أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th November,2001 العدد:10642الطبعةالاولـي السبت 2 ,رمضان 1422

مقـالات

الإيمان العلمي 2 - 6
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
ضمانات الإيمان أولاً:
الهداية الكونية في الأنفس، والهداية الكونية في الآفاق، والهداية الشرعية الإيضاحية: تكفَّل الله بها لخلقه، ولم يُجْرِ عدله في الجزاء إلا بتحققها، ورفع العذر بمقدار ما يتخلف منها.. وهناك هداية رابعة، وهي الهداية التوفيقية التي تكون بعون الله ولطفه ورحمته وإحسانه ابتداءً، وتكون شكراً من الله لعبده على امتثاله فيزيده هدى توفيقياً.. قال تعالى:«بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ للإيمانِ إِن كُنُتمْ صَادِقِينَ» (سورة الحجرات 17)، وقال تعالى فيما قصه عن المؤمنين :« وَمَا كُنَّا لنَهْتَديَ لَولا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ» (سورة الأعراف 43)، وقال تعالى: «إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء» (سورة الأعراف 155) وقال تعالى :«ولكنّ اللّه يَهْدِي من يَشَاءُ» (سورة القصص 56)، وقال تعالى :« وَالَّذينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَاَ» (سورة العنكبوت 69)، وقال تعالى عن القرآن :«يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الفاسِقِينَ» (سورة البقرة 26).. وتعددت الآيات بأن الله لا يهدي القوم الكافرين، وأنه لا يهدي القوم الظالمين، وأنه لا يهدي القوم الفاسقين؛ فهذا تعليل بصفة الكفر والظلم والفسق، وقد جاء التعليل الأشمل بقوله تعالى :«ذَلِكَ بأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ واللَّهُ لا يَهْدي القَوْمَ الفَاسقينَ» (سورة التوبة 80).. وتارة يأتي الإضلال غير معلل كقوله تعالى :«فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ العَزيزُ الْحَكيِمُ» (سورة إبراهيم 4).. وتارة يأتي التعليل إيماء بذكر علة هداية من هدى؛ فيكون ذلك تفسيرياً لمن ورد إضلاله بإطلاق كما في قوله تعالى :« قُلْ إنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدي إليْهِ مَنْ أَنَابَ» (سورة الرعد 27)، وقال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذٍبٌ كَفَّارٌ» (سورة الزمر 3)، وقال تعالى : «إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ» (سورة غافر 28) .. وذكر سبحانه الهداية ابتداءَ، والهداية جزاءَ؛ فقال تعالى :«الله يَجتبي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن ينيب» (سورة الشورى 13)، وقال تعالى :« فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفاسقِينَ» (سورة الصف 5).. وقال تعالى عن هداية التوفيق بعونه ابتداءً: «فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْديَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ للإِسْلامِ» (سورة الأنعام 125)، وقال تعالى:«إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْديهمْ رَبُّهُمْ بإِيمانِهِمْ» (سورة يونس 9)؛ فهذه الآية الكريمة بسياقها وعمومها تشمل هداية الإعانة القدرية الكونية في الدنيا، وتشمل الإعانة الكونية في الآخرة بأن يعرفوا طريقهم إلى الجنة ومكانهم فيها.. ووعد جل جلاله إضافة إلى حكمه بإضلال من ضل باختياره بالغفران لمن اهتدى باختياره؛ وبهذا تحصل له هداية التوفيق الجزائية؛ فقال تعالى: «وَإنّي لَغَفَّارٌ لِمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالحاً ثُمَّ اهْتَدَى» (سورة طه 82)، وظهر ببيان جلي ولله الحمد: أن الله لا يجبر أحداً على الضلال، وإنما المؤكد سبق علمه سبحانه بمن يضل اختياراً وقدرة.. قال تعالى :« إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيِلِه وَهُو أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى» (سورة النجم 30)، وقال تعالى عن هداية التوفيق الجزائية :« وَالَّذين اهْتَدوا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ» (سورة محمد 17) .. ولا هداية مطلقاً إلا بإعانة الله وهدايته التوفيقية كما في قوله تعالى :«وَمَا كُنَّا لِنَهتْدَيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ» (سورة الأعراف 43). ولكنه سبحانه ضامن لعباده الهداية إذا اختاروا بحريتهم وقدرتهم اللجوء إلى الله بالدعاء؛ لأن الدعاء من قدر الله، والله يدفع قدره بقدره؛ لأن الله يمحو ما يشاء ويثبت، ومحوه وإثباته كله مقدر في سابق علمه.. وهداية الله التوفيقية الابتدائية تفضُّل منه سبحانه مسبق يختص بها من يشاء كما في قوله تعالى :« وَلَوْ شئنا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا» (سورة السجدة 13).
قال أبو عبدالرحمن: ها هنا وقفات
الوقفة الأولى: أن هداية التوفيق تكون ابتدائية اصطفاءَ من الله واجتباءَ؛ لعلمه المسبق بمعدن المهديين من سلامة القصد، والتمسك بالفطرة كهدايته للرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم كصديق الأمة أبي بكر رضي الله عنه.. ومنها هداية جزائية لامتثال مسبق، وهي هداية ازدياد واستقامة.
الوقفة الثانية: كل ضال فبحريته وقدرته التي منحها الله إياه، فإن تعطلت القدرة والاختيار ارتفع التكليف.
الوقفة الثالثة: كل مهتد غير من هداه الله ابتداءً فهدايته صادرة عن حريته وقدرته التي منحها الله إياه؛ فإن تعطلت القدرة ارتفع التكليف.
الوقفة الرابعة: كل مهتد غير من هداه الله ابتداء فلم يهتد هداية توفيق إلا بتسديد وعون من الله؛ لأنه مانحه الحرية والقدرة في السلوك، ولأنه مهتد في سابق علم الله.. وفي سابق علم الله أن هدايته مقرونة بالاعتصام بالدعاء واللجوء إلى الله، والله ضامن الإجابة لمن عاذ بالله، واعتصم به أن يُلقى في النار؛ فهو سبحانه الذي شرح صدره للإسلام، وأعانه على محصِّلات السلامة.
الوقفة الخامسة: لله بإحسانه أن يتفضل بالهداية إحساناً وكرماً، ولا يجب عليه ذلك لكل أحد، وإنما أوجب على نفسه سبحانه العدل: بأن لا يُدين أحداً بلا حجة وحرية وقدرة يملك بهما سلوك الخير أو الشر.
الوقفة السادسة: ليس في ابتدائه سبحانه بالإحسان تفضلاً، وليس في حجبه العون عمن ملَّكه حرية الاختيارين والقدرة عليها: أي عبث، بل ذلك عن علمه السابق الشامل.
الوقفة السابعة: في علمه السابق أنه سيمحو وسيثبت وستسبق رحمته غضبه، وجعل من أسباب ذلك: الاعتصام بالدعاء، والبراءة من الحول، وتفويض الأمر إلى الله، وأن المكلف يجتهد ويعمل، ويرجو رفع قدره بقدره الآخر وهو الدعاء، ويتمسك بعقيدة أن رحمة الله تسبق غضبه ويتمسك بعقيدة أن الدعاء والاستعاذة بصدق وخوف ورجاء مضمون الإجابة، وأن الله فعَّال لما يريد، وأن إرادته مسبوقة بعلمه، وأن وعده متحقق ولابد صدقاً وعدلاً، وأن إيعاده مهما عظم مندفع بالإنابة الصادقة، والاستعاذة بخوف ووجل، والدعاء بصدق يقين؛ فيدفع جل جلاله قدر إيعاده بقدر رحمته المتسببة عن الدعاء والاستعاذة، فذلك محوه وإثباته، وذلك سابق علمه.
الوقفة الثامنة: وسائل قبول الاستعاذة والدعاء قائمة بها الحجة من بيان الله بشرى؛ فيلحظ منة الله لا فعله هو «بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان»، و «وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ»، وأن التقرب إلى الله بفعل الخيرات محقِّق بيقين لا لبس فيه الازديادَ من الهداية وضمان الاستقامة؛ فهو يهدي من أناب، وأن اهتداء الامتثال ضمانة لهداية الرب التي ترفع العبد من ظالم لنفسه أو مقتصد إلى محسن، وأن العناد والجحد بعد تبين الحق في النفس واستقراره سبيل إضلال من الله تسوء به الخاتمة ويتضاعف به الإثم.
الوقفة التاسعة: أن إضلال الله لا يكون ابتداءَ ألبتة.. وأما منعه الهداية التوفيقية ابتداءً عمن شاء من خلقه فحكمتها علمه المسبق بما سيسلكه العبد بحريته واختياره التي منحها الله إياه.. وهي لا ترد على عدل الله ألبته؛ لأنه هداه كوناً وشرعاً هداية بيان وإيضاح، ومنحه الحرية والقدرة، ولم يؤاخذ مع تعطلهما.. وفي هدايته البيانية الإيضاحية بسط جانب الرجاء: بأن قدره مدفوع بقدره، وكل ذلك مسبوق بعلمه، وجعل من قدره الإحساني، الدافع لقدره العدلي تعهد النية بالصدق مع البرهان، وعقد القلب على ما قضى به البرهان، والتحذير مما يصد عن الحق من هوى وحمية واتباعية غير محققة،وذكر الله الدائم باللسان وفي القلب، وإدمان الاستعاذة والدعاء.. ومن أراد الضمانة لهداية التوفيق فليلزم سببي الاستعاذة والدعاء.
الوقفة العاشرة: لله إضلال للعبد، وجبر له على المعصية.. ولكن ليس هذا ابتداءً، بل يكون جزاءً لمن عرف الحق وعانده، وتمادى في محاربة الله، والصد عن سبيله؛ فقد يعاقبه الله بعذاب في الدنيا ثم يُرَدُّ إلى عذاب الجحيم، وقد يمهله ويختم على قلبه وسمعه وبصره عقوبة لا ابتداءً ليتمادى على سوء عمله، ويزداد إثماً مع إثمه، فهذا مقتضى عدل الله، وقد أقام الحجة بالبيان والإنذار والتبشير.
وعماد الهداية ونبع تدفقها الإيمان العلمي بالغيب الحقيقي..روى ابن جرير بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: الغيب ما جاء من الله جل ثناؤه.. وروى بإسناده عن ابن مسعود وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم قالوا.. الغيب ما غاب عن العباد من أمر الجنة وأمر النار وما ذكر الله تبارك وتعالى في القرآن.. لم يكن تصديقهم بذلك من قِبَلِ أصل كتاب أو علم كان عندهم.. وروى بإسناده إلى زر بن حبيش رحمه الله قال الغيب القرآن.. وروى بإسناده إلى قتادة قال: آمنوا بالجنة والنار والبعث بعد الموت وبيوم القيامة، وكل هذا غيب.. وروى بإسناده إلى الربيع بن أنس قال: الذين آمنوا بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ولقائه وآمنوا بالحياة بعد الموت؛ فهذا كله غيب.. ثم علق ابن جرير رحمه الله بقوله :« وأصل الغيب كل ما غاب عنك من شيء، وهو من قولك: غاب فلان يغيب غيباً.. وقد اختلف أهل التأويل في أعيان القوم الذين أنزل الله جل ثناؤه فيهم هاتين الآيتين من أول السورة «يعني سورة البقرة»؛ فقال بعضهم: هم مؤمنو العرب خاصة دون غيرهم من مؤمني أهل الكتاب.. واستدلوا على صحة قولهم ذلك وحقيقة تأويلهم بالآية التي تتلو هاتين الآيتين وهي قول الله عز وجل :« والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك».. قالوا: فلم يكن للعرب كتاب قبل الكتاب الذي أنزله الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم تدين بتصديقه والإقرار والعمل به، وإنما الكتاب لأهل الكتابين غيرها.. قالوا: فلما قصّ الله عز وجل نبأ الذين يؤمنون بما أنزل إلى محمد وما أنزل من قبله بعد اقتصاصه نبأ المؤمنين بالغيب : علمنا أن كل صنف منهم غير الصنف الآخر، وأن المؤمنين بالغيب نوع غير النوع المصدق بالكتابين اللذين أحدهما منزل على محمد صلى الله عليه وسلم والآخر منهما على من قَبل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قالوا: وإذْ كان ذلك كذلك: صح ما قلنا من أن تأويل قول الله تعالى :« الذين يؤمنون بالغيب» إنما هم الذين يؤمنون بما غاب عنهم من الجنة والنار، والثواب والعقاب والبعث والتصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله وجميع ما كانت العرب لا تدين به في جاهليتها مما أوجب الله جل ثناؤه على عباده الدينونة به دون غيره».. ثم عزا ذلك بإسناده إلى ابن مسعود وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم.. وقال بعضهم: بل نزلت هذه الآيات الأربع في مؤمني أهل الكتاب خاصة، لإيمانهم بالقرآن عند إخبار الله جل ثناؤه إياهم فيه عن الغيوب التي كانوا يخفونها بينهم ويُسِرُّونها، فعلموا عند إظهار الله جل ثناؤه نبيَّه صلى الله عليه وسلم على ذلك منهم في تنزيله: أنه من عند الله جل وعز؛ فآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وصدقوا بالقرآن وما فيه من الإخبار عن الغيوب التي لا علم لهم بها؛ لِما استقر عندهم: أن جميع ذلك من عند الله.. استقر عندهم بالحجة التي احتج الله تبارك وتعالى بها عليهم في كتابه من الإخبار فيه عما كانوا يكتمونه من ضمائرهم.. وقال بعضهم: بل الآيات الأربع من أول هذه السورة نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم بوصف جميع المؤمنين الذين تلك صفتهم من العرب والعجم وأهل الكتاب وسواهم، وإنما هذه صفة صنف من الناس.. والمؤمن بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وما أنزل من قبله هو المؤمن بالغيب.. قالوا: وإنما وصفهم الله بالإيمان بما أنزل إلى محمد وبما أنزل إلى من قبلَه بعد تقضي وصفِه إياهم بالإيمان بالغيب؛ لأن وصفه إياهم بما وصفهم به من الإيمان بالغيب كان معنيا به: أنهم يؤمنون بالجنة والنار والبعث وسائر الأمور التي كلفهم الله جل ثناؤه الإيمان بها مما لم يروه ولم يأت بعد مما هو آت دون الإخبار عنهم بأنهم يؤمنون بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومَن قبله من الرسل ومن الكتب.. قالوا: فلما كان معنى قوله تعالى ذكره :«والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك» غير موجود في قوله «الذين يؤمنون بالغيب» كانت الحاجة من العباد إلى معرفتهم صفتَهم بذلك؛ ليعرفوهم نظير حاجتهم إلى معرفتهم بالصفة التي وصفوا بها من إيمانهم بالغيب؛ ليعلموا ما يرضى اللهُ من أفعال عباده ويحبه من صفاتهم؛ فيكونوا به إن وفقهم له ربهم مؤمنين.. وروى ابن جرير بإسناده إلى مجاهد قال: أربع آيات من سورة البقرة في نعت المؤمنين، وآيتان في نعت الكافرين، وثلاث عشرة في المنافقين.. وأسند إلى الربيع بن أنس قوله: أربع آيات من فاتحة هذه السورة في الذين آمنوا، وآيتان في قادة الأحزاب.. ثم قال ابن جرير مرجحاً: «وأَوْلي القولين عندي بالصواب وأشبههما بتأويل الكتاب: القولُ الأول، وهو أن الذين وصفهم الله تعالى ذكره بالإيمان بالغيب وبما وصفهم به جل ثناؤه في الآيتين الأُوْلَيَيْنِ غير الذين وصفهم بالإيمان بالذي أنزل على محمد والذي أنزل على من قبله من الرسل، لِما ذكرتُ من العلل قبلُ لمن قال ذلك.. وما يدل أيضاً (مع ذلك) على صحة هذا القول: أنه جنَّس المؤمنين جنسين بعد وصفهم بالصفتين اللتين وصف، وبعد تصنيفه كل صنف منهما على ما صنَّف الكفار، فجعل أحدَهما مطبوعاً على قلبه مختوماً عليه ميؤوساً من إيابه، والآخرَ منافقاً يرائي بإظهار الإيمان في الظاهر ويستر النفاق في الباطن؛ فصيّر الكفار جنسين كما صير المؤمنين في أول السورة جنسين، ثم عرف عباده نعتَ كل صنف منهم وصفتَهم، وإلى لقاء.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved