أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th November,2001 العدد:10631الطبعةالاولـي الثلاثاء 21 ,شعبان 1422

الاولــى

الذكرى العشرون
أصبحت «الحقبة السعودية» مصطلحاً سياسياً واقتصادياً
يُطلق على إنجازات النهضة الحضارية الشاملة في عهد الفهد
في مثل هذا اليوم أعطى الشعب بيعته للفهد، فصدق الوعد، ووفى بالعهد في خدمة دينه وأمته
* * الرياض الجزيرة:
تحتفل المملكة ابتداء من اليوم على المستوى الرسمي و الشعبي بالذكرى العشرين لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في البلاد، ففي مثل هذا اليوم المميز في تاريخنا.. قبل 20 عاماً اعطى الشعب السعودي البيعة لفهد بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد ليقود عصراً جديداً من الرخاء ويصنع النهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها المملكة في شتى المجالات والقطاعات.
هذا اليوم يحق فيه لكل مواطن بل لكل عربي ومسلم ان يفخر بانجازات الملك الذي تخلى عن الالقاب، وربط اسمه بخدمة الحرمين الشريفين.. اشرف البقاع واطهر البقاع التي تهفو اليها القلوب والافئدة ويأتيها المسلمون من كل فج عميق.
في مثل هذا اليوم قبل 20 عاماً وقف الفهد امام شعبه يقول «إنني أعاهد الله ثم اعاهدكم بأن اكرس كل جهدي ووقتي من اجل العمل على راحتكم وتوفير الامن والرخاء والاستقرار لهذا البلد العزيز، وان اكون أبا لصغيركم وأخا لكبيركم، فما انا الا واحد منكم يؤلمني ما يؤلمكم ويسرني مايسركم».
وصدق الوعد.. ووفى بالعهد، وكرس كل وقته وعمره المديد ان شاء الله في خدمة شعبه وأمته، اهتم بالعلم واكمل مسيرته الحضارية التي بدأها منذ كان وزيراً للمعارف سنة 1373ه، واصبحت المملكة العربية السعودية تدار اليوم في كل حقل من حقول المعرفة والانتاج بأيدي كفاءاتها المؤهلة، وحقق لشعبه الأمن والاستقرار الذي وضع قواعده منذ كان وزيراً للداخلية سنة 1382ه وفي مجال الصحة أصبحت المملكة في هذا العهد الزاهر واحده من أفضل دول العالم في تقديم الرعاية الصحية لا لابناء شعبها فقط بل للمقيمين والمعتمرين والزوار وحجاج بيت الله الحرام، وغدت مستشفياتنا صروحاً طبية عالمية في مجالات الأبحاث والأمراض المستعصية.
وقد نفذت في هذا العهد الزاهر خمس خطط تنموية قادها المليك المفدى بمهارة ونجاح، وحققت ما يشهده العالم اليوم من إنجازات باهرة على أرض وطننا رغم التحولات الاقتصادية والحروب والأزمات السياسية التي تأثر بها العالم أجمع، ونجت المملكة من أضرارها الكبرى بفضل من الله ثم بالتوجيهات السديدة والقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظهما الله.
والمملكة العربية السعودية اليوم تفاخر بمستوى الجودة التي حققتها صناعاتها الوطنية والسمعة المتميزة لمنتوجاتها الزراعية التي تجاوزت الحدود، وشقت طريقها إلى الأسواق العربية بعد ان حققت الاكتفاء الذاتي داخل الوطن.
وها هي خطة التنمية السابعة في طريقها الى الاكتمال بنجاح إن شاء الله، بالتوجيهات السديدة والرعاية الكريمة للفهد المفدى، تسير على الثوابت الإسلامية، مؤكدة على المصلحة الوطنية من خلال تنمية الموارد البشرية، وزيادة حجم ومستوى القوى البشرية السعودية في كل القطاعات، واحداث نمو اقتصادي واجتماعي يلبي حاجات المواطنين التي تتطلبها مستجدات الحياة الحديثة.
وهكذا نجد أنه بالرغم من انشغال خادم الحرمين بقيادة سياسة الدولة على كافة المحاور، فإن هم النهوض الحضاري بالبنية التحتية وتحقيق أعلى مستوى للرخاء لمواطنيه كان شغله الشاغل، فمنذ مبايعته ملكاً على البلاد اعتمد سياسة تنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، وجعل من هذا المبدأ هدفاً استراتيجياً لسياسة النهضة التنموية الشاملة.
وفي مجال السياسة الخارجية حقق خادم الحرمين الشريفين للمملكة مكانة متميزة بين دول العالم. عربياً وطد الأواصر وأنهى الخلافات مع الأشقاء، وجمع شمل الصف العربي، وكان للمواقف المبدئية السعودية تجاه قضية فلسطين والقدس الشريف الدور الأكبر في نصرة حق الشعب الفلسطيني على كافة المستويات. وإسلامياً مدت المملكة في هذا العهد الزاهر يد العون للأوطان الإسلامية تدعمها اقتصادياً، وتنصر قضاياها في المحافل الدولية، وتشد من أزرها في الكوارث والأزمات.
وفي هذه المرحلة من تاريخ أمتنا التي أطلق عليها البعض مصطلح «الحقبة السعودية» برز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز قيادة عربية وزعامة إسلامية وشخصية دولية فذة تميزت سياسة المملكة العربية السعودية في عهده بالثبات والاتزان ورباطة الجأش، إذ لا يستطيع أحد مهما كبر حجمه أن يفرض عليها ما يخالف ثوابتها الإسلامية، فما يصدر عنها يمثل المواقف الشرعية لمصلحة الإسلام والمسلمين.
ومن هذه الثوابت انطلق الفهد يبني دور العلم ويعمر دور العبادة في وطنه وفي شتى بقاع الأرض، فأنشأ الكراسي العلمية الإسلامية في الجامعات الغربية، وشيد المراكز الإسلامية، ورعى مسيرة الكشف العلمي والتطور التقني انطلاقاً من إيمانه الوطيد بأن العلم والايمان صنوان، فهما عماد حضارة الإسلام التي أشرقت أنوارها لعدة قرون على الغرب، ولن تعود للاشراق من جديد إلا بهما.
وعملاً بهذا الايمان العميق بعظمة العقيدة الإسلامية الذي عرف به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله منذ فجر شبابه قاد مسيرة النهضة السعودية الشاملة لا لتكون نموذجاً يحتذى فحسب ، بل لتصبح انجازاته اليوم مفخرة وذخراً للعرب والمسلمين.
فلا عجب أن تشارك الشعوب العربية والإسلامية المملكة والشعب السعودي احتفالهما بعهد «الفهد» عصر الحقبة السعودية الذي هو بحق عصر من الانجازات ومواجهة التحديات.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved