أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th November,2001 العدد:10630الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,شعبان 1422

مقـالات

إضاءة
عود حميد
شاكر سليمان شكوري
عوداً حميداً لشهر فضيل، فيه تسمو الأرواح بالقربى إلى بارئها جل وعلا، وتزدهر بساتين الطاعة بأداء العبادات الخاصة في شهر رمضان المبارك من صيام وقيام وتهجد واعتكاف والعمرة فيه بثواب الحج. وفيه تنشط التجارة الرابحة مع الله بزكاة الفطر، وبالصدقات التي يقدمها القادرون عيناً ونقداً إلى المعوزين بوازع الإحساس بعضة الجوع وألم الحرمان، وقد قوى الصوم هذا الإحساس وأنعشه في نفوسهم وبذلك تتحقق حكمة المشرع الأعظم من فرض الصوم ليذوق الغني بعض ما يعانيه الفقير فيمد له يد العون، وبذلك يتحقق التكافل بين المسلمين ويسود السلام الاجتماعي بين الناس.
يعود الشهر المبارك، وقد فقدنا من أحبائنا من رحلوا عن دنيانا إلى رب كريم نسأله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يحسن خواتيم أعمالنا وأن يرحمنا إذا ما صرنا إلى ما صاروا إليه، وتبقى لهم في أعناقنا عهود وذمم، منها: الدعاء لهم، وأداء ما يجوز لنا أن نؤديه عنهم من دين أو فريضة، وبذل الصدقات بنية أن يعود ثوابها عليهم، فتلك من أهم حقوق الراحلين على الأحياء من ذويهم، ومن رحمة الله بعباده أن جعل لهم بعد الموت حياة فيما يقدمه الصالحون من أهلهم والشاهد على ذلك حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام «أن ابن آدم إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث إحداها ولد صالح يدعو له»، ولعل من إخلاص الدعاء إخراج الصدقات.
يعود رمضان المبارك والمسلمون في بقاع الأرض يضرعون إلى المولى القدير أن يكون لهم عوناً ونصيراً فيما يواجهون من محنة التشهير إلى حد استعداء غيرهم عليهم والإغراء بهم، ففي الوقت الذي تسعى الصهيونية جاهدة لإلصاق جرائم الإرهاب الأخيرة بالعرب والمسلمين، وتؤلب الرأي العام في الغرب الأمريكي والأوروبي عليهم، يتعرض المسلمون في مواقع عديدة من العالم إلى العدوان، من إرهاب الدولة العبرية بقيادة شارون على إخواننا في فلسطين الذي لم يعرف التاريخ له مثيلاً منذ عصر هولاكو، وفي مواقع أخرى كالشيشان يتعرض المسلمون لصراع حضاري من لون آخر، وها هي الطامة الكبرى في أفغانستان حيث تعمل الآلة الحربية الأمريكية بلا هوادة في دك البنية الهشة دون تفريق بين قاعدة عسكرية وبين عشة تقطنها أسرة بريئة من المدنيين الأفغان أو مستشفى تمطره بالصواريخ بدلا من الأدوية والعلاج فيلقى المرضى حتفهم أو تزيد آلامهم لا لذنب اقترفوه، وإنما هو انتقام رهيب على طريقة تسميم النهر كله لقتل سمكة أو عدة سمكات (يشتبه) في أنها سامة، ويقف العالم (الحر) الآن مندهشاً يتساءل من المجرم ومن الضحية؟! وفي تحد سافر لمشاعر أكثر من ألف مليون مسلم أدانوا العدوان الإرهابي على أمريكا تتوعد هذه الآلة الحربية باستمرار العدوان في شهر رمضان، وهي بذلك تخسر الخيط الباقي من تعاطف العالم (الإنساني) تجاهها.. ذلك العالم الذي لم يعد يطيق وقع سنابك الخيل على أعناق الأبرياء حتى خلال الشهر الذي تصفد فيه شياطين الجن، فهلا توقفت شياطين الإنس عن العدوان، وتأجيج ناره على الأبرياء، أ ترى تستمر هذه الآلة في تعرية الجلد وكشف العصب لمزيد من التوتر والغليان؟!
إننا إذ نستقبل الشهر الفضيل في هذا الظرف الدقيق نبتهل إلى المولى القدير كما نصر الحق في بدر (قديماً) وفي العاشر من رمضان (حديثاً) أن ينصر المسلمين المستضعفين في بقاع الأرض بشآبيب الرحمة التي تتنزل من الرحمن الرحيم على عباده الصائمين القانتين في هذا الشهر الفضيل، وهذا أضعف الإيمان في رد المنكر والانحياز للحق.
واستودعك قارئي العزيز على أمل اللقاء مجدداً إن شاء الله بعد عيد الفطر المبارك أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية بالغنم والسلامة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved