أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st November,2001 العدد:10626الطبعةالاولـي الخميس 16 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

معقباً على العقيلي والعزلة
المشكلة في نظرة المجتمع للشخص الانطوائي
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... عزيزتي الجزيرة الغالية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لفت انتباهي في العدد رقم 10601 ليوم الثلاثاء الموافق 29/7/1422ه مقال بعنوان «قلمي يكتب..عزلتي.. وانطوائي!!» للكاتب سليمان بن ناصر العقيلي الذي ضرب الوتر الحساس وأيقظ قلمي النائم منذ شهور.. أخي العزيز:
أشكرك على طرح هذا الموضوع الحساس والشيق وأبدي إعجابي به.. وفكرت مرارا أن أكتب بمثل هذه المواضيع الرنانة.. ولكن سبقتني بقلمك الفذ وشجعتني أن أبدي وجهة نظري.. أخي الفاضل: أعترف بأني فكرت أن أعتزل الناس وأطبق المقولة الشهيرة «الباب اللي يجي منه الريح، سده واستريح» كما أن هناك مقولة عامية متداولة بين ألسنة الكثير من الناس وهي «أبعد عن الدّاب وشجرتها» كانت وما زالت دائماً تتردد على لساني عندما أتضايق من أناس فعلاً لا يصلحون للمخالطة ولايستحقون أن تبذل لهم وقتاً..فنحن الآن نعاني من انعدام الثقة في الأصدقاء وهو باعتقادي السبب الرئيسي الذي يجعل الإنسان يُفضل العزلة والانطواء رغم قسوتها.. ولا يُلام المرء عندما يقرر اعتزال الناس فتجده إمَّا لُدغ من صديق أو قريب أو كشف نوايا فاسدة لصديق آخر أو يشعر بالاهمال والجفى من هذا أو ظُلم من ذاك، الخ..
ورغم هذا العذاب ليس لديه استعداد ليدخل في تجربة جديدة قد تكون فاشلة هي الأخرى.. فيضطر إلى اللجوء للعزلة كبديل.. والمشكلة هنا ليست قضية العزلة بذاتها.. وإنما المشكلة الحقيقية هي نظرة المجتمع للشخص المنعزل الانطوائي نجدها في الغالب نظرة سلبية رغم فوائد العزلة القيمة التي لا يعرف قيمتها إلا من اعتزل وهجَرَ أصدقاء السوء.. فانظروا إلى حاله من الهم استراح وفي رحابة وانشراح وراحة بال بعيداً عن القيل والقال وشرور الاخرين. عموماً نحن لا نريد من الإنسان أن يعتزل الناس بأكملهم حتى أننا لا نشعر بوجوده.. وأيضاً لا نريد منه أن يخالط الكثير من الناس ويُكثر من الأصدقاء ويقع في دوامة من المشاكل والمتاعب النفسية، فخير الأمور الوسط لا إفراط ولا تفريط.. فحليٌّ بالمرء أن يختار له نخبة من الأخيار يكونون له نعم الأنيس ونعم الونيس يواسونه ويواسيهم حتى يتسنى له اعتزال العزلة والقضاء على متاعبها ويفضلهم عليها، أمَّا إذا لم يتوفر ذلك وهذا مستحيل، فاعتقد وبوجهة نظري الشخصية العزلة أفضل بكثير وخاصة في هذا الزمن لأن الناس فعلاً قد تغيرت طباعهم.. حيث قلَّ الوفى وكثُرَ الجفى، فتهرب الصديق في وقت الشدة والضيق وافترق الأحباب بفعل نمّامٍ كذاب و.. و.. الخ..وأخيراً.. وليس آخراً.. نصيحة أحب أن أهديها لكل إنسان قرر أن يتخذ العزلة والانطواء شعاراً له في حياته فأقول له قول الشاعر:


نعمَ الأنيسُ إذا خلوت الكتابُ
تلهو به إذا خانك الأحبابُ

وفي رواية «إذا ملّكَ الأحبابُ» فالكتاب أفضل صديق وأفضل ونيس في هذا الزمن الذي أصبحت فيه الصداقة مهددة بالانقراض..
هذا ما أردت قوله أسأل الله أن ينفع به الجميع وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فهد عبدالله الراجحي - البكيرية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved