أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 3rd November,2001 العدد:10628الطبعةالاولـي السبت 18 ,شعبان 1422

محليــات

لما هو آت
الآن ... الآن ...
د. خيرية إبراهيم السقاف
لا أذكر أنَّ شيئاً شُغلت به في أمر تحديث المناهج الدراسية بأكثر من «محتواها» العلمي والمعرفي، بوصفها الخبرات التي من اللائق بمن يدرس أن يتلقَّى عنها كلَّ ما يناسبه لمواجهة العصر الذي فيه كلٌ خبرة جديدة قابلة للتطوير والتغيير...، إذ إنَّ الثوابت تظل في «معاقل» المعامل تستقي منها، وتصدر عنها، وتضيف إليها...
ولعلَّ الأحداث العالمية، وظهورَ كلِّ ما تُلقي به نُذُرها، وأنباؤها، وحصادها، ومخرَّجاتها تؤكد هذه الحاجة، وتركِّز على الإلحاح عليها الآن..، ذلك لأنَّ المدارس مصانع، وأنَّها البوتقات التي فيها يتكوّن الإنسان، فبقدر ما يأخذ، و«بنوع» ما يأخذ تكون إمكاناته لمواجهة الحياة...
الآن، الآن يحتاج الإنسان إلى إعادة دراسة لتأريخ البشرية، ولمعرفة أساليب الشعوب، وذوي العقائد، وأصحاب التَّوجُّهات الدينية/السياسية/، وذوي الأغراض التوسُّعية في الأرض مالاً، وسلطة، وهيمنة، اقتصادياً، وغير، كي يدرك الإنسان دوافع التَّحرك لدى الإنسان على بسطة الأرض... كي تقوى لديه الثقة في نصاعة عقيدته، وسلامة نواياها، وعلاقة هذه النوَّايا بنقائها بأساليب حياته ومن ثمَّ بسلام عقيدته من أغراض سالبة تضع الرَّغبة فوق المصلحة، والعنصر فوق البشرية بمثل ما هو حاصل ...
و.. الآن ... الآن يحتاج الإنسان إلى إعادة دراسة لكلِّ ما يعزِّز القدوةَ في حياته والمَثَل، ... ذلك لأنَّ الإنسان المسلم من اللائق أن يعِيَ دينه وعياً تاماً، ويدرك أنَّه خير ما ختم به خالق الكون تعالى رسالات السماء منه، وتخيَّره كي يكون خلاصة الأديان، وملخَّص الرسالات، بما حققه له تعالى من كمال المعقد والمقصد، والأسلوب، والطريقة في الفكر، والقول، والعمل، من هنا جاءت شخصية رسوله صلى الله عليه وسلم ومن اهتدى به لتكون خير قدوة، وأنسب مثال يحتذى به في السِّلْم والحرب...، وفي التفكير، والتَّدبير وفي القول، والفعل...وفي البَدءَ... وفي الختام...
ولمعرفة ذلك...، والأخذ بتتبُّع القدوة، ومعرفة أبعاد..، ودلالات مواقفه تتكوَّن الحصانة الداخلية لدى الإنسان، فتقوى عزيمته، وترسخ قيمه، وتتشكًّل مبادئه، ويعي ما يقول وما يفعل، ما يفكر وما يشعر... دون أن يدع لأي حديث، أو حدث أن يبلبل فيه ما يخدش جانباً أساساً فيه.. يرتبط بقدوته، أو بمكوِّناته التي من الواجب أن تكون منطلق حصانته...
والآن ... الآن ...
يحتاج الإنسان إلى «محتوى» معرفي يواكب كافَّة المتغيرات من حول الإنسان، في كافَّة المجالات التي يمارس الحياة فيها ومعها، وعنها يَصْدر موقعه، ويُورَدُ، كي يكون الإنسان الذي ينصع في هذه الحياة، وتثبت بصمته، وتُحفر آثار قدمه...
إنَّه زمن للمسلم بإسلامه أن يكون المثال لسلام الحياة، وسلامة النَّوايا، والأفعال، من أجل سلاميَّة الكون الذي اضطرب فيه الإنسان خوفاً، وموتاً، وضياعاً، وقلقاً.
وليست هي هذه رسالة الحياة.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved