أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th November,2001 العدد:10632الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,شعبان 1422

محليــات

لما هو آت
هذا الوطن...
د. خيرية إبراهيم السقاف
حين تنهض همم الكتَّاب كي يفْضوا بما عندهم... فإنَّهم غالباً ما يفكرون في أمر «قضية» ترتبط بالنَّاس، كي يشارك النَّاسُ كاتبهم، ويشاركوه...، ومبدأ المشاركة في تناول الفكرة بين هذين العنصرين يزيدها ترابطاً، ويقوِّي أواصرها أن تكون القضية هي «الوطن»...
ولأنَّ هذه البلاد تمرّ بمراحل تأريخ على درجة بالغة من الأهمية، ولتنوع وتعدد قضاياها الوطنية، فإنَّ أمر النَّظر في «إنجازاتها» التي تحقَّقت، وإنجازاتها التي توقّعت، من الأمور التي يشارك فيها القارئ والكاتب على حدّ سواء...، ويقف البحث فيها موقف الواجب، وعلى وجه التَّحديد، والتَّخصيص، عندما تكون البلاد، ويكون الوطن فيها «محور» «نظر» من خارج أسواره، ومن بعيد عن حدوده...
وهذه البلاد تمرُّ بمرحلتي إثبات، ونشر، فهي قد أنجزت من الأمور ما تُحسب لها، بعمر تكوينها الحديث، وامتدادها العريق، وتطلُّعها الطَّموح...، وما أُنجز من اللائق أن يُنشر، فيُعْرف خارج الحدود، والأسوار، وعلى وجهٍ من الدِّقة، قصداً أولئك الذين يستهدفون ماضيه، وحاضره، ومستقبله بشيء من«الغبطة»، التي تتحوّل حسب المواقف، والأحداث والمتغيرات، إلى «أذى»... كان خفيّاً، أو ظاهراً... بمثل ما هو حاصل الآن...
ولأنَّ الإنجاز لا يتمُّ إلا عن إدارة حكيمة، وسياسة واضحة...، فإنَّ الاحتفاء بعشرين عاماً تولى فيها الفهد أمر هذه البلاد ويديم الله عليه الصحة بإذنه تعالى لمواصلة ما مرَّ من عطاء منه، وعنه، هو أحد أدلة، وشواهد، ما يُثْبت لهذه البلاد، قفزاتها في وجه الرِّيح، وتطاولها على عقبات الطُّرق....
ولأنَّ المرحلة يعْتوِرها زيغُ الحرب، وضلالةُ الفتن، فإنَّ هذا الاحتفاء، مع ما واكبه من مواجهة القادة بالشعب، في مقابلات ولي عهد هذه القيادة حفظه الله مع العناصر الفاعلة في مسيرة التعليم، والإدارة، والإعلام، والفكر، فإنَّ المواجهة بما أُنجز في العلن، وبما أُنجز في السرِّ لدليل على شواهد الإثبات، نحو تخطي هذه البلاد فجوات الطُّرق، كي تنجو من التعثُّر بإذن الله تعالى.
والفهد رجل إنجاز...
ليس على مستوى بقعة المدينة بل المدن، وليس على مستوى حدود الوطن بل خارجه، فمن الإمساك بالقلم، إلى الإمساك بمقود الطائرة، ومكبِّرات المعامل، وحافرات التّراب، إلى منشآت النَّاطحات، ومن تكريس ضوء الشّمس في التدفئة، إلى تكثيف قطرة الزيت في المسرجة، ومن غزل خيوط القزِّ في مغازل الوطن، إلى صهاريج المياه فيه والزَّيت، ومن صنع عمود الخيمة، ودقِّه في الأرض، إلى معالجة مفاتيح البنوك، وتحريك مجاديف السُّفن، إلى غرس الأبنية في وجه الشمس...، ومن المرأة التي تضع مولودها بين يديها، إلى تلك التي تربِّت على كتفه في ساحة الدفاع...، ومن... لقمة الحنطة إلى كعكة الفرح...
إنَّه رجل العطاء الشامل، والفكر... والسياسة... والحكمة... والعلم... والعمل... والبناء... والعطاء الخاص في كافة المجالات... بتفرُّد دأب، وحضور، وحنكة، ووعي، وعمق، واحتواء... حتى غدا للوطن وجهه الناصع...
وسيرته العطرة...
وأمنه المثال...
ونجاحه الذي اختصر تجارب الآخرين...
إنَّ نماذج الإنجاز ليس على الصعيد الداخلي، والفردي، بل على مستوى الصعيد الخارجي، والخاص... في المشاهد السياسية، والقضايا المصيرية،... والمواقف السياسية والإنسانية، بمثل ما هي في المشاهد الإدارية، والقضايا البنائية، والمواقف التغييرية، والتطويرية داخلياً...
فارتبطت البلاد بشاسع امتدادها، وتنوّع مواردها، وروافدها، واختلاف معطياتها إلى وطن توحده الكلمة والموقف... في انتماء له وجه الحقيقة بنجاح الوطن...
هذا الرجل قيل إنَّه أمة في واحد...
وهذا الوطن نقول إنَّه واحد لأمة تحفر في كل مسامَّة فيه ومنه ما حققه لها هذا الفهد... وما سوف يتحقق من أحلام الوطن...
حُفظت... حُفظت يا فهد...
في امتداد عطاء...، وتواصل إنجاز...

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved