أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd November,2001 العدد:10627الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,شعبان 1422

متابعة

شبح الكساد يلوح في الأفق والمخاوف من الجمرة تتزايد وعناوين ورطة فيتنام تتجدد
الحماس الشعبي الأمريكي للحرب يتراجع
* واشنطن د ب أ:
يبدو أن الحماس الجماهيري داخل الولايات المتحدة إزاء الحملة الحالية ضد الإرهاب الدولي قد بدأ في التراجع الآن وعلى استحياء بينما لا يزال الدخان يتصاعد دون توقف من حطام مركز التجارة العالمي بنيويورك والذي تم تدميره في هجوم انتحاري غير مسبوق في الحادي عشر من أيلول سبتمبر الماضي.
فقد بدأ هذا الحماس لحملة الحكومة الموجهة ضد الإرهاب ينحسر والشعب لم يشهد بعد أية انتصارات ولا يزال أسامة بن لادن مطلق السراح، والكساد يلوح في الافق، والولايات المتحدة تعاني تحت وطأة الهجوم الجرثومي واحتمال تجدد الاعمال الإرهابية.
ويتعين الآن على إدارة الرئيس جورج دبليو بوش أن تواجه انتقادات شتى من الكونجرس ووسائل الاعلام، كانت منذ أسابيع قليلة بعيدة عن الاذهان.
ولا شك أن «الجبهة الداخلية» تؤيد الرئيس بصلابة بنسبة تجاوز 80 في المائة.
وقد حيا آلاف المشجعين بوش يوم (الثلاثاء) بالنشيد الوطني الامريكي والذي أصبح أنشودة شعبية حيث قذف بأول كرة في مباراة للبيسبول أقيمت في نيويورك في الاسبوع الجاري لتنطلق معها فعاليات تلك المسابقة التي تحظى بشعبية طاغية على مستوى البلاد، وارتدى بوش سترة شتوية داكنة وواقية للرصاص بينما كانت المقاتلات الامريكية تحلق فوق سماء الاستاد الذي اكتظ كذلك بعشرات الآلاف من قوات مكافحة الشغب والقوات الخاصة لحراسة الرئيس الامريكي تحسبا لوقوع هجوم انتحاري جديد، بينما تم نقل نائبه ديك تشيني مرة أخرى إلى مكان آمن.
ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى حدوث أول الشروخ في إيمان الامريكيين بقدرة حكومتهم على ضمان سلامتهم وتعقب أولئك الذين كانوا وراء هجمات 11 أيلول سبتمبرالماضي.
تقول صحيفة نيويورك تايمز «بعد مرور ستة أسابيع لم يحاول فيها الشعب انتقاد أوجه رد فعل الحكومة، ظهرت موجات استياء إزاء كيفية رد الحكومة على الارهاب الداخلي وكيفية قيادتها للحرب».
وأسفر استطلاع للرأي أجرته الصحيفة الامريكية الواسعة الانتشار في الاسبوع الجاري عن أن 18 في المائة فقط ممن شملهم الاستطلاع «لديهم ثقة كبيرة» في أن الحكومة بوسعها أن تحميهم من الإرهاب.، وأن 58 في المائة يعتقدون أن الحرب «تسير على ما يرام إلى حد ما».
وأوهنت الانذارات الغامضة التي أصدرتها المباحث الفدرالية «إف.بي.آي» من عزيمة الشعب خلال الايام الاولى من خريف قارس البرودة في قارة أمريكا الشمالية فما بالك بالشتاء، كما أضفت مزيدا من الكآبة والضيق على الشعب لأنها لم توضح لهم كيفية حماية أنفسهم، وبدأ البعض يتجنب الذهاب إلى مراكز التسوق الكبيرة بل حتى فتح صناديق البريد الخاصة.
في الوقت نفسه، تم إعلان وفاة موظفة من أصل فيتنامي في نيويورك نتيجة الاصابة بداء الجمرة الرئوية وهي أخطر أنواع الانثراكس على وجه الاطلاق، وهي حالة الوفاة الرابعة في البلاد بسبب داء الجمرة الخبيثة التي تم اكتشاف أولى حالاته المميتة عقب مرور قرابة شهر على أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر الماضي.
وإذا كان الرأي العام قد اهتز قليلا، فبعض المعلقين في وسائل الاعلام أبدوا اعتراضات شديدة ليطلقوا مرة أخرى مستوى من النقد بدأ غيابه المؤقت مخيفا. فمنذ أسابيع قليلة من منع معلق ساخر بالتلفزيون من الظهور على الهواء مباشرة مؤقتا بسبب ما اعتبر تعليقا وقحا من جانبه على الحملة العسكرية الامريكية وبعد أن نصح سكرتير صحفي بالبيت الابيض الناس بأن عليهم منذ الآن فصاعدا «أن يحترسوا فيما يقولون»، ظهر من جديد سيل من الانتقادات والمخاوف التي وضعت الديمقراطية التعددية في نصابها من جديد في بلد يعتبر حرية الرأي من أهم الامور، وتصاعدت الانتقادات مع تأخر علاج المصابين بالجمرة الخبيثة من العاملين في البريد واتجهت نحو ما اعتبر أسبوعا سيئا للعلاقات العامة بالنسبة لوزارة الدفاع البنتاجون حيث قصفت القوات الامريكية خلاله بطريق الخطأ مدنيين أفغان ومنشآت للصليب الاحمر.
كما اضطر عدد من كبار المسؤولين في البنتاجون إلى التراجع بعد أن وصف قادة نظام طالبان في كابول بكونهم رجال حرب عصابات يتصفون «بصعوبة المراس» وعن أسامة بن لادن إنه هارب قد لا يمكنهم اصطياده مهما طال الزمن أو قصر.
وفي الاسبوع الماضي صورت وسائل الاعلام العملية العسكرية الامريكية على أنها «حرب فيتنام الثانية: ورطة تزداد وتتعمق»، حسبما علقت صحيفة كليفلاند بلين اليومية بولاية أوهايو وسط غربي البلاد.
وذكرت بنداءات بوش المتكررة «المملة» للتذرع بالصبر، وقد عنونت مقالتها الافتتاحية «هل لا نزال على الطريق»، مستخدمة الشكوى الأبدية للاطفال من المقعد الخلفي خلال رحلة طويلة في سيارة.
وهكذا أصبح الاعتراض مقبولا من جديد وبدأت الانتقادات التي حظرت والتي لم تعد تعتبر ضد المصلحة الامريكية تنهال من أنحاء شتى في البلاد.
وقد احتجت شبكات التلفزيون على عدم تمكينها من متابعة سير الحرب بشكل لم يسبق له مثيل، وطلبت منظمات مدنية معرفة مصير مئات الناس الذين وقعوا في مصيدة المباحث الفدرالية «إف.بي.آي» وهدد القائمون على تسليم البريد بمقاضاة هيئة البريد الامريكية لأنها لم تغلق أبواب أحد مراكز توزيع البريد بعد أن عثر فيه على جراثيم الجمرة الخبيثة.
وفي الكونجرس حيث أنشد الجميع «ليبارك الله أمريكا» وصدق أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بالاجماع على تدابير مستعجلة بعد الغارات الجوية، انقسم الحزبان السياسيان من جديد في الرأي بصورة حادة بشأن اعتماد ميزانية لانعاش الاقتصاد حتى وهم يشهدون اتجاه البلاد نحو الكساد.
وحث بوش الكونجرس الامريكي وبلهجة لا تخلو من حدة بالاسراع بالموافقة على الخطة التي اقترحها هو شخصيا لانعاش الاقتصاد الامريكي قبل نهاية الشهر الجاري.
وكان بوش قد تقدم بهذه الخطة العاجلة التي تبلغ تكلفتها مئات المليارات، كما شكر الكونجرس نفسه في مستهل تدشينه للحملة الدولية ضد الإرهاب على الموافقة على رصد حوالي 40 مليار دولار لادارته الجمهورية للتعامل من خطر الارهاب المتزايد.
يذكر أن الاقتصاد الامريكي، الذي كان يعاني من تراجع حاد في الاداء قبل أحداث الشهر الماضي، ومن المتوقع أن تزداد أعباء التضخم مع رصد الادارة الامريكية المستمر لمليارات الدولارات لدعم الاجراءات الامنية خاصة فيما يتعلق بالطيران المدني ومحاولات إنعاش الاقتصاد.
وتزامن هذا مع تقرير سنوي للبنك الدولي يحذر من أن الاقتصاد العالمي قداصبح على شفا الكساد. وفي حين يجري البحث عن جراثيم الجمرة الخبيثة في مباني الكونجرس، انتظم العمل من جديد وعادت الامور إلى طبيعتها في الكابيتول.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved