أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st November,2001 العدد:10626الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

إلى جنة الفردوس يا خالة لطيفة الغيث
عزيزتي الجزيرة:
أيام مضت على رحيلك أيتها الحبيبة الغالية، لملمت بعدها شتات نفسي وبحثت في أوراقي، أناديك أيها البيان، أناديك يا قلمي، ما بالك لا تتحدث، ما بك لا تخرج مكنون النفس، حرت أيها القلم وغاب بيانك، ألعِظم الحدث؟
قلم عجز عن التعبير عن خلجات فاضت بها النفس، بعدما هالني الخبر وصدمني النبأ، أحقاً رحلتِ؟ لقد شددت عصا الترحال، وتركت من أحبوك يتجرعون مرارة الفِراق، فإلى جنة الفردوس يا أم عبدالله. لا نبكي لفراقك فهذا قضاء محتوم، وقدر سائر على الناس جميعاً، ولكن نبكي لأنك رحلتِ ولم نشبع بمرآك، ولم نرتوِ من حديثك، ولم نمل الجلوس معك، باعدت بيننا الظروف وضغوط الأعمال. ذهبت إلى منزلكم ولم توقف دمعتي، في كل ركن منه تجسدتِ، هناك جلستِ وهنا تحدثتِ، وهناك تحدثنا ذلك الحديث، ابتسامتك أمام ناظري، ضحكاتك في مسامعي.
أيها الموت.. أيتها الحقيقة الغائبة عن أذهاننا.. كم فجعتنا فيمن نحب، أخذت منا من نود. وكأني بك ترد عليّ وتقول: أنا لم آتيك إلا بحق، ولي فيكم عودة ثم عودة ثم عودة! حتى اتقصاكم جميعاً يا أهل الأرض، اللهم أقبضنا إليك مؤمنين موحدين.
أيتها الحبيبة الغالية:
يا من أحببت الخير للجميع، يا من كنت مثال الطاعة والإيمان، يا من كنت توسعين على المحتاجين يا صاحبة الجود والكرم، فكم وسَّعت على المحتاجين، وكم ساعدت المعوزين، وكم فرَّجتي الكربات، وكم قدمت من المال، وكم قدمت من النصيحة والكلمة الطيبة، وكم ضحيت في النفس من أجل الآخرين، ولم تنتظري المقابل. أسأل الله عز وجل أن تجدي ذلك كله في ميزان حسناتك اضعافاً مضاعفة، فإلى جنة الفردوس يا أم عبدالله.
فما أعظم مصابنا فيك، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وأسأل الله أن يحسن عزاءنا، ويجبر كسرنا في فقدك أيتها الغالية.
فكلمة عزاء أوجهها إلى من يعيشون ألم الفراق، ويتجرعون غصص الوحدة، ويرونك في كل زاوية من زوايا الدار، فهذا مكان صلاتك، وهذا مكان جلوسك، وهؤلاء أبناؤك واحداً، واحداً.. أسأل الله العلي القدير أن ينزل عليهم الصبر والسكينة والسلوان.
إليك يا خال عبدالله أحسن الله عزاءك وعظّم أجرك، إليك يا أم سليمان أحسن الله عزاءك وعظم أجرك، إلى ابنة الخال أم عبدالرحمن، أحسن الله عزاءك وعظم أجرك، إلى زوج الفقيدة، أحسن الله عزاءك وعظم أجرك، إلى أبناء الفقيدة الغالية عبدالله وسليمان، أحسن الله عزاءكما وعظم أجركما وأحسن خليفتكما وكلفكما ورزقكما خير الخلف لخير السلف. إلى نفسي ووالدتي وأخواتي وإلى أسرة الغيث جميعها أحسن العزاء وصادق المواساة. اللهم أغفر لها، اللهم ارحمها، اللهم أكرم نزلها ووسع مدخلها، وأبدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيراً من أهلها، اللهم أجعل مسكنها في جنات الفردوس الأعلى، اللهم آمين.
وأسأل الله العلي العظيم كما حال بيننا وبينك الموت في هذه الدنيا ألاَّ يحرمنا لقائك في جنات الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
فإلى لقاء في جنة الفروس يا أم عبدالله بإذن الله.
محبتك/ بدرية السماعيل

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved