أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st November,2001 العدد:10626الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شعبان 1422

متابعة

عبدالحق هوليوود أراد إثبات قدرته للأمريكيين فعانقت رقبته حبل المشنقة
السي آي إيه زودته بالأموال وعجزت عن إنقاذه بعد وقوعه بالمصيدة
*بيشاور (ONLINE)
ازداد أمس الغموض الذي اكتنف مقتل الشيخ عبدالحق أحد زعماء التحالف الأفغاني المعارض خصوصا بعد أن عزا مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الباكستانية مقتله إلى عملية فاشلة ل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي. آي. إيه)، فيما زعم زملاؤه انه كان في مهمة شخصية لاستقطاب منشقين عن حركة طالبان بعد ان شعر بالإحباط إزاء عدم اهتمام الولايات المتحدة بالجهود التي يقوم بها.
واتهم جيمس ريتشي، وهو مليونير اميركي صديق لعبدالحق، الولايات المتحدة بعدم الاهتمام بالجهود التي كان يبذلها عبدالحق وقال انها عرضته للخطر. وذكر مسؤولو اجهزة الاستخبارات الباكستانية من جانبهم ان القائد العسكري الافغاني السابق عبدالحق (43 عاما)، الذي اصبح فيما بعد رجل اعمال ناجحا، كان مشاركا في عملية سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية عندما دخل الى الاراضي الافغانية يوم الاحد الماضي برفقة 19 من معاونيه وكان بحوزتهم هواتف نقالة ومبالغ مالية كبيرة.
وقال أصدقاء لعبدالحق واعضاء في اسرته، الى جانب دبلوماسيين غربيين، انه شكا بشدة من فشله في كسب مساندة الولايات المتحدة، كما ذكروا انه شكا كذلك من تجاهل مسؤولين أمريكيين لمكالماته الهاتفية بسبب بيروقراطية واشنطن، واشار كذلك الى عبارات استخفاف وازدراء كان يرددها البعض حوله. ويقول هؤلاء ان عبدالحق كان يدرك ان منتقديه كانوا يطلقون عليه «عبدالحق هوليوود، الذي يتحدث كثيرا ولا يفعل شيئاً».
ويقول معارف عبدالحق انه اصيب بالاحباط وان دافعه الاساسي للذهاب الى افغانستان هو اثبات ان بوسعه احراز نتائج ايجابية على العكس من التصور السائد لدى منتقديه.
اعدام عبدالحق يوم الجمعة الماضي في ثكنة عسكرية عربية على مقربة من العاصمة كابل جاء في نهاية محاولة وجيزة انتهت بكارثة للمساعدة في اطاحة نظام طالبان. الجدير بالذكر ان حركة طالبان اعلنت عند القاء القبض على عبدالحق انه كان يعمل مع الاستخبارات الامريكية والبريطانية.
وطبقا لما ذكرته مصادر غربية وباكستانية، فان اغتيال عبدالحق هو آخر حدث ضمن سلسلة من التطورات التي اثارت الشكوك مجددا حول فعالية الضربات الجوية الامريكية على طالبان، اذ يرى هؤلاء ان قتل عبدالحق عمق المخاوف ازاء احتمال ان تكون سياسة الولايات المتحدة تجاه انشاء حكومة ما بعد سقوط طالبان قد توقفت. واكد مسؤول حكومي باكستاني رفيع ان الاستخبارات الباكستانية قد اشارت في تقرير رفعته الى الرئيس برويز مشرف حول تقييم الحملة الأمريكية ضد طالبان، إلى أن الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة فشلت في تدمير معنويات طالبان أو التأييد الذي تحظى به في جنوب او شرق افغانستان. فالضربات الجوية على جنوب وشرق افغانستان حدثت في منطقة تغلب على سكانها مجموعة البشتون العرقية التي ظهرت من داخلها حركة طالبان.
واضاف المسؤول ان التقرير الاستخباراتي الباكستاني اشار كذلك الى ان وقوع ضحايا وسط المدنيين عمق من المشاعر المعادية للولايات المتحدة وساعد في توحيد تمسك البشتون بمعارضتهم لاي ترتيبات سياسية ترعاها الولايات المتحدة بشأن حكومة ما بعد طالبان. ورغم ان التقرير الباكستاني صدر قبل القاء القبض عليه مساء الخميس الماضي، فإن عبدالحق قد تحدث عن نتائج مماثلة خلال الايام الاولى من جهوده لاقناع سكان القرى بالانقلاب على حركة طالبان. وقال ريتشي، الذي جمعته علاقة صداقة مع عبدالحق خلال اجتماع في بون عام 1998 للنقاش حول مستقبل الحكومة الافغانية، ان عبدالحق كان قد دخل الى الاراضي الافغانية من منطقة نائية تقع في شمال غربي باكستان على الحدود مع افغانستان املا في تأليب سكان سلسلة من القرى من الحدود مع باكستان باتجاه مدينة جلال اباد وذلك خلال يوم ونصف اليوم.
واضاف ريتشي ان عبدالحق اتصل من هاتفه النقال بمكتبه في بيشاور وقال انه هوجم خلال اللقاءات التي عقدها في القرى بوساطة السكان المحليين الذين اعربوا عن غضبهم ازاء الغارات الامريكية ووقوع ضحايا وسط المدنيين. وفي نهاية الامر، قضى عبدالحق يومين ولم يتقدم الى اكثر من مدينة آزار التي تقع على بعد 20 ميلا من الحدود الباكستانية قبل ان يكتشف انه يواجه خطرا من جانب طالبان وقوات الافغان العرب التي كانت تراقب نشاطاته.
مسؤولو الاستخبارات الباكستانية قالوا من طرفهم ان سلطات طالبان شعرت بالقلق ورتبت خطة لاستدراجه بغرض الايقاع به على اعتبار ان هناك قادة قبائل في الجنوب ابدوا استعدادهم للتخلي عن طالبان وتأييد أي حركة تسعى لاطاحتها. وبدلا من ان يجد عبدالحق متعاطفين معه في الجهود التي يبذلها لتأليب اهل القرى ضد حركة طالبان الحاكمة، فوجئ بهجوم وانتقادات وتهديدات في المحافظة التي يتحدر منها عبدالحق نفسه. ويبدو ان سلسلة الاحداث غير العادية خلال الكمين الذي نصب لعبدالحق ورفاقه هي التي اثارت ما ذكرته الاستخبارات الباكستانية حول ان عبدالحق كان يعمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية واجهزة استخبارات غربية، حاول عبدالحق ورفاقه العودة الى باكستان ليل الخميس، غير ان قوة من جنود حركة طالبان قطعت عليهم طريق الهروب الى باكستان، فيما اغلقت مجموعة اخرى طرق هروب خلفي عبر واد جبلي ضيق. ويقول مرافق له نجح في الفرار الى باكستان، ان عبدالحق، الذي يواجه صعوبة في المشي بسبب القدم الصناعية التي يلبسها، القي بالقوة من على ظهر الحصان الذي كان يمتطيه. اتصل واحد من افراد المجموعة بمكتب عبدالحق في بيشاور حيث استدعى ريتشي على وجه السرعة ليتصل بدوره بروبرت ماكفارلين، المستشار الامريكي السابق لشؤون الامن القومي خلال ادارة الرئيس رونالد ريغان، طالبا منه الاتصال بجهات عسكرية لتوفير مروحية لانقاذ عبدالحق ومجموعته. واضاف ريتشي ان الطلب المتواصل لتوفير مروحيات لعملية الانقاذ لم يسفر عن نتيجة.
واكد ريتشي ان عبدالحق كان في قبضة جنود طالبان مسبقا عندما هاجمت طائرة قوات طالبان في محاولة لانقاذه، كما ان هذه المحاولة جاءت بعد اربع ساعات تقريبا على المكالمة الهاتفية التي ابلغ فيها مكتب عبدالحق بما حدث للمجموعة.
اعدم عبدالحق الى جانب قريب له عمره 21 عاما وصديق له، فيما لا يعرف مصير بقية افراد المجموعة، طبقا لتأكيد متحدث باسم اسرته. وتباينت النشاطات التي كان يقوم بها عبدالحق خلال الاسابيع الاخيرة طبقا لتقارير الاستخبارات الباكستانية ووفقا لروايات اصدقائه وما ذكره دبلوماسيون غربيون. فمسؤولو الاستخبارات الباكستانية تعاملوا بازدراء مع عبدالحق وامروه عدة مرات بمغادرة البلاد آخرها في مارس الماضي بسبب محاولته التحريض على نشاطات مناوئة لطالبان انطلاقا من بيشاور، كما ذكروا كذلك ان مسؤولين من الاستخبارات الامريكية طالبوا باكستان بالسماح له بالعمل بحرية عقب هجمات 11 سبتمبر الماضي التي وقعت في نيويورك وواشنطن. وبناء على الطلب المذكور، استدعى مسؤولو الاستخبارات الباكستانية احد اقرباء عبدالحق، الذي كان في ذلك الوقت في دبي، وابلغوه بانه بات مسموحا له العودة الى باكستان. واثار هذا الطلب غضب الكثيرين في دوائر الاستخبارات الباكستانية التي صدرت لها تعليمات خلال الاسابيع الستة الاخيرة بالتراجع عن دعم حركة طالبان. وقال ضباط في الاستخبارات الباكستانية ان عبدالحق التقى مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية وانه تسلم منهم مبالغ كبيرة لاستخدامها في اغرائهم على الانشقاق عن طالبان، غير ان عبدالحق نفى ذلك، مؤكداً انه ناشد فقط مسؤولين امريكيين وبريطانيين المساعدة في جهوده الرامية لاغراء منشقين من صفوف حركة طالبان. كما قال رفاقه انه ابلغ القنصلية الامريكية في بيشاور بانه «في طريقه الى افغانستان» وجاء الرد «كن حذراً ... وحظاً سعيداً». وكان رد شقيقته على مكالمة ابلغها فيها بعزمه التوجه الى داخل افغانستان: «لا تفعل أي شيء يسيء الى الاسرة». (أونلائن 07).

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved