أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 6th November,2001 العدد:10631الطبعةالاولـي الثلاثاء 21 ,شعبان 1422

إنجازات الفهد

أساتذة الجامعات والأدباء ل«الجزيرة»:
إنجازاته أعظم من أن يستوعبها حديث صحفي والتاريخ سيشهد أن سنواته كانت حجر زاوية
* الدمام حسين بالحارث تصوير محمد درويش:
حين بدأنا هذا الاستطلاع اعتقدنا اننا نقدم فرصة لكل الأسماء التي التقيناها مادام الحديث عن قائد عظيم صنع الانجاز تلو الآخر هو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله إلا ان اعتقادنا لم يكن في محله، فالعديد ممن التقيناهم اعتذر لأنه يعتقد انه أقل من أن يتحدث عن شخصية كشخصية الملك فهد وبعضهم اعتذر بلطف وقال: اعطو القوس باريها فقد كانوا يشعرون ان كلماتهم لن توفي هذا القائد حقه ولم نملك سوى الانتقال لغيرهم وكانت البداية من الجامعة أو عقل الأمة كما يصفها بعض المفكرين وكان لقاؤنا أولا مع الدكتور عبدالعزيز بن جمال بن جنيد الساعاتي وكيل جامعة الملك فيصل بالدمام فقال:
من مراجعة خطط التنمية وتحديدا تلك المتعلقة بقطاع الاسكان نجد ان المواطن السعودي كان ولا يزال محور الاهتمام ومن خلال ايجاد الوسائل والسبل التي تمكنه من الحصول على مسكن ملائم من ناحية السلامة والصحة وبما يتناسب مع دخله، بل تجاوز ذلك الى ايجاد مصادر دخل معيشية من المسكن الذي بناه بواسطة القرض الذي وفرته الدولة رعاها الله من خلال برنامج صندوق التنمية العقارية.
هذه بعض المفاهيم الواقعية لسياسات الاسكان التي انتهجتها الدولة خلال العقدين الماضيين التي لا تزال مطلبا بل «أمنية صعبة المنال» للعديد من دول العالم، فقد ورد ضمن مفاهيم «الاسكان» التي تنادي بها الأمم المتحدة التعريف التالي:«الاسكان يجب ان ينظر اليه فيما يؤديه من وظائف في حياة مستخدميه وليس في نوعية مواد منتجه النهائي». فالمنزل الذي بناه العم «مُلهي» بواسطة قرض ميسر من الصندوق العقاري مكنه بعد توفيق الله سبحانه وتعالى من فك أزمته المعيشية في ايجاد مصدر دخل ثابت من خلال تأجير أحد جزءيه «الدور الثاني» بعد ان أجبر على الاستقالة من قبل إحدى شركات النظافة والصيانة «السعودية» التي ارتأت تسريحه وتوفير راتبه المتواضع في استقدام ثلاثة عمال من «؟؟؟» بل تمكن من تخصيص الجزء الآخر من المنزل الذي بناه لابنه الأكبر بعد تزويجه.
أسئلة عديدة يمكن طرحها للمتخصصين في تقييس وتقويم الاسكان في كيفية ايجاد مقياس مناسب لتلك الحالة التي يفترض أنها فردية ولكنها متكررة وبأوضاع مختلفة، فحالة العم «هلال» والذي يسكن في منزل مرحلي «شعبي» استكمل بناء طوابقه الاضافية عن طريق الصندوق لا يمكن وصفها بالفردية أيضا. فقد تمكن بعد احالته الى التقاعد من ايجاد مصادر متعددة للدخل تعفه عن سؤال البشر وذلهم من خلال تأجير أحد المتجرين «الدكانين» في هذا المنزل، واستخدام الآخر لمكان عمل ومصدر رزق «وسعادة لا توصف بوجود عمل حر شريف»، ولم ينته المطاف الى ذلك بل من الله عليه بالعيش مع أحفاده «أبناء بناته» الذين يسكنون مع أزواجهم في نفس المنزل «العجيب» الذي يحتوي على أربع شقق.
ولتجنب سرد حالات وصفية مبنية على البحث النوعي التي قد لا تتفق مع لغة العصر المنجرفة الى لغة الأرقام أو تلك المبنية على البحث «الكمي» وتحديدا الوسائل الاحصائية فقد استسقيت من دراسة ميدانية قمت بها لعينة مختارة من مستفيدي الصندوق العقاري في حاضرتي المدينة المنورة والدمام ان أكثر من ثلثي عينة الدراسة يعيشون في جزئية من المساكن التي بنوها عن طريق هذه القروض الميسرة التي وفرتها الدولة رعاها الله، مستفيدين من تأجير بقية أجزاء المبنى كمصدر دخل اضافي.
تلك هي نماذج واقعية لجهود ضخمة مباركة بإذن الله تعالى بذلت في العديد من القطاعات الانتاجية والتطويرية ومنها قطاع الاسكان، وسوف تسطر في موازين خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأمده بالصحة والعافية والذي تتشرف هذه البلاد الخيرة بالاحتفاء بذكرى بيعته الخيرة ليستمر العطاء في دروب الخير وتنمية المواطن، وليس غريبا ان نجد تحولا نوعيا في الخطط التنموية الأخيرة ينصب في تحسين البيئة السكنية واعداد استراتيجية طويلة الأمد لقطاع الاسكان من خلال توفير وتطوير الأراضي السكنية في مواقع مناسبة مع الاستمرار في سياسة تمكين المواطن من امتلاك المسكن الخاص به.
ثم كان حديثنا مع الدكتور عدنان عبدالحميد القرشي أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومدير مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمي للثقافة والعلم فقال:
عندما نتحدث عن مرور 20 عاما فإنها فترة ليست بسيطة لأنها تعني مرور أربع خطط تنموية وجيلين وقد شهدت العديد من الانجازات الأساسية في نهضة وتطور البلاد ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر: تطوير النظام التعليمي وتطوير النظم الادارية ومجيء مجلس الشورى بصورته الحديثة وتثبيت مفهوم ان الوظيفة تكليف وليست تشريفاً وذلك من خلال تحديد فترة التكليف الوظيفي للمناصب العليا.
ولو تناولنا النقطة الأخيرة مثلا لوجدنا ان التناقل بين الموظفين في المناصب العليا يخلق ديناميكية أو حركية التجديد بينما كان الموظف في السابق إذا تعين في منصب عال فانه يحس انه امتلك المنصب وبالتالي فإن ذلك كان يحجب عن الآخرين هذا المنصب لسنوات طويلة فيما كل مواطن يسعى ان يفرح بيوم يخدم فيه وطنه من موقع أكثر تأثيرا كما ان الوضع السابق لم يكن يعطي فرصة للتحديث والمراجعة.
إذن فإن الملك فهد بن عبدالعزيز أتى وادخل مفاهيم جديدة الى عقلية المواطن بشكل مخطط واشرك مجموعة أكبر من المواطنين في ادارة البلد من خلال تقسيم البلاد اداريا الى مناطق والمناطق الى محافظات ومراكز مما سمح لمجموعة أكبر من المواطنين الموظفين في تفهم واستيعاب المشكلات والقضايا التي تهم المناطق مما خلص البلاد من العملية المركزية.
كما أعطى هذا المنهج لأمراء المناطق فرصة لكل أمير أن يبرز الأمور الايجابية والقوية في منطقته وهذا إثراء للناتج العام للدولة.
ومن العلامات البارزة في المنجز الحضاري لخادم الحرمين الشريفين هو مهرجان الجنادرية الذي اعتبره سوق عكاظ في اطار جديد وسوق عكاظ كما تعلمون هو السوق الرئيسي في الجزيرة العربية وقد جاءت الجنادرية فجمعت الأدباء والمفكرين من جميع انحاء العالم مما يساعد على خلق أرضية ثقافية من خلالها يتمكن الأدباء من التفاعل لصناعة فكر انساني تشارك فيه كل أمم الأرض.
والانجازات التي بالامكان التحدث عنها لهذه الزعامة التاريخية أكثر من ان تحصى ولكن هناك انجازات يطيب الحديث عنها من هذا أو ذاك ولهذا فإن من أبرز هذه الانجازات مثلا التي تمثل في الواقع استمرارية منهج أسسه الراحل الموحد الملك عبدالعزيز هو توسعة الحرمين الشريفين وطباعة المصحف الشريف وتوزيعه ومن هنا فإننا نتحدث عن مسيرة حضارية حملت التحديث من جهة والتمسك بالثوابت من جهة، ومن هذه الثوابت منهج الملك عبدالعزيز لبناء وطن يقوم على العقيدة السمحة.
ثم تحدثنا الى الدكتور سلطان بن خالد بن حثلين رئيس قسم الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن فقال:
منذ ان فتحت عيني على هذه الدنيا وأنا أجد خادم الحرمين الشريفين في خدمة هذه الأمة فكان وزيرا للمعارف فوزيرا للداخلية فنائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء فوليا للعهد فملكا على البلاد فقد تشربنا بمحبته وتفاءلنا بوجوده حيث أصبح وجوده جزءاً من كياننا ومن مشاعرنا، وهذا من الجانب العاطفي ولكن علاقتنا ولله الحمد كمواطنين مع هذه الأسرة المباركة تنم دائما عن الاحترام والمحبة المتبادلة، أما النقطة التي أحب دائما الاشارة اليها في مثل هذه المناسبات فهي فن التواصل بين القيادات السياسية وبين الشعوب واعتقد ان الملك فهد حفظه الله واخوانه يجيدون هذا الفن ولكن عن محبة وليس نابعا عن ممارسة دعائية كما يحدث في الغرب مثلا أيام الانتخابات فنجد الملك فهد واخوانه وأبناء الأسرة حفظهم الله يعودون المريض ويقدمون التعازي في المتوفى والاعانة المالية والمعنوية للمحتاج كما يشاركون في الأفراح وقد تميز الملك فهد مثلا بقوة الذاكرة في حفظ الأسماء فعندما يأتيه أمراء وشيوخ القبائل سواء من الشمال أو الجنوب أو من الشرق أو الغرب فتجده يعرف أسماءهم وأسماء أبنائهم ولا تغيب عن ذاكرته. وهذا سببه التواصل والايمان به في النفس قبل الشكليات.
كما تحدثنا الى الدكتور عبدالرحمن العصيل استاذ العلاقات الدولية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقال:
صحيح ان الملك فهد جاء مكملا لمن سبقه ولكن خلق تطورا مذهلا على جميع الأصعدة الاقتصادية والتربوية والصناعية والاقتصادية وكلها والحمد لله جاءت ملبية لحاجات الأمة وملبية لحاجات الوطن. وأنا كأستاذ في الجامعة انظر في اهتمام خادم الحرمين الشريفين بقضية العلم نظرة اجلال واكبار فأشكر والدنا خادم الحرمين الشريفين على كل مواقفه ونتمنى ان شاء الله أن يطول به العمر ليكمل المسيرة ونحن ان شاء الله من ورائه نأتمر بأوامره وهو يقود الركب الى بر الأمان دائما وبهذه المناسبة لا نملك إلا أن نهنىء أنفسنا ونهنىء قيادتنا ونهنىء هذا الوطن وكل مواطن بمرور 20 عاماً ونتمنى ان نحتفل بمرور عشرين وثلاثين أخرى وأكثر من ذلك ووالدنا ان شاء الله يتمتع بالصحة والعافية.
كما تحدثنا الى الدكتور عبدالمنعم بن محمد القو الكاتب والأستاذ بجامعة الملك فيصل بالأحساء وقال:
في إحدى الليالي الآمنة أمسى الأخ يغدر حين ظلمة بأخيه، والجار ينتهك عرض جاره، والصديق ينقلب بين ليلة وضحاها الى عدو أرعن، والأمن يتحول الى فوضى، والرخاء يتشتت في أطراف الصحاري، والأم تبكي خوفا على طفلها، والماء يصبح أغلى من الروح حين نزعها، والصبح يأنف أن يعود الى جماله، والطير يفر هلعا من هول الجحيم، والضباب الأسود البشري يحلك نسيجه في رقاب البشر، والمال لم يعد له قيمة تذكر، والسواد أصبح حالكا أزليا، إنها ظلمة الاحساس والمشاعر، وصور بشرية في أفكار إنسية، وارهاب دولة على دولة بلا أي ذنب يذكر، ولا خطيئة تقترف، وإنما هي غريزة الطمع غير المحدود، والجشع الذي لا يمكن وصفه أو التعبير عنه، وانه بحق الشذوذ في الفكر والرأي، كما انه التعنت الصلف والبؤس في النفس الذي لا يداوى ولا يرجى برؤه.
تلك المآسي والمحن البشرية هي من نسيج الغزو الغاشم والانتهاك البربري الآثم والجحود المطلق على جارة عربية خليجية مسلمة هي دولة الكويت الشقيقة.
إنها فتنة أصبح نصف سكان المملكة من فئة الشباب يتخبط في أفكاره ومعلوماته التي درسها وهضمها من خلال منظومة التعليم الوطني فغدا في الثاني من أغسطس 1990م يسمعون ان الكويت أصبحت جزءا مما يسمى بالعراق العظيم، فلم يعد هناك تاريخ سياسي يدرس ولا جغرافيا طبيعية يستند اليها، بل هو التخبط الفكري والتذبذب المعلوماتي بين صدق وتكذيب وحقيقة وخيال.
إلا ان الله سبحانه وتعالى يسخر لعباده من ينتصر للحق، ويردع الظالم عن ظلمه، ويكف الباغي عن سيئاته وعدوانه، فانبرى لتلك المهام الجسيمة والأخطار المحدقة والليل الوثاب الذي أضاف على اسمه بعدا تكريميا آخر ألا وهو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تلبس به فزاده وقارا وهيبة في أرجاء العالمين العربي والاسلامي والعالم أجمع.
وعندما نريد ان نعبر عن حسن تصرف وحكنة الملك فهد فلا أبالغ أننا نقف حيارى تجاهه أيها نصف ونكتب، فتاريخه قبل العشرين سنة في سدة الحكم ساطع نيّر، وخلالها أهازيج وشرف وحنكة وبعد نظر لا منقطعة ولا مبتورة.
نعم يا وطني اعذرني إذا خانني التعبير، وعجز عني الوصف، ولكن نقصي يجبره شيمك، ونقص حبري يكمله عطرك، فالكتابة عن ذلك الرجل من أصعب المهمات بسبب أنه عظيم في فكره ولب بصيرته.
كما تحدثت ل«الجزيرة» الكاتبة الصحفية نورة الخاطر فقالت:
العهد الأخضر
منذ بدء الدولة السعودية الزاهرة، والهاجس الأمني يمثل الشغل الشاغل لها منذ عهد المؤسس جلالة الملك الوالد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مرورا بعهود أبنائه السابقين الى ان وصل الزمن الى عهدنا الحالي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسيظل ويبقى هذا الهاجس هو المسيطر على فكر الوطن حكومة وشعبا، وبما ان الأمن يتكون من شقين «أمن داخلي» و«أمن خارجي» وهذا هو موضوع رؤيتي هذه وبالأخص جانب الأمن السياسي الذي واجه العديد من الأزمات الخارجية التي استهدفت أمن الدولة الداخلي ولولا أسلوب التعامل الصحيح والجيد الذي عولجت به تلك الأزمات لربما حدث ما لم يكن في حسبان أحد من أبناء الوطن بشتى عقائدهم وثقافاتهم، غير ان تلك الطريقة الحكيمة والعاقلة والمفكرة التي اتخذت كل التدابير في سبيل وقاية الوطن من خوض اشكاليات لها بدء توقيت وليس لها وقت انتهاء هي التي اخرجت الوطن من تلك الأزمات بأقل الخسائر، وما تزال تسعى جهدها لتفادي أي محاولة لزعزعة أمن الوطن، وعندما نستعرض بفكر راجح عهدنا الحالي الأخضر منذ تولي الملك فهد حفظه الله ومد في عمره مقاليد الحكم في البلاد خلال عشرين سنة الماضية والبلاد تنعم بفضل من الله ثم بفضل حسن سياسة قادتها للأمور بالعديد من الجوانب الأمنية التي جعلتها محط أنظار غالبية مواطني البلاد العربية والاسلامية وكافة أبناء أقطار العالم أجمع وبلا استثناء.. هذا الرفاء والترف الأمني الذي يعيشه المواطن السعودي لم يأت عبثا ولا اعتباطا ان وراءه عقلية راشدة تهدي اليه وتهديه الى سبل الرشاد وتفتح له بوابات الطمأنينة ليعيش حياة هادئة في سلام ودعة وتوازن له من غير ان تجعله يحس بثقل المسؤولية بين كفتي ميزان الأخذ والعطاء، الحلم والأناة والرفق، والحزم والشدة إذا لزم الأمر.. فهنيئا للوطن بك يا خادم الحرمين وهنيئا لك كل الحب الزاخره به قلوب أبناء شعبك نسأل الله لهذا الوطن دوام الأمن والرخاء في ظل راية قانون الاسلام الصحيح المتوازن من غير ما تطرف يكون سببا في شقاق يبعد الأمة عن جادة الصواب وعن وسطية الاسلام وعن منهجية التعاون الأمني بين الشعب والقيادة التي تظهر واضحة جلية في الأزمات كما عبر عنها صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وذلك بعد ان لمس الحب الوافر الذي أكثر ما يتجسد ويبدو عملاقا عند أدنى شعور بالخطر يهدد أمن الدولة حيث يتحول الجميع الى جندي واحد يدافع عن قيادته الحكيمة بكل ما أوتي من قوة وأهمها قوة الحب.
كما تحدث للجزيرة الأستاذ حمدان زيد الشمري مدير الاتصالات السعودية بمحافظة بقيق فقال:
إن شواهد عصر خادم الحرمين الشريفين خلال العشرين عاما الماضية عمت الأمة الاسلامية والعربية بالاضافة الى وطننا الغالي، فمنذ اشراقة عهد الفهد الذي يمثل امتدادا لمن سبقوه من ملوكنا الكرام رحمة الله عليهم من شواهد وانجازات على المستوى الاسلامي اهتمامه حفظه الله بانتشار الاسلام بأن قام بإنشاء المراكز الاسلامية على نفقته الخاصة في أغلب العواصم الأوروبية والأمريكية وكذلك شرق آسيا وهذه المراكز يتم الصرف عليها من قبله حفظه الله، ومن أهم الشواهد الاسلامية ايضا اهتمامه حفظه الله بالحرمين الشريفين اللذين تم توسعتهما في عهده الميمون وكذلك اهتمامه حفظه الله بالمسجد الأقصى.
أما في وطننا الغالي فإن أهم الشواهد هي اهتمامه بالانسان وتنمية قدراته ومواهبه والاستفادة من طاقاته، وهذا ليس بمستغرب عليه بصفته أول وزير للتعليم ولأن أي نهضة لابد ان تعتمد على الانسان وهو عماد أي نهضة في أي مكان فقد أحسن استغلال هذه الطاقة بأن أصبح في بلادنا من هم يحملون الدرجات العلمية العليا بعد ان كان لا يوجد من يحمل أي شهادة وعلى ضوء هذه النهضة فقد تم ارساء النهضة الصناعية والمتمثلة في استقلال الموارد الطبيعية التي لم يتم استقلالها وحيث تم انشاء شركة سابك والتي تنتج المواد الكيماوية واستقلال النفط والغاز وأصبحت تدار هذه المصانع بالكوادر السعودية التي تم تأهيلها خير تأهيل بعد ان كان الغاز الطبيعي لا يستفاد منه وأصبحت سياسة الدولة التوجيه الى تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مصدر واحد وهو النفط.
وفي المجال الزراعي فقد اهتم عصر الفهد بأن أعان المزارعين على الزراعة وأمدهم بالقروض طويلة المدى دون فوائد وأعفيت الآلات الزراعية من الجمارك وعلى ضوء ذلك أصبحنا من الدول المصدرة للقمح وشبه اكتفاء ذاتي في المواد الزراعية الأخرى، وذلك بفضل السياسة الزراعية التي تتمثل في انشاء الشركات الزراعية التي تستخدم أحدث التكنولوجيا الحديثة في مجال الزراعة، ومن شواهد هذا العهد الزاهر تطور ورقي وسائل الاتصالات فقد أصبحنا ننافس الأمم المتقدمة في مجال تكنولوجيا الاتصالات وأصبحت جميع الاتصالات متوفرة للمواطن العادي، وكذلك ارتبطت أرجاء المملكة بشبكة من الطرق الحديثة التي تربط مدن المملكة ببعضها البعض.
وفي المجال الصحي فقد أنشئت في هذا العهد الميمون أضخم المستشفيات التي تضاهي مثيلاتها في أرجاء العالم وأصبحت تقام لدينا أصعب العمليات وأعقدها على أيدي أطباء سعوديين متخصصين بعد ان كان في الماضي يتم ارسال المرضى للخارج من أجل العلاج، بل أصبحت المملكة تعالج المرضى من خارج المملكة بمستشفياتها.
وهذه بعض الشواهد التي نفخر نحن بها كسعوديين والتي تمت خلال العشرين عاماً التي مضت في عهدخادم الحرمين الشريفين عهد الرخاء والعطاء.
كما تحدث ل«الجزيرة» الأستاذ عبدالله بن ناصر العسكر عضو هيئة التدريس بمعهد الإدارة والكاتب الصحفي بجريدة اليوم فقال:
لاشك ان المملكة العربية السعودية في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله خطت خطوات رائدة وعظيمة فخلال العشرين عاما الماضية وبالتحديد منذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في المملكة والدولة بجميع أجهزتها تشهد تطورا عظيما في شتى المجالات سواء كان ذلك في مجال التعليم أو الصحة أو التقنية أو الشؤون العسكرية عدا الدور السياسي الضخم الذي تلعبه المملكة كواحدة من أهم دول العالم بشكل عام ورائدة للعالم الاسلامي بشكل خاص فالمملكة بقيادة خادم الحرمين أيده الله تلعب دورا مهما ومتعاظما في العالم وتحتل مكانة سياسية واقتصادية مهمة وذلك للسياسة الحكيمة والمتوازنة التي تلعبها المملكة في العالم اضافة لدعمها غير المحدود لجميع الدول الاسلامية وبالأخص الفقيرة منها فقد جاهدت المملكة بقيادته أيده الله جهادا مخلصا لحل قضايا العالم الاسلامي وبالأخص قضية الشرق الأوسط التي تعتبر لب الصراع ومحور اهتمام جميع الدول الاسلامية وعلى رأسها المملكة، لقد كانت لسياسته الحكيمة أيده الله اليد الطولى في ان تلعب المملكة هذا الدور المهم وألا تكون المملكة بيتا للعرب فقط بل بيتا لجميع المسلمين وناصرا لكل قضايا الحق والعدل والسلام في هذا العالم، إن السياسة التي تبناها خادم الحرمين الشريفين كان لبها وأساسها بناء الفرد السعودي ليصبح على أعلى مستوى من مستويات الرقي والتعليم لايمانه أيده الله ان الدول العظيمة والقوية لن تبنى إلا بسواعد أبنائها المخلصين، لقد كان الملك المفدى بكل ما تعنيه الكلمة الباني الحقيقي للمملكة وأحد أهم صناع السلام في العالم.


أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved