أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th November,2001 العدد:10630الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

رحمك الله يا أمي
عزيزتي الجزيرة:
الحمد لله رب العالمين الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار مقدر الأقدار ومسبب الأسباب ومكور الليل على النهار قال تعالى: (نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين) في يوم الأحد 6/7/1422ه فقدت أنا واخوتي والدتنا الغالية رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح جناته فكدت أن أفقد صوابي لمكانتها في قلوبنا لولا أني تذكرت قول الله تعالى: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً).
فاسترجعت وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، اللهم عندك احتسب مصيبتي. وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك لمحزونون.
حقاً لقد فقدنا نبعاً من الحنان نبعاً من العطاء والايثار فقدنا طريقا إلى الجنة نسأل الله جلت قدرته أن يقدرنا على برها بعد موتها، حقا إنها أم عظيمة قامت بدور الأم والأب معا فقدنا الأب ونحن صغار فكانت توزع وقتها بين برها ورعايتها لوالديها قبل موتهما وبين تربية أولادها ورعايتهم وتعليمهم وبين السعي والعمل لطلب لقمة العيش وتوفيرها لأسرتها رغم شحها في ذلك الوقت بدون ضجر ولا ملل ولا شكوى وبين تعلم وتعليم القرآن وتحفيظه لبعض نساء الحي.حقاً إنها أم عظيمة مكافحة صابرة قامت بحمل ومسؤولية وعمل تنوء به الجبال رغم ضعف جسمها ومرضها غير شاكية دائمة الذكر والتسبيح والتهليل وقراءة القرآن وحب الخير، تصل الرحم وتحب المساكين تركت ذكراً حسناً وسمعة طيبة عند القريب والبعيد والصغير والكبير أدت دورها ورسالتها على أكمل وجه.. فشكراً لك يا أماه على هذه الأعمال الجليلة وعلى هذه التربية قال تعالى: (إن أشكر لي ولوالديك إلي المصير).
تركت هذه الدنيا الفانية إلى الدار الباقية بذكر حسن محبوبة عند الجميع نهر من العطاء نور وبركة في البيت كانت تجمع الأولاد والأحفاد لها هيبة ووقار حتى بعد موتها زاد نور وجهها كأنما يشع منه نور تبعتها جنازة مهيبة..وهذه خاطرة عودتنا صحيفتنا العريقة الأصيلة مشاركتنا أفراحنا وأتراحنا أردت المشاركة بشيء قليل مما عندي مع يقيني بأني لا أستطيع أن أوفيها حقها بهذه الكلمات أو أرد شيئاً يسيراً من فضلها علينا، لقد فضل الله الوالدين وجعلهما في مرتبة بعده في الشكر لهما دليلاً على عظم حقهما نسأل الله العظيم الحليم رب العرش العظيم أن يرحمها وأن يجعلها في الفردوس الأعلى وأن يجعلها في المهديين وأن يجعل روحها في حواصل طير خضر في شجر الجنة اللهم اغفر لها وارحمها وارفع درجتها في العليين في مقعد صدق عند مليك مقتدر واجعلها يارب من أهل القرآن من أهلك وخاصتك وجميع موتى المسلمين أمين يارب العالمين.
وما الدهر إلا هكذا فاصطبر له
رزية مال أو فراق حبيب
محمد بن عبدالله الدواس
مدرسة تحفيظ القرآن الكريم رياض الخبراء

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved