أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 18th November,2001 العدد:10643الطبعةالاولـي الأحد 3 ,رمضان 1422

مقـالات

السلطة الأسرية إلى أين..؟
هيفاء الشلهوب
السمع والطاعة واجب من واجبات الأبناء نحو والديهم..
والاحترام والتقدير من الواجبات الرئيسية نحو الأقارب وكبار السن في العائلة..
الطاعة في غير معصية الخالق هي ما تعلمناه من ديننا الحنيف، وخفض جناح الذل هو ما أمرنا به عز وجل اتجاه الوالدين.
وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لوالدينا مقابل ما يقدمونه لنا ومقابل ما يتكبدونه لأجلنا «ومهما فعلنا فلن نلحق جزاهم».
التربية الصالحة والتوجيه السليم والإرشاد لدروب الخير والوقاية من الشرور والمحافظة على السلامة، هي واجبات الأسرة نحو أبنائها، وعليه فلا تستقيم الحياة وتسير في مسارها الطبيعي إلا بمعرفة كل طرف بحقوقه وواجباته وتأديتها على أكمل وجه.
ولكن أن تتحول واجبات الأسرة إلى قيود تكبل أيدي أبنائها وأغلال تلف على رقابهم أمر يحول الحياة إلى ساحة حرب يستخدم فيها كل طرف جميع أسلحته ويستعين بكل الوسائل والطرق الممكنة« السهلة والصعبة» لأجل الفوز فقط.
مما ينتج عنه فقدان الراحة النفسية داخل المنزل وتفكك الروابط الأسرية وانقطاع حبال الود وتمزق ستار السعادة في ظل مشاجرات دائمة وردود فعل مغايرة من كلا الطرفين.
أن تتحول الصلاحية الأسرية إلى أوامر لا تقبل النقاش ولا تعترف برأي مصيبة تحل على الأبناء وتدفعهم إلى طريق وعر تتفرع منه طرق العناد والمخالفة وارتكاب السولكيات المنحرفة لإثبات الوجود والاعتزاز بالنفس «حتى لو كانوا على خطأ»
** العلاقة «البرتوكولية» علاقة عديمة النفع فهي لا تتمتع بالمرونة المطلوبة بين الوالدين والأبناء، علاقة تهدم لاتبني.
** الحوار الصريح الصادق الخالي من كل ما ينافي الأدب والذي لا يمس الكرامة ولا يجرح الشعور، يفتح الأبواب لمناقشة هادئة وهادفة يؤخذ فيها بالأسباب وتفند الدوافع فيصل الطرفان إلى حل يرضي الجميع مهما كان التشبث بالرأي قويا.
السهولة في التعبير والمرونة في التقبل أمران لابد منهما في كل مسألة تخص الأسرة ويتعلق بها مصير أحد أفرادها.
السلطة الجائرة من أولياء الأمور .. معاول تحفر الأرض ولا تزرعها، فؤوس تقطع الأشجار ولا تغرسها..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
** يقول شاب الثلاثين:
وقف أخوتي وأهلي في طريق زواجي من سيدة اخترتها لحسن أخلاقها واقتناعي بها لا لشيء إلا أنها أكبر مني سنا، وهم يريدون إرغامي على الزواج بإحدى قريباتي وبعدما رفضت تحولت حياتي إلى جحيم من المشاكل المستمرة بشكل يومي أوجدوها بيني وبينهم مما اضطرني لرفض مبدأ الزواج برمته ولم أجن سوى المرض والتعب الذي أعيشه الآن« وهم كل في حياته لا يدركون ماذا فعلوا بي».
** تقول امرأة الخمسين:
حكم عليَّ أبي بالحزن طوال حياتي «رحمه الله» وذلك عندما طلقت من والد أبنائي أراد قريب لي الزواج مني ولكن أبي رفض وليس لسبب مقنع، جعلني أعيش«25» عاماً من مطلقة.. ذهب الشباب وولت الصحة ووالدي توفي وقريبي تزوج ولم يذهب ذلك الحلم الذي يعذبني بذكراه.
** ابنة العشرين ربيعاً تقول:
لم يرحم أبي دموعي ولم يسمع مني كلمة واحدة وزوجني برجل فوق الخمسين من عمره لأجل ماله، ولكن لم نحصل على شيء تمناه أبي، الحصيلة هي طفلان وأنا لم أكمل الثامنة عشرة من عمري وثروة هائلة من الضرب والإهانة والتجريح ومخزون كبير من الظلم«علما أن أبي يعيش عيشة هنيئة مع زوجته الثانية والتي اختارها بملء إرادته»!!!
** شاب في الثانية والعشرين من عمره تحدث وقال:
حطم أبي كل حلم جميل في حياتي عندما أرغمني على دخول «الكلية التعليمية» التي يريدها هو، ولم يعبأ بالا لكلامي ولم يقبل اي مناقشة حتى انه هددني بالطرد من المنزل، ورضخت لامره وكانت النتيجة فشلا ذريعا ورسوبا كل ترم حتى تم الفصل النهائي، وهأنذا بلا دراسة ولا وظيفة وفوق هذا اسمع كل عبارات التجريح من والدي كل يوم ينعتني بالفشل ونسي انه السبب في ذلك.
** زوجة الابن وحماتها:
في الرابعة والعشرين من عمرها لديها ثلاثة اطفال تقول:
اغتالت حماتي كل حلم جميل بحياة هانئة برفضها خروجنا انا وزوجي في بيت مستقل«عذرها حبها لابنها وعدم تحملها بعده، علما بأن لديها غيره ابناء وبنات لم يتزوجوا يعيشون معها» وليتها بعد ذلك تركتنا نحيا بسلام بل العكس هي تفتعل المشاكل في كل لحظة وتحاول قدر الإمكان تشويه صورتي أمام زوجي مما يترتب عليه مشاكل لا حصر لها. علما بأن زوجي يستطيع فتح بيت اخر ولكنه يخشى غضب والدته!!!
** رفض ابي زواجي من كل خاطب تقدم لي في شبابي بدون عذر شرعي جعلني عانسا على مشارف الستين من العمر!! وحيدة بلا إخوة ولا أولاد.
** ابنة السادسة عشرة تهمس في صوت احتبس من شدة الالم النفسي تقول: اعيش في بيت ابي وكأنني خادمة له ولزوجته وأبنائه بسبب كره زوجته لي ورضاه عن كل ما يحدث لي، صم اذنيه عن شكواي فتمردت زوجة ابي اكثر فهي دائما على حق وهي سيدة البيت وملكته«هذا كلام والدي» وأنا على السمع والطاعة فقط وإلا فإن نصيبي الضرب المبرح،«حتى أنها اخرجتني من المدرسة».
** طفل العاشرة تحدث بعفوية: انا اخاف من بابا فهو يضربني ان تكلمت ويقول «قلي حاضر يابابا» إذا ما أكلت يضربني وإذا ما ذاكرت او نمت يضربني، عشان كذا انا ساكت «دايما»!!!
** رفضت والدتي ان ادخل «كلية الطب» فكانت النتيجة حصولي على الثانوية والجلوس في البيت أنتظر«ابن الحلال» على حد قولها فلا اريد سوى كلية الطب.
** رفض زواجي ابي من شخص طيب «لأن لونه اسمر داكن» فحرمني الحياة الزوجية علما انني مطلقة والرجل مستعد للزواج مني وكفل أبنائي، مما جعل الحياة جحيما لا يطاق.
** التحاور والتشاور وإبداء الآراء وإظهار المحبة وإلباس الرغبة ثوب النصيحة امور تدفع كثيرا من المشاكل إلى خارج محيط الأسرة، وتساهم في تقريب الافكار وتنشر الهدوء ويعم التفاهم ويصل كل فرد إلى مايريد من خلال طريق سهل وممهد لا يدمي الأقدام ولا يجرح الايدي.
«لنستمع لأبنائنا كما كنا نريد أن يستمع لنا أبناؤنا وأمهاتنا»

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved