أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th November,2001 العدد:10634الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شعبان 1422

الاقتصادية

آخر الاسبوع
التسويق الإغرائي وحماية المستهلك
د. صنهات بدر العتيبي
يلهث الكثير من الناس خلف الإعلانات والبرامج التسويقية التي تقدم مغريات مادية على شكل سيارة أو طقم ذهب أو مليون ريال إلى وقت معين ثم تأتي الفكرة بعد الفكرة؟!
ويكون السؤال..
ما هي الفائدة من برامج الإغراء التسويقي هذه لكل من الزبون والبائع أو المنتج؟! سؤال كبير جداً يتعلق بفلسفة التسويق واستراتيجيات البائع أكثر من كونها مسألة عادية ومتكررة.
تبرز البرامج الإغرائية والتسويق التحفيزي وسائل خطيرة وشائكة في عالم التسويق وهي أشبه ما تكون بالسلاح ذي الحدين قد ينفع وقد يسمم العملية التسويقية بالكامل، ولنأخذ الموقف من وجهة نظر العميل والذي هو محور التسويق الأساسي وحوله تدور المعارك التسويقية الطاحنة بدون توقف. يخطر في بالي كلما رأيت نموذجاً للتسويق الإغرائي على شكل إعلان يقول مثلاً (اشتر علبة صلصة واحصل على سيارة شبح) ان المعلن في واد والعميل في واد آخر وبينهما سوء فهم لن يصل إلى حالة رضا العميل والتي هي المقصد الأول والأخير لكل جهود التسويق بتكاليفها ومصاريفها الباهظة. متى يرضى العميل؟ هل سأل المسوق أو المعلن نفسه هذا السؤال قبل أن يدلف إلى دهاليز التسويق بالحوافز والمغريات المادية. بطرق وأساليب التسويق الإغرائي لن يرضي إلا الزبون الذي حصل على الجائزة أما الباقون فوضعهم مختلف تماماً والخطر يأتي من نشوء انطباعات سلبية لديهم قد لا ينفع معها بعد ذلك كافة أساليب وطرق وصيحات التسويق. من وجهة نظر خاصة اعتقد أن التسويق الإغرائي له مخاطره وهو لا يستهدف تعزيز ولاء العملاء وذلكم هو المكسب الحقيقي في عالم التسويق ولكنه ينمي فقط اندفاعات شرائية مؤقتة ومحدودة قد تنقشع عن قليل كمثل فقاعات الصابون المتطايرة. وتبقى مسألة شائكة أخرى وهي تداخل التسويق الإغرائي مع أخلاقيات التجارة وتأثيره السلبي على سلوكيات حماية المستهلك. هذه الجحافل من المندفعين خلف (وهم الجائزة) وسراب الثروة يلعبون لعبة يا نصيب خطرة لا يفقهون أثرها إلا بعد إعلان النتائج حيث تظهر علامات الامتعاض والإحساس بالانخداع وتبرز بشكل واضح التجاوزات الخطيرة لأخلاقيات العمل التجاري المحترم. التسويق الإغرائي يتبنى فلسفة (اضرب واهرب) والضارب هو جامع الأموال والمضروب هو المستهلك المسكين.. ويا قلب لا تحزن.
ملاحظة
درج عدد من مرتادي المنتديات على استخدام أسماء وهمية منها مثلاً (د. صنهات) فأحببت أن أؤكد أنه لا علاقة لي البتة بما يقوله ويتبناه هؤلاء في منتدياتهم تحت هذا الاسم ولو كانت لدي الرغبة للكتابة في مثل هذه المنتديات لاستخدمت اسمي رباعياً بدون تردد.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved