|
| الريـاضيـة
بقلب مفعم بالحزن والأسى فقدت الرياضة السعودية وتحديداً لعبة كرة السلة احد أعلامها وروادها الافذاذ الذين كانت لهم إسهامات فاعلة ودور بارز في تأسيس ونشر قواعد هذه الرياضة العريقة بالمنطقة الوسطى.
انه العملاق.. سعد خير الله الشهير بلقب«بصبوص» أول قائد لمنتخب كرة السلة ومؤسس فرقة الرعب الشبابية.. الذي رحل مؤخرا بعد معاناة طويلة مع امراض القلب والرئة والسكر وأصيب على اثر ذلك بداء الغرغرينا وتم بتر اصبعين من قدمه.
* حيث عشق رحمه الله هذه اللعبة منذ نعومة اظفاره بعد ان استهوته في لبنان «أواخر السبعينيات الهجرية» ابان سفره مع والده هناك لظروف والدته الصحية ومكوثه أكثر من موسمين فشرع في مزاولتها أثناء دراسته في بيروت وهو ابن 15 ربيعا وساعده في ذلك طوله الفارع وموهبته الفطرية التي صنعت لنا نجماً عملاقا في هذا المضمار. وفي مطلع الثمانينيات عاد لارض الوطن فبدأ في نشر هذه اللعبة بالمنطقة الوسطى حيث اوجد فريقاً بالحي «الشميسي» وأنشأ ملعبا صغيرا ونصب الابراج بجهود ذاتية، وبدأ في ممارسة رياضته المفضلة ولعبته المحببة مع مجموعة من ابناء الحي ومنهم بلال سعيد وفهد الصفيان وعبدالحميد عبدالله ومبارك الغليفيص وأخذت هذه اللعبة ازاء ذلك مسار الانتشار شيئاً فشيئاً وازداد الاقبال عليها بجهود وتضحيات ثمينة من العصامي سعد خير الله الذي كرس جهده وضحى بوقته من اجل خدمة الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى.
* وفي عام 1382ه طلب رئيس فريق اهلي الرياض«الرياض حاليا» الشيخ محمد الصايغ رحمه الله منه ضم هذه المجموعة لمدرسة الوسطى بدون صفة رسمية وسمي بفريق «اهلي الرياض لكرة السلة» وأضحى تحت اشراف ومتابعة ابو عبدالله«الصايغ». وبعد عدة اشهر انتقلت هذه المجموعة لفريق شباب الرياض«الشباب حالياً» عام 1383ه، حيث قدم لهم الشيخ عبدالله بن احمد رئيس الشباب آنذاك ارضاً خاصة وتم تسويرها وتجهيزها بشكل مناسب وتركيب الابراج وأظهر ابن احمد حماسه وحرصه على دعم هذه المجموعة بقيادة مؤسسها الكبير«سعد خيرالله» فانضم لشيخ الاندية اسماء جديدة فتطورت هذه اللعبة بنادي الشباب شيئا فشيئا حتى اضحى من اقوى الفرق بالمنطقة الوسطى حيث احتكرت بطولات المنطقة لعدة سنوات وتبعا لذلك اطلق عليها لقب «فرقة الرعب الشبابية» بقيادة لاعبها ومدربها في الوقت ذاته سعد بصبوص.
* كان لدوافع الرغبة الصادقة والانتماء الحقيقي لهذه الرياضة العريقة التي عشقها منذ نعومة اظافره.. كان كفيلاً بأن يولد في جوانحه ووجدانه العزم والاصرار على نشرها مهما كان حجم العراقيل والصعوبات في حقبة لم تكن الرياضة بشتى ضروبها مقبولة اجتماعيا، فبعد التحاقه بمعهد التربية الرياضية في النصف الأول من عقد الثمانينيات الهجرية.. تعززت موهبته الفطرية وصقلت بصورة أكثر فاعلية ثم لعب دوراً بارزاً في نشرها حيث ادخل هذه اللعبة ضمن الانشطة الرياضية التي تزاول على مستوى المدارس بالمنطقة الوسطى بجهود ذاتية وكفاح دؤوب.
ويعتبر سعد خيرالله الذي استطاع ان يجمع بين المستوى الفني العالي والخلق الرفيع اول من اشار الى فكرة تكوين وانشاء منتخب المملكة لكرة السلة وكان ذلك في عهد رئاسة الأمير خالد الفيصل «مدير عام رعاية الشباب سابقاً» في النصف الثاني من عقد الثمانينيات.. وحظي «بصبوص» بشرف قيادة المنتخب عشرة اعوام متتالية كانت حافلة بالانتصارات الذهبية والانجازات المتعددة غير انه توقف عن ممارسة رياضته المفضلة«قسراً» في منتصف التسعينيات إثر ظروف صحية تمثلت في إصابته بأمراض القلب والرئة والسكر كما أصيب بداء الغرغرينا وتم بتر اصبعين من قدمه وإزاء ذلك ظل طريح الفراش لفترة طويلة حيث شرحت الجزيرة« معاناته في لقاء اجرته معه رحمه الله قبل ثلاثة اعوام وتحديداً في 24/9/1419ه » فتبنى صاحب القلب الكبير الأمير الراحل فيصل بن فهد رحمه الله حالته اذ قدم له شيكاً بمبلغ«000،200» ريال تقديرا لدوره الريادي ومساهمته الفاعلة في نشر هذه اللعبة على مستوى المنطقة الوسطى من جهة، وتخفيفاً لمعاناته وآلامة التي ظلت جاثمة على نفسه عقدين من الزمن من جهة أخرى .
* لقد رحل مؤسس لعبة كرة السلة بالمنطقة الوسطى وقائد فرقة الرعب الشبابية«سعد خيرالله»، رحل النجم العملاق الذي ملأ برج السلة فناً واطراباً ولمعانا،ً رحل بعد مشوار عامر بالكفاح والجد والمثابرة ساهم من خلالها في دعم الحركة الرياضية في لعبة كرة السلة بالمنطقة الوسطى وقد ترك بين اسوار هذه الحياة الفانية سيرة عطرة وسمعة طيبة، تغمده الله بواسع رحمته «إنا لله وإنا إليه راجعون».
|
|
|
|
|
