أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th November,2001 العدد:10640الطبعةالاولـي الخميس 30 ,شعبان 1422

مقـالات

«القضاء والقدر بين عموم الفهم.. وخطأ التأويل وماذا عن مقابلة: محمود درويش..؟
صالح بن سعد اللحيدان
لقد خلق الله تعالى العقل سليماً ذا فطرة بيضاء نقية يتقبل الحق الصحيح، ويسير على نحو كريم مما يوافق سنن الحياة السليمة الصواب، وينهج نهج الوضوح تجاه الحياة نفسها متعمقاً بنقاء وصفاء حقيقة خلقها وما فيها، وما في السماء من آيات تتفق وفطرة العقل السليم من الشبه.
والحق وان اختلفت الآراء ماهو: فإن الحق ما دل على هدى تتوافق الفطر السليمة على قبوله وأخذه، وللحق علامات يتضح منها أمره فمن ذلك على كل حال:
1 العدل في الغضب والرضاء.
2 تجرد النظر.
3 الفهم العميق لحقيقة الوجود.
4 قبول الحق بصرف النظر عن قائله.
5 نزاهة المال.
6 الحذر من السوء حساً ومعنى.
7 رد المظالم.
8 العبرة من حياة وحال من مضى.
9 طول الصمت مع. صدق التأمل.
10 القناعة + الرضاء + السكينة.
11 نبذ: المركزية + العصبية.
12 فهم ضابط الولاء والبراء.
13 طهارة العاطفة + النظر.
ومن المعلوم أن الله جل وعلا له مقاليد الأمر وهو بيده. بعث الرسل وإنزال الكتب وخلق العقل وجعل الخلق يعملون على طريق الرسل توحيداً لله تعالى وإفراده بالتوحيد الخالص الصواب في: الاعتقاد والقول والعمل، وبين سبحانه آيات الأحكام الدينية وأحكام الاعمال الدنيوية وجعل العباد في بيان تام من حال دينهم ودنياهم.
وجعل إرادة العبد ذات بصيرة ووعي ببيان ماله وما عليه.
أما القضاء والقدر فهذا أمر يتطلب فهمه وعياً سابقاً للعقل كما يتطلب عمقاً صالحاً للوقوف على أسرار الخلق والقدرية والإنشاء والعلم والخبر.
وما نشأت البدع في التوحيد وما ظهرت الجهمية والمعطلة والقدرية والكرامية والمعتزلة والمفوضة والمشبهة إلا لأمرين:
1 انهم نظروا ابتداءً كتب الوثنية وعاشوا على تصوراتها وفلسفتها فتعلق ذلك بعقولهم تعلقاً عظيماً فصاروا يرون التوحيد من خلاله خاصة: القضاء والقدر والأمر، والنهي.
2 انهم جهلوا حقيقة التوحيد وآي الأسماء والصفات ومقادير الخلق وحقيقة الخير والشر.
ولهذا نجد كثيراً من رؤوس هذه الفرق ينحو المنحى العجيب في دينهم مثلاً.
1 إذا خالف النص الصحيح«عقولهم» أولوا النص بما يوافق ما يذهبون إليه.
2 إلزام الطرف الآخر بأنهم على حق دون نقاش في ذات صلب النص كما: ورد.
3 اتخاذ سبيل التهجم والتعجيز.
4 تعظيم الذات.
5 الاهتداء بآراء واعتقادات رجال اليونان والسند والهند تصريحاً وتلميحاً.
6 تسفيه الآخر ومراوحته.
الجرأة على آي الكتاب والسنة ما بين:
تأويل، وتضعيف، وتجهيل، وخلط، وتقول، ورد، وتفسير ملزم، وانصراف عما لا يحبون، وتغيير.
ولهذا فقد تعب كثير من هؤلاء بعد حين طويل مما قاموا به وقليل منهم لم يبرح هواه وتربيته وفهمه خاصة وكثير من القسم الثاني يعون دون ريب قوله تعالى: «ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير».
ويعون مُراد: «أفرأيت من اتخذ إلاهه هواه».
ويعون جزماً "«إن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
ويعون: «إِنْ يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم».
وكثير من: المذاهب الآنفة الذكر تتخذ عبر الزمان أسماء متجددة موافقة بأساليب غاية في: الذكاء المعرفي، ومفردات الألفاظ، وقد يميلون للجرأة ولا يمسون جوهر الدين لكنهم يحاولون: نقد اللغة ونقد الرواة ونقد القديم، وتأويل النص تأويلاً يتبين من الحال أنهم ليسوا بذاك، ويظهر هذا من طبيعة الشكل الجوهري لآثارهم ما بين رأي وتنظير وجرأة إنشائية.
وكم قد أجاد ابن عساكر في «مختصر تاريخ دمشق» والذهبي في «سير اعلام النبلاء» وابن العربي في «العواصم من القواصم».
والكتاني في «الحيدة» وابن كثير في«البداية والنهاية» كم قد أجاد هؤلاء في نقاش كثير من أصحاب الانحرافات مع عرض لحالاتهم ومواقف جرت معهم ما بين: جدل، ونقاش، ونقض، ومحاورة، وتحكيم.
وحقيقة القضاء والقدر يحتاج إلى تمام صفاء ذهن وقاد وعقل نزيه سليم وفهم واعٍ سديد فإن من جهل شيئاً عاداه وهذا سبب من أسباب الزيغ والظلم والحسد والوشاية حسب صورها.
فالقضاء والقدر أمره غاية في ضابط الإيمان لأنه شعيرة مهمة في ذات الصلب لأ ركانه أبداً فهو من أجل بيان حاله مجملاً ليعين الناس اليوم/ نوعان:
1 القضاء القدري الخبري.
2 القضاد القدري العلمي.
ولجهل المعتزلة والقدرية والجهمية والمشبهة والمفوضة والكرامية والصوفية بحقيقة هذين الأمرين العظيمين وقعوا في أخطاء كبيرة لأنهم حكموا العقل بمراد النص قبل أن يدركوا مراده وقبل أن يقفوا على حقيقة: التوحيد وكماله ونواقضه،
وهذا وذاك هما ما جعلا كثيراً من: ذوي الفكر والنقد والثقافة يزلون زللاً بيناً في طرحهم لآيات أحكام الدين وأحكام الدنيا أو قل سياسة الدين والدنيا والجهل قد يدعو في حالات كثيرة إلى:
1 الجرأة.
2 الحمق.
3 التعالي.
4 الهروب الشعوري.
5 الهروب اللاشعوري.
6 السرية في حب الذات.
7 التأويل الأجوف.
8 إيجاد البديل المادي.
9 طلب العلو.
10 تسفيه الآخر.
والمشكلة تكمن في رقم /5/ و/7/ و/8/، ذلك أن من يعجز عن معرفة دلالة النص على الحال المرادة بنص آخر صحيح لايمكنه الوقوف عليه مع وجوده فإنه يتهرب ويهرب لا شعورياً من بذل الوسع الصحيح السليم من وخزات شعوره الفطري الكريم ليتكبر على الحق بنقد إنشائي أو نقد تقليدي أو التعاظم والعلو لئلا يفطن إليه أنه جاهل فيما يحلل أو ينظر أو ينتقد، وكثير من هؤلاء (هروباً نفسيا) يميلون إلى الشعر أو النقد أو التسفيه وتوحي إليهم أنفسهم مع الأيام أنهم مؤسسون ومقعدون وغيرهم يجب أن يفهم عنهم، وكل هذا من العجز العقلي لمسألة مراد النص في دلالته على السياسة الدينية والسياسة الدنيوية ولهذا يجنح هؤلاء كما جنحت المعتزلة، والخوارج والجهمية من قبل إلى الإثارات والخروج شيئاً فشيئاً عن متطلبات الأمة وإن بدا للغير أنهم أحرص الناس من غيرهم.
فهم مثلاً يتناولون الحجاب، ويتناولون اللغة، ويتناولون الإرث والمساواة فيه، ويتناولون تجهيل الآخر بعدم معرفة الثقافة وأصول الحداثة والعلمانية الفكرية، أو العلمية أو النقدية، ويتناولون الأسانيد، ويتناولون حقيقة سياسة الدنيا من خلال جهل النص وما ورد في/ هود، ويوسف، والحجرات، ومحمد، والفتح، والأنعام، والأعراف، والمائدة، والنساء والبقرة،
ولا يكادون أبداً يعرفون (تراجم الصحيحين) في في هذا الباب مع أن (تراجم الصحيحين) (البخاري ومسلم) مع الصحاح الأربعة بينت هذا بجلاء لكن لا يمكن لفاقد الشيء أن يعطي شيئاً مما يجهله،
وهذا باب واسع وقعت فيه: الخوارج، والمعتزلة، والجهمية خاصة وقلدهم خلال العصور أناس كثيرون كل له مشرب يعرف به،
وأما ما ذكرت من القضاء والقدر أن: القضاء (والقدر الخبري) هو ما يكلف به العبد من العبادات والمعاملات، من تحقيق للتوحيد وفهم الشرك الأكبر، والأصغر، والخفي، وحقيقة كل نوع وسبله المؤدية إليه من . نية، أو رأي، أو فكر، أو دعوة، أو عمل،
ومن صلاة وصيام وزكاة وحج، وصلة رحم وعدل ورحمة وبذل وصدقة مطلقة ودعوة بحكمة وعقل وعلم وفهم، وكافة ما يتعلق بأمور العبادات من: زواج وطلاق وحيض ونفاس ورضاع وإرث إلخ إلخ.
وأما المعاملات فمثل البيع والشراء، والوكالات، والكفالات ومطلق عموم التجارة باختلاف حالاتها وصورها، وهذا كله مدون في:
فتح الباري/ لابن حجر.
عمدة القارئ/ للعيني.
المغني/ لابن قدامة.
المجموع/ للنووي.
شرح مسلم/ له كذلك.
ومثل :
السياسة الشرعية/ لابن تيمية.
الطرق الحكمية/ لابن قيم الجوزية
مختصر السيرة/ لمحمد بن عبدالوهاب
وباب هذا يطول لكن يعاد فيه إلى ما ذكرت والعبد يوم القيامة يحاسب على ما كلف به، ولا يعذر بجهل ما دام قادراً على السؤال إلا إن كان ذا تكبر وهوى فهذا قال الله تعالى فيهم: (سأصرف عن آيتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلاً) والآيات في هذا متوافرة.
أما القضاء القدري العلمي فهو الذي لا يحاسب العبد عليه مثل كونه طويلاً أو قصيراً أو ولد مجنوناً، أو عديم السمع، أو عديم البصر، أو مشلولاً، فهذا لا صلة له فيه وكمن يستحلم في: نهار رمضان أو يأكل أو يشرب ناسياً،
أما ما يقدر عليه فهو محاسب عليه وقد يحل عليه العذاب شيئاً فشيئاً في الدنيا إن هو كابر مثلاً.. موت القلب، ضيق الحياة النفسية، الخوف، التعلق بذات الحياة، الحسد الوشاية، الظلم، عدم المبالاة، النفاق، ضيق العلاقات إلا لمصلحة، فهذا كله نوع من العذاب المعجل، لكن كثيراً من الناس قد لا يفطن لهذا لأنه قد أُشربه واستمرأه مثل ذلك الذي يتلذذ بالألم وفي /صيد الخاطر/ وتلبيس إبليس/ لابن الجوزي بدائع الفوائد والفوائد لابن قيم الجوزية مالا يسع العاقل الحر الكريم إلا العودة إليه،
مقابلة محمود درويش
في حال الأمل والظَّن الكريم
وحيال سجعي يُطاردني مُليم
لن يفوت.. الأمر.. حاله
والدم الرهين
* * *
لعلي ألزم.. الصمت بُرهةً.. في نهاري
أسير في جنباتها
والعقل الفطين
* * *
السماء والبحر في ثبات من:
صلاح، لا يقنط الحر.. أبداً..
من ضربة
أختها ولا يستهين
* * *
كيفَ النهارُ.. إذا الليل ولى..؟
كيف..؟ سل..؟ سل القول..؟
لعناً وتقبيحاً
وغدير البنات ذو عتاب
.. انكحوهن.. ظلماً وزوراً
انحكوهن هيهات منهن:
الرنين
* * *
والحق أبلج في وضوح باقٍ.. أبداً..؟
كيف شدا.. الجهل.. طرباً
وعيوني لا السبات لهُنَّ
ولا زفرة الظن جاءت
ولا دفع الكمين
* * *
كيف.. شدا.. الجهل
انكحوهن هرجاً
والخيارى حالهم:
في الأنين،.
وكم كنت أطمع من درويش أن يربط
في شاهده في قصيدة ما بين المبدأ الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلا م وبين حق الفلسطينيين في أرضهم،
ودرويش وإن كان ذا لغة تحتاج إلى مراجعة جادة مسؤولة إلا أنه حري به ألا يكون لديه شيء على حساب شيء آخر،
وهذه قصيدة مني إليه مقابلة، لإطرائه الجيد في مجلس ما،

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved