أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th November,2001 العدد:10631الطبعةالاولـي الثلاثاء 21 ,شعبان 1422

سيرة ذاتية

في مثل هذا اليوم
ذكرى البيعة
الشعب يبايع فهد بن عبد العزيز ملكاً على البلاد 21/8/1402ه
كلمة جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز بمناسبة عيد الفطر المبارك عام 1402ه 1982م
الحمد لله الذي وحَّد قلوبنا على الإيمان وأقامنا على تنفيذ شريعته وإعلاء كلمة دينه، وشرّفنا بخدمة بيته، وحرم نبيه والصلاة والسلام على الهادي البشير الذي شرف الله العرب به فجعلهم أول من حمل راية الدعوة معه، ثم شرّف أمته من المسلمين فجعلهم خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة.
أيها الإخوة المواطنون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يسعدني أن أقدم إلى كل فرد منكم التهنئة بما أنعم الله به علينا جميعاً من إكمال صوم شهر رمضان، وأسأل الله جل وعلا أن يتقبله منا وأن يعيدنا لأمثاله أعواماً عديدة، وبهذه المناسبة المباركة يطيب لي أن أستعرض معكم المبادئ التي تقوم عليها سياستنا الداخلية والخارجية.. لقد جاء موحِّد هذه الجزيرة وجامع شملها الملك عبدالعزيز «رحمه الله» ليقيم دولة التوحيد والشريعة الإسلامية والدعوة السلفية رمز الإسلام الحقيقي ومظهره العلمي.. حيث يلتحم الدين بالدنيا وتسير الأمة كلها في طريق الله، طريق الجهاد الصادق والعمل المثابر.
الملك خالد أحسن الأداء
ومن قبل عبدالعزيز ومن بعده رجال حملوا راية التوحيد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وكان آخر من قضى نحبه مليكنا الراحل خالد، الذي لحق بربه بعد أن أحسن أداء أمانته، وأضاف إلى تراث إخوانه وأبيه وأجداده ما نرجو له رحمة ربه وجنة خلده وما يجعله ماثلاً في قلوب شعبه حتى وإن غاب عنهم بجسده.
وكانت مسؤولية الحكم ولا تزال تنتقل من يد إلى أخرى بيسر دون عناء لأن عقيدة الإسلام هي أساس العدل، والعدل أساس الملك، والحكم بما أنزل الله مسؤولية وتكليف، نتصدى لها وقلوبنا لربها واجفة، خشية التقصير وعقاب العلي الكبير.
والمملكة العربية السعودية هي واحدة من دول أمة الإسلام هي منهم ولهم، ونشأت أساساً لحمل لواء الدعوة إلى الله، ثم شرّفها الله لخدمة بيته وحرم نبيه فزاد بذلك حجم مسؤوليتها وتميزت سياستها، وتزايدت واجباتها، وهي إذ تنفذ تلك الواجبات على الصعيد الدولي تتمثل ما أمر الله به من الدعوة إلى سبيله، بالحكمة والموعظة الحسنة، وتتحسس ما كان يفعله رسول الهدى صلى الله عليه وسلم عندما يواجه الشدائد وعظائم الأمور، يستخدم العقل استخدامه للقوة، فالإسلام دين الرحمة والعقل والقوة يأبى التخريب ويحارب الغوغاء محاربته للذل والضعف والاسترخاء.
هذه أيها الإخوة هي منطلق سياستنا في الداخل والخارج، ولذلك فإن على المؤمنين بالله من قادة المسلمين وعلمائهم مسؤولية كبرى في مؤازرتنا والسير معنا في طريق الدعوة إلى الله وتطبيق أحكامه في شتى فروع الحياة ونحن نمد لهم أيدينا بإخلاص لا تعكره ريبة، وبعزم لا يشوبه وهن ولا تردد، وعندما تصدق النية، وتصح العزيمة ويتوحد الصف فسوف تكون أمة الإسلام أقوى أمم الأرض بإيمانها أولاً ثم بما حباها الله من ثروات هائلة ومراكز جغرافية حساسة، يدعم ذلك كله قوة عسكرية نرهب بها الأعداء ونحمي بها الأصدقاء.
أهمية التضامن
فلو تحقق الآن هذا الهدف الذي نسعى إليه لما حاكت الدول الكبرى مؤامراتها ضدنا لتفتيتنا وتقطيع أوصالنا، وغزو أراضينا، ولما بقي الشعب الفلسطيني عشرات السنين دون كيان يحميه أو وطن يعيش فيه، ولبقيت أفغانستان مستقلة لا تدنسها أقدام الغزاة، ولعادت أراضينا العربية المحتلة وتنفس شعبنا نسيم الحرية، وارتاح من بطش الطغاة.
لو تحقق أيها الإخوة المواطنون لأمة الإسلام وحدة صفها لما تبجحت إسرائيل بعدوانها فقتلت آلاف الأبرياء من النساء والأطفال في لبنان، ومؤامرات أعداء الإسلام ضدنا لا تنحصر في غزو واحتلال فتلك أوضح صور مؤامراتهم وربما كانت أقلها ضرراً فالخوف من أن يحاربونا من داخلنا بسلاحين من أخطر أسلحتهم الفتاكة، وهما بث بذور الفرقة بين دولنا ودفع أبنائنا إلى التطرف.
ونحن نعتقد أن الاستعمار بشكليه القديم والجديد يزيد من نار الفتنة التي تشتعل بين دول الإسلام وتدعو إلى الهدم وتستغل انفعالات جماهيرنا التي حركتها مظالم الشرق والغرب لكي توجهها إلى الداخل تحطم وتهدم وتنادي بلغة لا يعرفها الإسلام لغة العنف دون إنسانية والقتل دون مبرر والعيش في أبراج عاجية بعيدة عن الحقيقة والواقع.
والإسلام أيها الإخوة.. دين المحبة والرحمة والعقل والقوة، دين البناء والتعمير، يعيش في كل زمان ويطبق على كل مكان، ولقد لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى بعد أن تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
رأب الصدع
العلاقات الخارجية
ونحن أيها الإخوة المواطنون.. نسير في سياستنا الخارجية والداخلية من هذا المفهوم والمنطق، ونتدرج بخطواتنا حسب الظروف والملابسات.
وأول مراحل تعاوننا هي دائرة جامعة الدول العربية، تحيط بالأمة العربية وترسم حدود نشاطنا معها، ونحاول داخلها أن نتعاون مع أشقائنا العرب على جمع الكلمة، ورأب الصدع، إذ نؤمن بأن وحدة الصف قوة رادعة، وفي تفككه ضعف وهوان. ونأمل مخلصين أن تزول الخلافات الهامشية بين الدول العربية وألا يطول أمد اليوم الذي تعود فيه مصر الشقيقة إلى أحضان أشقائها العرب فتزداد بذلك قوتنا، وتزول فرقتنا.
ولقد وفقنا الله أن ننشئ، مع أشقائنا في الخليج، داخل دائرة الجامعة العربية، دائرة قوية فعَّالة، هي مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ليكون نموذجاً لما يجب أن يكون عليه مستوى التعاون بين الأشقاء العرب وليصبح دعامة تقوي من جامعة الدول العربية، ودرعاً للعرب يصد الأذى ويعمق الأواصر.
وأنتم تعلمون أيها الإخوة المواطنون.. كيف انطلقت من هذه الديار المقدسة دعوة التضامن الإسلامي من المملكة العربية السعودية، فثار ضدها من في الشرق والغرب وحاولوا وأد الفكرة في مهدها. ولكن عزيمة المخلصين من قادة المسلمين مكنتنا فأنشأنا منظمة المؤتمر الإسلامي، والمؤسسات والهيئات التي تنبثق منها أو تعمل لتحقيق أهدافها، وهذه هي الدائرة التي نمارس الآن نشاطنا الإسلامي داخلها، وهي لا تقل أهمية أو قوة عن دائرة الأمة العربية، فالإسلام عزنا، والمسلمون سندنا وعمقنا الاستراتيجي.
ولا يزال الطريق أمام منظمة المؤتمر الإسلامي طويلاً، لم تقطع إلا المرحلة الأولى منه، ولو أنها وصلت إلى ما نرجوه لها من المستقبل، لما اندلعت حرب بين الشقيقتين إيران والعراق، ولما استمرت دماء المسلمين تنزف، وفرقتهم تتسع، وديارهم يعمها الخراب والتدمير.
وإنّا باسم الإسلام الذي يجمعنا، ننادي بأقصى صوت، المسؤولين عن استمرار الحرب أن يحكِّموا شرع الله، ويوقفوا نزيف الدماء الغالية، ويفيئوا جميعاً إلى أمر الله فيضعوا حداً لتلك الحرب ويضعوا حداً لأسباب نشوبها واندلاعها.
ونحن أيها الإخوة المواطنون.. نعمل في المحيط الدولي الشامل داخل دائرة هيئة الأمم المتحدة وفروعها ومنظماتها نلتزم بميثاقها وندعم جهودها ونحارب أي تصرف شاذ يسعى لإضعافها، وتقليص قوة القانون الدولي، لتحل محله قوة السلاح ولغة الارهاب، ولقد كانت تصرفاتنا وستبقى تعكس إحساسنا بالانتماء إلى المجموعة الدولية كأسرة واحدة مهما اختلفت مصالحها، وتصور إيماننا بمبادئ الإسلام المبني على الحق والعدل، ونعتقد أن الأمن الدولي والاستقرار السياسي مرتبطان بالعدالة الاقتصادية ومنبثقان منها.
نظام الشورى
أيها الإخوة المواطنون.. ومن منطلق الإسلام والدعوة إليه، تتحدد سياستنا في الداخل، في جميع المرافق والمجالات وأهمها على الإطلاق أسلوب الحكم وطريقته والحكم في الإسلام شورى، يتلمس فيه الحاكم آراء أهل الحل والعقد ويطلب مشورتهم ويستعين بهم في إدارة دفة الحكم، هذه سياستنا وعليها سار أسلافنا. ولما تطورت الحياة في مجتمعنا السعودي أصبح من الضروري أن يتطور معها أسلوب الشورى وأن يقنن النظام الأساسي للحكم، فعيّن المغفور له الملك خالد لجنة من كبار المسؤولين وأهل الرأي، ليضعوا المبادئ الرئيسة للنظام الأساسي للحكم ولمجلس الشورى ثم يصوغوها في قالبها النهائي، وقد أنهت اللجنة وضع تلك المبادئ ورفعتها إليه رحمه الله وحالت وفاته دون إكمال دراستها، وستكون بإذن الله في مقدمة ما نهتم به لتخرج بعدئذ في شكلها النهائي، نظاماً متكاملاً للحكم يوضح المسؤوليات والحقوق والواجبات وينظم مؤسسات الحكم وسلطانه على هدي كتاب الله، فهو دستورنا وسنة نبيه منهج حياتنا.
وسوف يصاحب ذلك أو يسبقه إكمال الاجراءات الضرورية لوضع نظام المقاطعات موضع التنفيذ، فنكون قد استوفينا تنظيم أسلوب الحكم على مستوياته كافة.
أيها الإخوة المواطنون.. إنّا نحمد الله على توفيقه في تنفيذ خطة للتنمية ركزت على إيجاد البنية الأساسية فأصبح المواطنون ينعمون اليوم بخدمات تضاهي ما هو موجود في أكثر بلدان العالم تقدماً واعترف بذلك المراقبون الأجانب الذين شككوا في مقدرتنا على استيعاب التقنية الحديثة في الزمن القصير الذي تم ذلك فيه.
الاكتفاء الذاتي
وإنّا نسأل الله التوفيق في إكمال الخطط القادمة بالنجاح نفسه الذي حققناه في الخطة السابقة، وبذلك ننجح بإذن الله في إحداث تحول حقيقي في البنية الاقتصادية، حيث تتنوع القاعدة الانتاجية وهو أمر بدأت تظهر بشائره ونحن نرقب النشاط الملموس في بناء الصناعات الأساسية وازدياد السلع المنتجة محلياً وتكريس الجهود في التنقيب عن المعادن وظهور علامات ثروة معدنية هائلة. وكلنا نعتز بالنهضة الزراعية في شتى ربوع المملكة حتى أن كثيرين يتطلعون إلى اليوم الذي نكتفي فيه ذاتياً في كثير من المنتجات الزراعية، وسوف تدعم الدولة ذلك الجهد بوصفه يحقق هدفاً وطنياً هاماً.
تنمية الموارد البشرية
وستركز الخطة الخمسية القادمة على أمرين في بناء الانسان السعودي القادر على المساهمة في التنمية المستحق بجدارة أن ينعم بخيراتها، ثم تحسين البيئة التي يعيش فيها، وسيكون هدفنا دائماً إن شاء الله حسن توزيع الدخل على المواطنين ليعم الخير كل فرد مهما نأت قريته عن العمران، أو بعدت مدينته عن مراكز النشاط وحركة البناء والتصنيع.
ومن أهدافنا أن يستمر نشر العلم بالسرعة التي يسير عليها، ثم أن نركز على رفع مستوى التعليم.. فنعنى بالكيف عنايتنا بالكم.
كما تنصرف عنايتنا إلى رفع الكفاءة الإدارية لدى موظفي الدولة، وتعديل الأنظمة المالية والإدارية لتحقيق ذلك الهدف.
ويأتي في مقدمة ما نهتم به.. أيها الإخوة المواطنون.. دعم قواتنا المسلحة كي تكون رادعة لكل عدو تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار هذا الوطن الكريم، ولن نبخل في سبيل ذلك بأي غال أو نفيس.
وسوف تستمر سياستنا البترولية نابعة من مصالحنا ومصالح أجيالنا القادمة لن يغير مسارها بريق مصلحة وقتية خاطف أو ضغوط خارجية مغرضة فقد أثبتت الأيام صحة ما قلناه، ودقة ما توقعناه، ولو أنصت الآخرون لنا لما وهنت قوتنا الجماعية عربية أو بترولية. وسوف نعنى بمصالح الدول النامية عنايتنا بمصالحنا الوطنية ومصالح العالم ككل.
أيها الإخوة المواطنون.. لقد حدثتكم عن آمالنا وأهدافنا وأوضحت لكم سياستنا وخطة حكومتنا وواجباتها، وأريد منكم فرداً فرداً أن تعوا مسؤوليتكم تجاه دينكم ووطنكم، فالدولة تتكون من شعب وحكومة تمثله وتعمل من أجله وبمجهود الشعب ونضاله ترقى الأمة وتبلغ آمالها.. وإن مسؤوليتكم أمام الله عظيمة وفرحتكم للعمل كبيرة، فتقيدوا بتعاليم دينكم وتمسكوا بقيمكم، واعملوا فإن الفرصة قد سنحت لإعادة بناء حضارتكم وهي إن فاتت فلن تعود، وعلى شبابنا خاصة مسؤولية ضخمة، فهم سواعد البناء في يومنا وعقولنا المدبرة في غدنا، وعليهم ألا يقلدوا شباب الغرب الضائع، وينحرفوا نحو لذات المفاسد فيسقطوا في هاوية الضياع وعليهم البعد عن التنطع والانقياد للتطرف فديننا سمح لا يقبل التطرف، وما شاد الدين أحد إلا غلبه.
الغطرسة الصهيونية
ولا أريد أيها الإخوة المواطنون.. أن أنهي حديثي إليكم دون أن أشير إلى المأساة التي تجري في لبنان، حيث تجاوزت إسرائيل كل حدود الغطرسة والغرور فبدأت حرب إبادة شاملة وأخذت تقتل الشيوخ والنساء والأطفال الأبرياء على مرأى ومسمع من الضمير العالمي، ولقد بذلنا وما نزال نبذل الجهود المكثفة ونقوم بالمساعي الحثيثة دون كلل أو ملل على الأصعدة الدولية كافة وفي جميع المجالات السياسية من أجل العمل على كبح جماح إسرائيل وغطرستها ووضع حد لاعتدائها الإجرامي وسحب قواتها إلى ما وراء الحدود، وكل ما نرجوه أن يأخذ الله بأيدينا ويكلل مساعينا وجهودنا بالتوفيق.
أيها الإخوة المواطنون.. إنني وأنا أخاطبكم الآن أشعر بعظم المسؤولية وثقل الأمانة التي شاء الله سبحانه أن أحملها، راجياً منه جل وعلا أن يعينني على تحملها، وإنني أعاهد الله ثم أعاهدكم بأن أكرس كل جهدي ووقتي من أجل العمل على راحتكم وتوفير الرخاء والأمن والاستقرار لهذا البلد العزيز وأن أكون أباً لصغيركم، وأخاً لكبيركم، فما أنا إلا واحد منكم يؤلمني ما يؤلمكم ويسرني ما يسركم.
والله أسأل أن يأخذ بأيدينا جميعاً ويوفقنا لنصرة ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ومصدر عزنا وأن يحقق لنا ما نطمح إليه من عز ورفاهية لشعبنا الوفي، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه جلت قدرته خير ناصر وخير معين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* أيها الإخوة المواطنون.. إنني وأنا أخاطبكم الآن أشعر بعظم المسؤولية وثقل الأمانة التي شاء الله سبحانه أن أحملها، راجياً منه جل وعلا أن يعينني على تحملها،
* عقيدة الإسلام هي أساس العدل، والعدل أساس الملك، والحكم بما أنزل الله مسؤولية وتكليف، نتصدى لها وقلوبنا لربها واجفة، خشية التقصير وعقاب العلي الكبير.
* الإسلام دين الرحمة والعقل والقوة يأبى التخريب ويحارب الغوغاء محاربته للذل والضعف والاسترخاء.
هذه أيها الإخوة هي منطلق سياستنا في الداخل والخارج، ولذلك فإن على المؤمنين بالله من قادة المسلمين وعلمائهم مسؤولية كبرى في مؤازرتنا والسير معنا في طريق الدعوة إلى الله وتطبيق أحكامه
* نحن نعتقد أن الاستعمار بشكليه القديم والجديد يزيد من نار الفتنة التي تشتعل بين دول الإسلام وتدعو إلى الهدم وتستغل انفعالات جماهيرنا التي حركتها مظالم الشرق والغرب لكي توجهها إلى الداخل تحطم وتهدم وتنادي بلغة لا يعرفها الإسلام لغة العنف دون إنسانية والقتل دون مبرر والعيش في أبراج عاجية بعيدة عن الحقيقة والواقع.
وتعمل من أجله وبمجهود الشعب ونضاله ترقى الأمة وتبلغ آمالها.. وإن مسؤوليتكم أمام الله عظيمة وفرحتكم للعمل كبيرة، فتقيدوا بتعاليم دينكم وتمسكوا بقيمكم، واعملوا فإن الفرصة قد سنحت لإعادة بناء حضارتكم وهي إن فاتت فلن تعود، وعلى شبابنا خاصة مسؤولية ضخمة، فهم سواعد البناء في يومنا وعقولنا المدبرة في غدنا، وعليهم ألا يقلدوا شباب الغرب الضائع، وينحرفوا نحو لذات المفاسد فيسقطوا في هاوية الضياع وعليهم البعد عن التنطع والانقياد للتطرف فديننا سمح لا يقبل التطرف، وما شاد الدين أحد إلا غلبه.
الغطرسة الصهيونية
ولا أريد أيها الإخوة المواطنون.. أن أنهي حديثي إليكم دون أن أشير إلى المأساة التي تجري في لبنان، حيث تجاوزت إسرائيل كل حدود الغطرسة والغرور فبدأت حرب إبادة شاملة وأخذت تقتل الشيوخ والنساء والأطفال الأبرياء على مرأى ومسمع من الضمير العالمي، ولقد بذلنا وما نزال نبذل الجهود المكثفة ونقوم بالمساعي الحثيثة دون كلل أو ملل على الأصعدة الدولية كافة وفي جميع المجالات السياسية من أجل العمل على كبح جماح إسرائيل وغطرستها ووضع حد لاعتدائها الإجرامي وسحب قواتها إلى ما وراء الحدود، وكل ما نرجوه أن يأخذ الله بأيدينا ويكلل مساعينا وجهودنا بالتوفيق.
أيها الإخوة المواطنون.. إنني وأنا أخاطبكم الآن أشعر بعظم المسؤولية وثقل الأمانة التي شاء الله سبحانه أن أحملها، راجياً منه جل وعلا أن يعينني على تحملها، وإنني أعاهد الله ثم أعاهدكم بأن أكرس كل جهدي ووقتي من أجل العمل على راحتكم وتوفير الرخاء والأمن والاستقرار لهذا البلد العزيز وأن أكون أباً لصغيركم، وأخاً لكبيركم، فما أنا إلا واحد منكم يؤلمني ما يؤلمكم ويسرني ما يسركم.
والله أسأل أن يأخذ بأيدينا جميعاً ويوفقنا لنصرة ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ومصدر عزنا وأن يحقق لنا ما نطمح إليه من عز ورفاهية لشعبنا الوفي، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه جلت قدرته خير ناصر وخير معين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved