أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th November,2001 العدد:10634الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شعبان 1422

أفاق اسلامية

رئيس محاكم منطقة تبوك لـ الجزيرة :
المسؤولية عظيمة في المحافظة على الأمن في بلد يطبق شرع الله
* تبوك خاص ب«الجزيرة»:
أوضح فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محاكم منطقة تبوك أن مفهوم الأمن الإسلامي عميق وشامل يتناول الإنسان نفساً وروحاً وواقعاً عملياً، لأن الأمن والأمان يوفران للأمة شيئاً كثيراً والذي يحقق للفرد وللجماعة الأمن خمس دعائم أساسية أولاً: الأمن للعقيدة، ثانياً: الأمن للنفس، ثالثاً الأمن للعقل، رابعاً: الأمن للعرض، خامساً: الأمن للمال،
وركز فضيلة الشيخ عبدالعزيز الحميد في تصريح ل«الجزيرة» على أهمية الأمن للنفس، حيث جاء الإسلام لتحقيق الأمن للنفس بعدة طرق، منها ما هو رادع نفسي عندما جعل قتل العمد من أكبر الكبائر، قال الله تعالى: «من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»،
وأكد فضيلته أن قتل نفس واحدة بدون سبب شرعي يعدل قتل الناس جميعاً لأن حق الحياة واحد ثابت لكل نفس، وقتل واحد من هذه النفوس هو اعتداء على هذا الحق الذي تشترك فيه كل النفوس، والحفاظ على الأرواح يجعل الناس تستمتع بالأمن وتزاول نشاطها في طمأنينة، وهذا يدعو إلى رقي الحياة الإنسانية، وزيادة الخير والفضيلة والإنتاج والنمو ويوفر للناس جميعاً ضمانات الحياة كلها، وينشر بذور الخير، وتذوي بذور الغدر والشر هذا حكم الإسلام بالنسبة لقتل أي نفس، أما قتل النفس المؤمنة بغير حق فهو من الكبائر: قال الله تعالى «ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً»،
وأفاد فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك أن الأمن مطلب للجميع، وهو النعمة العظمى، ولذا فإن الله تعالى سمى نفسه المؤمن، أي الذي يؤمن عباده ويكفي الأمن شرفاً وقدراً أنه من أسماء الله الحسنى، ولقد قدمه الله سبحانه وتعالى على نعمة الرزق، فقال عز وجل: «وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان»، ولقد سأل القرآن فقال الله جل جلاله : «فأي الفريقين أحق بالأمن»، فأجاب بإجابة شافية وصريحة وواضحة، فقال جل من قائل: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون»، ولقد امتن الله على قريش بالأمن من الخوف فقال: «الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف»، وكذلك قال رب العزة والجلال: «أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً»،
وأشار فضيلته إلى أن المتأمل بدور الأمن في هذه الحياة يعلم حقيقة لا جدال فيها أنه لا حياة مع الخوف إذ تتحول الدنيا بلا أمن إلى أرض يفترس القوي فيها الضعيف، وتصبح ظلمات بعضها فوق بعض، كأنها بحر لجيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب وفي المقابل الحياة مع الأمن تصير جنات ظلالها وارفة يتبوأ فيها الإنسان حياة طيبة مباركة فيثمر فيها الإنسان ويبدع وينتج ويحمي ولا يُبدد لا يُهدد، مشدداً فضيلته على أنه في ظل الأمن ترتفع راية الحرية، وفي ظل الأمن يأخذ الإنسان مكانه الطبيعي، ومن المعلوم أن الإسلام هذا الدين الخالد عنوان التحية فيه السلام والأمان، بل هو دين الأمن والأمان،
ومضى فضيلة الشيخ عبدالعزيز الحميد قائلاً في السياق ذاته : من هنا نجد أن الله جل جلاله جعل الأمن هو غاية المُنى، والمتأمل أيضاً يجد أن الأمن في الأوطان نعمة كبرى، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : «نعمتان مجحودتان الأمن في الأوطان، والصحة في الأبدان»، مشيراً إلى أن الأمن هو إحساس داخلي في النفس البشرية ولا يأتي هذا الإحساس إلا من أدوات عملية تلك الأدوات التي يأتي في مقدمتها قيام دولة تحتكم إلى الشريعة الإسلامية ذلك لأن الدولة إذا قامت على تحكيم شريعة الله في كل مناحي الحياة تحقق الأمن الحقيقي الذي هو في منهج الله الذي نزل به الروح الأمين على قلب سيد الخلق صلى الله عليه وسلم والقائل فيه ربه عز وجل: «فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة»،
وأبان فضيلته أن المجتمع الذي دستوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا شك أنه سيعيش الأمن بمفهومه الشامل الذي جاء به الإسلام لأنه من عند حكيم خبير: قال الله سبحانه وتعالى: «فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى»، ونرى بقية الضرورات الخمس كيف جاء الإسلام لتحقيق الأمن وفي الجملة ما أجمل نعمة الأمن النابع من الإيمان وإذا سألت عن الإسلام، فقل إنه الأمان الشامل في الدين والعرض والمال والنفس والعقل، وهنا يشعر المسلم بالأمن والأمان والطمأنينة، في ظل العقيدة الإسلامية الصحيحة، قال تعالى: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون»،
وأكد فضيلة الشيخ عبدالعزيز الحميد أن المسؤولية عظيمة في المحافظة على الأمن في هذه البلاد التي أعزها الله بالإسلام وتحقق لها الأمن والأمان عبر سنين طويلة واستطاعت أن تعيشه واقعاً عملياً كل ذلك بفضل الله، ثم بفضل حرص ولاة الأمر على تطبيق الشريعة الإسلامية، مطالباً كل فرد في هذه البلاد بأن يسعى إلى حماية الأمن، وأن يحافظ عليه؛ لأن الأمن واجب الجميع، قال المولى جل وعلا: « وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»،
وأوضح فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك في ختام تصريحه ل«الجزيرة» أن هذا المجتمع المسلم عندما كرمه الله بهذه العقيدة السلفية الصحيحة والاعتزاز بالإسلام والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه وبتحكيم شريعته اكتسب وتحقق له نتائج إيجابية، كلها تنصب في مصلحة الفرد والأمة والجماعة، وقال: ولذلك عندما نعيش هذا الواقع نجد أن ما تحقق يُعتبر من المكتسبات الكبيرة التي يجب المحافظة عليها، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا إذا استشعرنا أهمية الأمن في حماية الأمة وتعاونّا في المحافظة عليه وصدق الله العظيم إذ يقول: «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»،

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved