أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd November,2001 العدد:10627الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,شعبان 1422

مقـالات

من مشارف الوطن
سليم صالح الحريّص
... وهل بقي من يستحق؟؟
قصص عديدة تكشّف الأقنعة وتبيّن واقعاً آل إليه مجتمعنا خلال سنوات قليلة وتظهر سلبيات ما اعتدنا عليها ولا على رؤيتها أو معايشتها. الكل يتحدث بمرارة والكل يشكو من واقع وجد نفسه يتوسطه بل هو غارق إلى الأذن. حين تسمع عن قصة أو واقعة يرويها أحدهم أو ينقلها عن آخر فبالتأكيد ستفتح لها الأذن الأخرى كي لا تستقر... لكنك تفاجأ بما هو أكثر حين تجد نفسك تقع في شرك ما سمعته أو حُدِّثت عنه أو روي لك. عندها تطل من شرفة تريد أن ترى وتتعمق فيما ترى وتُعايش وتتعايش مع واقعٍ دلف علينا من أوسع الأبواب... بل من بوابات عديدة!!!
.. تغيرات حملتنا في مركبها دون شعور بما آل إليه حالنا ولا إلى أين يحملنا هذا المركب.. تجد انك تواجه صوراً وافدة .. طارئة حلّت .. وستحتفظ بالديمومة والاستمرارية ان استعذبناها وأخذنا بها وعملنا بها .. وهذا ما هو واقع فعلاً. فعلى أي حال نحن وبأي واقع نعيش؟؟؟ تساؤلات عديدة لكنه واقع فرض نفسه عليك انتزع منك راحة البال على أقل افتراض...
.. من أحسنت الصنيع معه لا يتورع في مبادأتك بالإساءة وهذا أقلها.
.. ومن تحسن الظن به يفاجئك بما لا تتصوره.
.. ومن تعطيه قطعة من كبدك فلا تفاجأ إن رأيتها لقمة في فم (كلب) .. فهل هناك ما يستحق ان تقلق لأجله؟؟ أو يستثير عاطفتك أو يستدر إشفاقك؟؟؟
.. الايثار والتضحية.. متلازمان لا نستطيع التخلص منهما أبداً وتحت أي ظرف.. حقيقة لا نتجاهلها ولا نغمض عنها ومستحيل أن تتخلى عن شيء غرس معك منذ الصغر . ولكن .....
.. قد تضحي.. وقد تمد يد العون وقد تفعل أكثر وقد تقدمه على نفسك مثلما يقولون (لو يطلب القمر). حين تفعل فلأن هذا السلوك متأصل.. تمتد جذوره إلى العمق .. لكن الذي تضحي بسببه أو تقدمه على النفس هل يدرك حقيقة هذه التضحية وما هي قيمتها .. (ليست المادية بطبيعة الحال) ولكن ....
هؤلاء ربما أقرباء وربما أصدقاء أو هم أعزاء يسكنون أحداقك ويحتلّون مكانة عليّة في نفسك.. لا فرق بين قريب أو بعيد المهم هو المبدأ الذي سرت عليه منذ نعومة أظفارك ومكانة الشخص لديك وقربه من نفسك.
وكلما زادت مكانة الشخص لديك فإن إقْدامك على فعل الشيء يكون لا إرادياً .. تفعل الشيء طواعية وربما تقضي حاجته قبل نفسك وتبديه عليها .. لكنك في نهاية المطاف وأنت تعيش في قمة الراحة النفسية بما تفعله تأتيك اللطمة من أقربهم وفي موجعٍ لتستيقظ من غفوتك وتلملم نفسك ليكبر السؤال ويزداد ألمك.. وإحساسك بالخيبة .. فتسأل نفسك لماذا ؟؟ ولمن أضحي ؟؟ وهل يستحق التضحية وهذا الهم والاهتمام من تنكّر وجحد ما فعلت له !!! يُفاجئك بلا إحساس وتكبر خطيئتك عنده وتصبح أنت المخطئ في حقه .. عليك إذن أن تتحمل الصدمة بل واللطمة والتنكر بل و«الزعل» أيضا .. وبعد هذا . هل هناك من يستحق ان «ت ض حّ ي» له ومن أجله؟؟؟
.. حبر الكلام
.. وأطل شتاؤنا .. هو قادم بهمّه .. كي يحضننا معاً .. يحضننا الشتاء فيلبسنا صقيعه .. يعود إلينا .. شتاؤنا .. يدثرنا بإزار صبحه ويلاطف أطرافنا بلسعاتٍ تثير فينا أوجاعنا.
.. صبحنا ملح يومنا وصقيع أرضنا إمتاع للأنفس التي اشتاقت لمعانقة «كانون» وتكحيل العين برذاذ غيمة أمطرت عند الفجر فكست أرضنا بشراً وأعطت لتستحم أنفاسنا .. لتغتسل قلوبنا.
ها هنا تولد حكاياتنا ومن هنا يبتدئ رحيلنا.
.. وأنا وأنتِ نقف على عتبات ليل يترقب ولادة قمر لن يشرق على خصلات من شعرك المنثور على أعتاب العتمة.
.. بقية من حلم تركته عندك وبقية فرح أبقيتها لتجسّر عاطفتك على اجتياز بحيرة الجرأة.. المصارحة والصدق.
.. مسافر حمل انكسار صبحه وخيبات ما زرع ورحل. قرأ ذكريات من رحلة أيامه .. توقف عند قصة مواعيد سَئِمت من نفسها وأعذار تبرّأت من تكرارها وترديد قصيدة نظمها في لحظة صدق..
.. جاءت كتدفق شلال من صبيب غوادٍ مرت ذات مساء.
هرب الليل وبقيت أُعدّد خيبات حلم فما كان الحلم الا وجعاً حضنته الدفاتر بين سطورها .. فما الذي أبقيته من دفء للشتاء هذا القادم والفارس المكسور والقلم المهاجر!!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved