أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th November,2001 العدد:10642الطبعةالاولـي السبت 2 ,رمضان 1422

العالم اليوم

أضواء
لا.. أمريكا تحتاجنا..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
كعادتنا نحن العرب متسرعون في حكمنا على الأحوال، ولأن كتابنا ومنظّرينا سواء الذين يطلون علينا من الفضائيات العربية التي وجدوا فيها متنفساً بعد اختفاء مقاهي بيروت التي كانت تشكل المتنفس للنخبة السياسية العاطلة عن العمل..
اقول كعادتنا في التسرع بالحكم على الأمور فإن منظرينا وكتابنا سواء الذين يطلون علينا في الفضائيات العربية أو من أعمدة الصحف، قد أخذوا يتحدثون عن تخلي أمريكا والغرب عن وعودهم التي نثروها للعرب لإغرائهم بالدخول إلى حلف حرب الإرهاب.. وأن هذه الوعود سينساها الغرب بعد ان بدأ يجني ثمار النصر في حرب أفغانستان..
والغريب أنه رغم معرفتنا أن بعض مبعوثي الرئيس جورج بوش الى المنطقة من رؤساء الحكومات والدول والوزراء قد قدموا وعوداً وبعض تلك الوعود جاءت على لسان بوش نفسه، إلا أن الذي نعلمه أن الدول الإسلامية والعربية بالذات لم تسقط في «إغراء» الوعود، فالمشاركة في حرب الإرهاب من الدول العربية جاء كل حسب نظرته السياسية ومصالحه الاستراتيجية ومواقفه المبنية على اعتباراته التي يعرفها أهل الحكم والرأي في كل دولة عربية فلم نر مثلاً دولة عربية أرسلت قوات أو قدمت تسهيلات عسكرية، انما تعاونت في مجال المعلومات وهو جهد ينصب في النهاية لمصلحتها الاستراتيجية والسياسية والأمنية باعتبار ان معظم الدول العربية تعرضت للإرهاب وتضررت منه.
مع هذا ورداً على النظرية التي تقول إن العرب لم يسقطوا في الإغواء والإغراء، الشيء الذي يجب التنبيه له هو أن الاقوال والتأكيدات الأمريكية والغربية بالعمل بجدية وبفعالية أكثر من ذي قبل لحل القضية الفلسطينية لم تعد أقوالاً وتأكيدات يمكن تجاوزها، حتى وإن كانت أمريكا والغرب غير راغبين في ذلك كما تحاول بعض الأصوات والأقلام ذلك، لأن الامريكيين والغربيين وبعد أن لمسوا في ثلاثة الأشهر الماضية مدى اهمية وتجذر هذه القضية في وجدان العرب والمسلمين وأنها بقدر ماتكون حافزاً للشعور بالظلم وبالانحياز وبالتالي دافعاً للكراهية، بمقدار هذا تكون أيضا حافزاً ودافعاً للصداقة ولمزيد من الحفاظ على المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، إذا ما استطاع الأمريكيون والغرب تحقيق حل عادل يرضي العرب والمسلمين.
هذه حقيقة أصبح الأمريكيون يعرفونها و يقرون بها تماماً مثلما توصل إليه الفرنسيون والبريطانيون والأوربيون جميعا.
ولذلك فان القارئ لكلمة كولن باول أمام الأمم المتحدة وقبله رئيسه جورج بوش يرى ضوءاً في آخر النفق، وهذا الضوء اخذ يزداد مساحة بعد التحركات التي شهدتها العاصمة الأمريكية التي تستعد لإرسال وفد امريكي دبلوماسي برئاسة مساعد وزير الخارجية ومعاونه برفقة الجنرال زيتي لرسم التحرك الأمريكي القادم الذي سيطرح على أرييل شارون الزائر لواشنطن الثلاثاء القادم.
والطرح الأمريكي على شارون لايفهم منه أخذ موافقة، فالدول الكبرى لاتطلب الموافقة بل تبلغ المعنيين بالأمر، والذي يتطلب منا تحركاً سياسياً ودبلوماسياً لتوضيح أمرنا لا أن نشغل أنفسنا بثرثرات لم يستفد منها العرب أكثر من نصف قرن..!!
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved