أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th November,2001 العدد:10630الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,شعبان 1422

مقـالات

دقات الثواني
الكلمة «الإعلامية» الخبيثة
د.عائض الردادي
فزع العالم من جرثومة الجمرة الخبيثة التي تعتدي على الاجسام، لكن هناك كلمة اعلامية خبيثة تعتدي على الاديان وحقوق الشعوب، وقد امتلأت صفحات الصحف الامريكية بالاخبار والتعليقات في الموضوعين، وكلاهما كان كامناً، وانفجر غضبه بعد حادث 11 سبتمبر المأسوي في الولايات المتحدة.
لأترك الجمرة الخبيثة للاطباء اما الكلمة الخبيثة التي انهالت على بلادنا في الصحافة الامريكية فمن حق كل مواطن سعودي ان يدافع عن نفسه وبلاده بالتي هي احسن فمنطلق هذه الحملة الظالمة هو ان «كل ذي نعمة محسود» والحسد كشرر النار يبقى كامناً حتى اذا هبت الريح حركته فأحرق الاخضر واليابس، ولذا فان هذا الذي انتشر على صفحات الصحف الامريكية ليس بجديد، ولكنه كان كامناً في انتظار الوقت المناسب، وحين جاءت احداث 11 سبتمبر وجد فرصة لقذف بلادنا بحممه حسداً لما ننعم به من اطمئنان روحي في ظلال القرآن، وما ننعم به من باطن بلادنا الصحراوية من خير وهبه الله ولم يهبه الناس.
لابد من الاقرار ان التأصيل لفلسفة الاعلام هو تأصيل غربي سواء درسه الدارسون في الجامعات العربية ام الغربية، وهو تأصيل يؤكد الموضوعية والصدق والاثارة، وهذه الاثارة تعني غربياً الكذب والبحث عن النواقص، وقد مرروا مقولة «ليس الخبر ان يعض الكلبُ الرجلَ بل ان يعض الرجلُ الكلبَ» اي ان تبحث عن الكذب وما يوجد في المجتمعات الاخرى من نواقص، فاذا زرت مدينة من المدن فلا تصور الشوارع النظيفة بل المزابل، ولا تقابل المثقفين بل عوام الناس علهم تسقط منهم كلمة يحكم بها على شعب.
الموضوعية تعني اعلامياً عند الغرب ان تكيل بمكيالين فاذا تعلق الموضوع بمصالح الغرب فان الصدق الاعلامي والديمقراطية وحقوق الانسان لابد ان تكون فيما يحقق مصالح الغرب، اما اذا تعلق الموضوع بالعالم الثالث فليذبح الطفل، وتغتصب المرأة، وتدمر المدن، ويعيش الناس في العراء، حتى اصبح التأصيل الاعلامي نظريات براقة تجتذب شعوب العالم الثالث، ولكنها كحقوق الانسان التي تراعى في الغرب وتنتهك في الشرق.
الموضوعية تعني ان تصفق لما عند الغرب وتلعن ما عند غيرهم، فاذا ارتمت المومس في احضان كل رجل من اجل حفنة من النقود، فهذا حرية اما اذا احصنت فرجها بالعفاف والزواج برجل الى جوار زوجة اخرى فهذا هو الانتهاك لحقوق الانسان، واذا علّمت امة مناهجها وفق تربيتها الوطنية، فعلّمت القرآن الكريم وتشريعاته السماوية وتاريخها الوطني فهذا اصولية، ولم يبق الا ان يؤلفوا المقررات ويعطوا اذناً لفتح مدرسة او اغلاقها.
الكلمة الاعلامية الخبيثة تعتدي على حقوق الشعوب كما تعتدي الجمرة الخبيثة على اجسامهم، واذا كان هناك من يظن ان الاعلام يعمل بتجرد فليستيقظ من سِنَته، فالاعلام في الغرب او الشرق يعلن مبادئ ولكن اذا جاءت الازمات اصبح ظلاً لآراء الحكومات وسياستها في الغرب المتقدم الذي يقول لا سيطرة للحكومات عليه، وفي الشرق الذي يعترف على الاقل ان الاعلام يراعي مصالحه الوطنية، وهناك جمرات خبيثة في الاعلام والطب والثقافة والسياسة والاقتصاد احرق الله بها من اشعلها.
للتواصل ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691
ayedhb@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved