أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd November,2001 العدد:10627الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

زفرات الهموم .. أنجبت صفحات مهموم !!
أروع الكلمات وأسهلها خروجا من النفس هي تلك الكلمات الممتزجة بالذوق والصدق والهدوء والمحبة .. فبقدر ما تريح صاحبها .. بقدر ما تكون نتائجها أكثر إيجابية على سامعها .. ولكن كلمات تخرج بشق الأنفس .. وكلمات تعتصر .. أو لنقل تحتضر!! هي في مصرف حياتنا . تُصرف بكثرة هذه الأيام .. وتؤرقنا .. وتهز من كياننا .. فما أقساها من كلمات !! زفرات الهموم .. أنجبت صفحات مهموم!! فحقّ عليّ أن أصرف مفردات .. الهم .. الضيق .. الحزن من خزينتي الأدبية.
هي مفردات أرقتني كثيرا .. قضت على شباب أحرفي وكلماتي!! كلنا يود لو يقتات من حديقة الأمل .. ولكن هيهات !! طالما أن الهموم تطاردنا.. تلاحقنا.. كيف السبيل؟ سوف نرضخ لها لا محالة؟ وماذا عساها تتمخض ؟ ولكن علينا أن نقاوم هذه الهموم ونطردها من حياتنا «بوصفة حياتية» أصفها لكم في ذيل هذه الكلمات!!
* * عفوا عزيزي: قبل أن تصرف علاج همومك، لتضع الواقع نصب عينيك ولتعلم أنه لا يخلو كائن من كان في هذه الحياة من الهموم ، خصوصا في عصر كهذا كثرت فيه تكاليف الحياة ومتطلباتها، ووسائل الإعلام هذه الأيام وما تنقله لنا من الويلات والحروب والدمار والإرهاب أصبح هما آخر يضاف إلى همومنا الشخصية وفي نظري أن الهموم تلحق رجال الأعمال والأغنياء أكثر من العامة والفقراء، فالإنسان إذا كثرت أعماله وكثرت طموحاته زادت همومه وكما قال الشاعر:


وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام

* * فنحن نسمع بأمراض عدّة «الضغط، السكر، القولون العصبي، إلى الأقل تأثيرا الصداع»، وكلها أمراض هي وليدة هذه الهموم المتلاحقة ونتاجها .. فالفرد منا .. يضغط على نفسه ويستعجل أمور حياته الآنية .. ويستعجل النتائج الطيبة فإن لم تحصل تكدّر خاطره .. وأقلق نفسه وأثقل كاهله بالهموم وابتلي بهذه الأمراض شفانا الله وإياكم منها.
كلنا يدرك الفرق بين الفقير والمليونير . وكما قال الشاعر:


لكل امرئ هم يسير وراءه
ويتبعه في عمره كخياله
فهذا فقير همه سدّ جوعه
وهذا غنيّ همه حفظ ماله

* * أيضا قد ترتبط الهموم بالهمّة ، فكلما ابتعد الإنسان عن تحقيق هممه العالية في الحياة كلما أصيب بهموم الحياة.
* * وإليكم الوصفة الطبية الحياتية لكل مهموم، هي طبية لأن الهموم تقضي على صحة الشخص وبهذه الوصفة وباتباعها ستشفى من كل هم بإذن الله إذا اتبعتها يتسيد نقاط هذه الوصفة:
1 الإيمان بالله عز وجل ، فهل خلا كل مهموم بآيات من كتاب الله جل وعلا يقرأها ويتدبرها فهي تكشف وتجلو كل هم بإذن الله .. فالمؤمن في حصن حصين ما ذكر الله، وقال اللّه في محكم التنزيل «ومن يتق اللّه يجعل له مخرجا» سورة الطلاق آية 3 إذا التقوى هي سبب ومخرج لكل غم وهم.
* * أيضا 2 ذكر الله عز وجل قال تعالى «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» سورة الرعد آية 8 .
3 عدم تحميل النفس ما لا تطيقه.
4 ألا يطمع الإنسان في أمور الدنيا وأن يتمثل الزهد في ذلك.
5 أيضا اقتصر في حياتك وإياك والدَّين فإن الدَّين همّ بالنهار والليل.
6 لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد واتقن عملك في وقته ليرتاح بالك.
7 أيضا راقب ضميرك ولا تخالفه في مكاسب وقتية لأن مخالفة الضمير أكثر همّ يلحق الإنسان.
7 ابتعد عن مجالسة السفهاء والسخفاء والحاقدين لأنهم مجاليب للهم . واختر العقلاء المحبين .
9 أيّما مشكلة تبدو لك عالجها فورا واحسمها ولا تعلّقها . فتعليق المشاكل فيه تعليق للهموم.
10 هب مثلا أنك أخطأت في أمر ما ، فلا تحمّل نفسك همّ هذا الخطأ فالخطأ يتبعه الصواب بإذن الله. فكل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون.
11 إياك والندم على ما فات فذلك مما يوجب الهم.
12 لا تهمل حصتك من الرياضة فهي تجدد الدم وتفرغ التوتر .. وتقلّل الهم، واحرص أن تكون في جوّ لطيف بعيد عن أجواء المدينة.
13 اعتدل في حياتك ونظم أمورك الشخصية، وليكن اعتدالك في مطعمك، ومشربك حتى في نومك كن منظّما .. وإيّاك والسّهر فهو يثقل كاهلك وعقلك ويربكك في مستقبل يومك وما تتلقفه من الأعمال.
وختاما أسأل هل الزمن تغيّر ؟ أم نحن تغيرنا .. أحسّ بسحر القديم فينا تغيّر كل ما حولنا تغير.. كل ما كان يسعدنا صار اليوم يبدو أمانينا، يعذبنا .. يبكينا .. ضاعت أمانينا .. وضاع كل شوق كان يحيينا.
وأخيرا عجبا لماضٍ كان يسقينا ويروينا .. أين أنت!!؟
صرخة هم:
كثيرا ما شعرت بحزن عميق، يغلّف ذاتي.. فكأني أهرب من ذاتي .. أدرك أن نفسي تسمو بالحب والوفاء والعطاء غير أني لا أجد من يمد يد العطاء والوفاء .. ويغلفها بمشاعر الصدق والبعد عن الزيف والخداع والذي أشهده .. البعض هدفه الوحيد المادة .. والمعطيات الزائفة التي لا نستطيع أن نقرّها ونعترف بها .. وبالتالي لا أستطيع الانسجام مع بشر كهؤلاء وهنا تتولد الهموم وهذه الصرخة.
تمنياتي القلبية لكم بحياة هانئة سعيدة خالية من المتاعب والهموم . والله من وراء القصد
سليمان بن ناصر عبد الله العقيلي
محافظة المذنب

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved