أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st November,2001 العدد:10626الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شعبان 1422

القرية الالكترونية

النافذة
لجنة تقنية المعلومات والأولويات
م، مشبب محمد الشهري
كان الزميل الدكتور عبدالله الموسى قد تعرض في عاموده الأسبوعي "وحي المستقبل" في هذه الصفحة إلى إحدى تجاربه الاستشارية في مجال تقنية المعلومات، تحت عنوان "الأنانية في أولويات المعلوماتية" بتاريخ 5/7/1422هـ، حيث قد دعاه أحد مديري المؤسسات لتقديم الاستشارة في تطوير أنظمة المعلومات الآلية بعدما قررت تلك المؤسسة إدخال الحاسب الآلي إلى جميع إداراتها،
وقد طرح الأخ العزيز كثيراً من المشاكل التي تقابل مطوري نظم تقنية المعلومات ومنها البروقراطية الإدارية القاتلة التي أتى الحاسوب للقضاء عليها أو على الأقل التخفيف من حدتها،
إلا أن كثيراً من الإداريين في مؤسساتنا لا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط فيما ورثوه من إرث إداري، ويصرون على أن تكون الأنظمة الآلية نفس الأنظمة اليدوية، وأن تمر بجميع المراحل التي تمر بها الأنظمة اليدوية التقليدية،
ومن ضمن تلك الإدارات المؤسسة التي تكلم عنها الزميل الموسى،
كما تعرض الزميل إلى كثير من العقبات التي تقابل مطوري تقنية المعلومات، إلا أن هناك عقبة واحده أريد أن أضيف إليها إن أمكنني، وذلك مشكلة تحديد الأولويات في مشاريع الحاسب الآلي والمعلوماتية،
فقد ذكر الزميل الموسى بأن الاجتماع بمديري الإدارات في تلك المؤسسة ما كاد أن يبدأ حتى نشب العراك بين أولئك المديرين، ولمن تكون لإدارته الأولوية في تطبيق أنظمة الحاسوب، والكل يدعي بأن عمل إدارته أكثر أهمية من الإدارات الأخرى،
وهنا يبرز أمامنا السؤال التالي: من تقع على عاتقه مسؤولية تحديد أهمية موارد تقنية المعلومات (برمجيات،عتاد، شبكات الخ) بالنسبة للمؤسسة ومن ثم تحديد الأولويات؟،
وهنا أحب أن أضيف بأن هذه المسألة ليست خاصة بالمؤسسة التي ذكرها الزميل الموسى في مقاله المذكور، بل قد لا أكون مبالغا إن قلت إنها السمة البارزة لمعظم المؤسسات في عالمنا العربي، حيث تكثر المحسوبية والواسطة، وحيث الكل يدعي الأهمية والبطولات، وقد لا يكون مستغربا أن نرى مسؤولا عن تطوير أنظمة المعلومات أو مدير إدارة حاسب آلي يعطي ـ إن خول له ـ أولوية تطوير نظام معلومات ما لإحدى الإدارات في مؤسسته أو تزويد تلك الإدارة بالأجهزة والتقنيات لمجرد كون المسؤول عن تلك الإدارة من المحضيين لديه، أو كون ذلك المسؤول يرأسه، وقد يكون إعطاء هذه الموارد المهمة والغالية على حساب أنظمة وإدارات أكثر أهمية وأكثر خدمة لأهداف المؤسسة الإستراتيجية،
والحل الأمثل للخروج من هذه المعضلة هو تشكيل لجنة تحت أي مسمى وليكن "لجنة تقنية المعلومات" تكون برئاسة مدير المؤسسة أو من ينيبه، وعضوية مديري الإدارات المهمة في المؤسسة وكذلك الأشخاص الذين لهم فاعلية في رسم الخطط الإستراتيجية للمؤسسة والذين لهم باع طويل في تسيير شؤون المؤسسة، ويكون الهدف من هذه اللجنة هو البت في وضع أولويات توزيع موارد تقنية المعلومات حسب أهمية خدمة تلك الموارد لأهداف المؤسسة الرئيسية،
كما أن أهمية وجود أعضاء من الإدارات في اللجنة، هو إتاحة الفرصة أمام كل عضو بأن يدافع عن مصالح إدارته وإقناع الآخرين بمدى أهمية حصول إدارته على تلك الموارد في سبيل خدمة أهداف المؤسسة النهائية،
أما عن الأعمال والمشاريع التي يجب عرضها على اللجنة، فهي المشاريع التي تحتاج إلى موارد إضافية، وبعبارة أدق تحتاج إلى تكاليف إضافية أو إعادة توزيع الموارد الحالية، مثل تطوير أنظمة جديدة، أو تعديلات جوهرية في الأنظمة الموجودة والتي تحتاج إلى وقت طويل وتحتاج إلى موارد إضافية ، أو الحصول على أجهزة وتقنيات جديدة،
أما عن الأعمال الروتينية والتي تشكل نسبة كبيرة قد تزيد عن 80% من أعمال إدارات الحاسب الآلي فمن العبث بل من غير المنطقي تضمينها أعمال اللجنة، وذلك لأنها أعمال يومية روتينية مثل صيانة البرامج القائمة وتصليح الأعطال وإنتاج التقارير وغير ذلك،
وفي الختام الشكر الجزيل للأخ الدكتور عبدالله الموسى لعرضه بعض المشاكل التي تواجه تطوير أنظمة تقنية المعلومات والتي أتاحت لي الفرصة بالتعليق عليها،
mmshuhri@yahoo،com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved