الآن، ذلك من خلال أعماله الأدبية والشعرية والصحافية، ومن خلال جهوده البحثية في المواقع الجغرافية، ودراساته التاريخية والثقافية والشعرية، ومشاركاته في المؤتمرات الأدبية والثقافية وعضويته في المجامع اللغوية العربية.
الأستاذ عبدالرحمن بن فيصل المعمر، رئيس تحرير جريدة الجزيرة سابقاً وأحد الأدباء يتحدث عن التجربة الصحافية والأعمال الأدبية للأستاذ عبدالله بن خميس، وعن ريادته ودوره في البناء الصحافي والأدبي فيقول:
(صلتي بالأستاذ الكبير بحق الشيخ عبدالله بن خميس صلة قديمة فهو صديق لعمي عبدالعزيز بن معمر رحمه الله الذي كان أميراً للطائف ومنذ دراسة الأستاذ عبدالله بن خميس في الطائف وهو على صلة بالعم والعم يقدره ويجله والشيخ عبدالله جدير بكل تقدير وأيضاً كان والدي صديقاً للشيخ عبدالله، ومنذ كنت صغيراً كنت أرى الشيخ عبدالله محل احتفاء وتكريم أصدقائه والتصقت صلتي به أكثر يوم أصدر مجلة الجزيرة الشهرية وكان ذلك عام 1379ه تقريباً.
وأذكر أن الشيخ عبدالله كان يسكن في حي الفوطة بالرياض أو «الغوطة» كما يسميه الشيخ بطريقته ومن ذاك المنزل بالفلة الكبيرة أصدر المجلة وقد اشتركت فيها وشاركت في تحرير بعض الأعداد بالمقالات كنت أرسلها للشيخ فكان جزاه الله خيراً يهذبها ويشذبها وينشرها تشجيعا منه للناشئة.
أذكر من أصدقاء تلك الفترة الذين تعرفت عليهم عبر الشيخ الأخ راشد الفهد الراشد والأستاذ علي العمير الكاتب المعروف والأخ عبدالرحمن النفيسة الخطيب الممثل الشعبي الصديق القديم ثم سكن الشيخ عبدالله حي الملز وأصبح قريباً من دارنا فكنت أغشى مجلسه فترة وأستفيد من حضوره ولما صدر نظام المؤسسات الصحفية عام 1383 أو 1384ه جمع الشيخ في ذلك المنزل بالملز طائفة من رجال الأدب ورجال الفكر ورجال الأعمال والمثقفين والموظفين وكتب قائمة بأسمائهم ورفعها للدولة وصدر بذلك ترخيص «مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر» يصدر عنها جريدة ومجلة.
الجريدة «الجزيرة» والمجلة هي «المجتمع»، المجلة لم تصدر بعد ولكن صدرت المسائية ونأمل أن تصدر إن شاء الله «المجتمع» في عهده لتقر عين الشيخ بجميع أحلامه وهذا أحد أحلامه الكبار جزاه الله خيراً.
وكنت من أصغر أعضاء المؤسسة في ذلك الوقت، وهذا يدل على أن الشيخ يشجع الشباب ولا يهضم حقهم والشيخ له طبيعة كريمة، ففيه طبع الأديب وطبيعة الوفاء والسخاء. فما أكثر ما أجد الضيوف في داره وما أكثر من يقصده من زوار الرياض، فكان منزله دائماً يعج بالضيوف من الاحساء، ومن الحجاز، ومن جنوب المملكة، ومن حائل فهو له صداقات كثيرة وكبيرة ومنتشرة.والشيخ فيه طيبة السماحة والوفاء كما ذكرت. ولما عزم على رحلته التي سماها «المجاز بين اليمامة والحجاز» صار يتردد على المناطق والشعاب والوهاد ويصطحب معه الأجلاء والرجال الذين يعرفون الأودية والجبال والوهاد وأذكر أنه في الطائف زار العم عبدالعزيز المعمر وأشعره بهذه الرحلة فاختار العم عبدالعزيز وكان أمير الطائف في ذلك الوقت الشريف نوار بن عبدالكريم الجودي وهو ما زال حيّاً لمرافقة الشيخ ونعم المرافق وقد أثنى عليه الشيخ في كتابه المجاز وذكر تلك الرحلة ومن يقرأ كتاب «المجاز بين اليمامة والحجاز» يدرك ويلمس كيف أن الشيخ يهتم بكل صغيرة وكبيرة وكيف أنه يعطي الآثار حقها، والشيخ محب للرحلات ومحب للجولات ومحب لتحقيق الأماكن وتوثيقها ويفرح بالغيث والمطر، ويضرب الخيام في الرحلات ويدعو أصدقاءه ويصحب معه الكتب ويتناقشون فيها وقد سعدت بمعرفة الشيخ سعادة لا مزيد عليها والشيخ عبدالله أينما سار ورحل أو حل أو نزل هو ملء السمع والبصر وهو محل التقدير والتكريم.
وللشيخ منقبة أخرى وهي منقبة التسامح والصفح وفيه طبيعة الأديب وليس كل الأدباء مع الأسف بهذه الطبيعة.
أذكر ممن لهم هذه الصفة والتسامح الأستاذ المرحوم عبدالعزيز الرفاعي أيضاً هذا الرجل الذي لا أنسى صحبتي معه وقد كان رئيساً في العمل أيام كنت أعمل في مجلس الوزراء ثم صديقا في الحياة رحم الله الشيخ عبدالعزيز الرفاعي وأطال في عمر أديبنا الكبير بحق، فالأستاذ عبدالله يستحق أن يطلق عليه الأديب الكبير، وللشيخ عبدالله مؤلفات كثيرة ومعاجم منها الجبال والأودية ومنها (معجم اليمامة) وهو رغم بلوغه الآن هذه السن الكبيرة أطال الله في عمره ما زال يعمل ويكتب ويحقق وينقب ويوثق وله جولات وصولات في الاذاعة منذ سنين منذ انشاء الاذاعة وله محاضرات في الجامعات والأندية وله اسهامات في مجمع اللغة العربية.
والشيخ عبدالله كما أكرر وأقول فيه طبيعة الأديب وهو شاعر له ديوان شعر (على ربى اليمامة)، وقد سعدت بتصفحه وبالقراءة والاستفادة من كل كتبه.
ومجلة الجزيرة القديمة أتمنى إذا كان لي أمنية أن يعيد الشيخ أو يعهد إلى من يعيد تطويرها كما طورت المجلات القديمة.
الآن نحن في عصر إعادة المجلات القديمة مثل مجلة «أبولو»، «مجلة الرسالة»، «مجلة الكاتب»، مجلات المجامع الآن أصبحت تصدر وتعاد وتطرح للناس لأن الناس يحبون أن يروا الصحافة في العهد السابق، كيف كانت وكيف كان شكلها، كيف كانت تتناول المواضيع الأدبية والاجتماعية وأحيي كل أديب وكل عالم وكل باحث في هذه الديار).
6 المعجم الجغرافي للمملكة العربية السعودية/ معجم اليمامة.
7 معجم جبال الجزيرة.
وغيرها من الكتب والبحوث القيمة كما نشهد حضوره في الميدان الاجتماعي والوطني يتفاعل مع أحداثه بشعره ومقالاته النابضة الحية.
وتجاوز حضور الأستاذ ابن خميس ميدان التأليف إلى آفاق أخرى فهو عضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، عضو في المجمع العلمي العراقي، والمجمع اللغوي الفلسطيني، وكان أول رئيس للنادي الأدبي بالرياض.
وتقديراً لجهوده واسهاماته الفكرية والثقافية فقد نال «جائزة الدولة التقديرية» عام 1404ه، وحصل على (وسام مجلس التعاون الخليجي) في القمة المنعقدة بمسقط بعمان عام 1410ه.
هذا الحضور الفذ المتواصل للأستاذ عبدالله بن خميس في ميدان الفكر والشعر والصحافة والإعلام والبحث والتأليف يستحق كثيراً من التقدير والاشادة بصفته رائداً من رواد الوعي والثقافة والأدب في العصر الحديث.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved