أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 18th November,2001 العدد:10643الطبعةالاولـي الأحد 3 ,رمضان 1422

مقالات في المناسبة

عهد الرخاء
بقلم معالي الأستاذ: أسامة جعفر فقيه
وزير التجارة
الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
إنه لشرف كبير أن أشارك كل مواطن على هذه الأرض المعطاءة، أرض المقدسات، ومنبع الوحي ومنطلق الرسالة المحمدية الخالدة، الاحتفاء بمرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز مقاليد الحكم، للتعبير عن الشكر والعرفان لما تحقق خلال عهده الميمون من مظاهر النهضة التي سادت أرجاء الوطن، حيث ترسخ النهج الذي اختطه المليك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه، والذي يرتكز على الالتزام بالشريعة الإسلامية الغراء واشاعة العدل والاستقرار والأمن ركيزة لتأسيس دولة حديثة تجمع في توازن دقيق بين روح الأصالة والمعاصرة، بحيث تأخذ أحدث أساليب العصر، دون اخلال بقيمها الأصيلة النابعة من الشريعة الإسلامية الغراء، أو شخصيتها المميزة.
وإذا كانت التنمية قد شملت كل القطاعات دون استثناء، فلعل خير مثال في مجالنا ما تم في أحد أجهزة التنمية الرئيسية وهو الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس. إذ إنه يمثل نموذجاً حياً لما شهدته كل القطاعات من تطور ونمو، وباجراء مقارنة سريعة لما كانت عليه الهيئة في عام 1402ه عندما تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وما وصلت إليه اليوم، يتضح جلياً حجم التطور الهائل:
ففي عام 1402ه كانت الهيئة في مبنى متواضع مؤجر، أما اليوم فإنها تزاول عملها من مجمع حديث متكامل المرافق يتضمن مقراً عصرياً ومختبرات مركزية انتهت المرحلة الأولى منها. وقد بلغت تكاليف إنشاء هذه المرحلة ما يربو على (000.000.100) مائة مليون ريال حتى الآن.
تضاعفت ميزانية الهيئة منذ انشائها حوالي أربعين مرة وذلك من (000.000.2) مليوني ريال سنوياً إلى أكثر من (000.000.80) ثمانين مليون ريال هذا العام.
كانت الكوادر العاملة في الهيئة وقتها لا تتجاوز (100) مائة موظف 90% منهم من غير السعوديين بينما اليوم يتجاوز عدد العاملين (500) الخمسمائة، 99% منهم من الكوادر الوطنية المؤهلة والمتخصصة في حقول المواصفات والمقاييس.
كانت المواصفات القياسية السعودية المعتمدة وقتها لا تصل إلى (300) ثلاثمائة مواصفة قياسية سعودية، اضافة إلى ما يربو على الألف مشروع مواصفة تحت الدراسة.
كانت المواصفات القياسية حينها هي النشاط الوحيد الذي تسمح به امكانات الهيئة في ذلك الوقت، بينما اليوم تقدم الهيئة الكثير من الخدمات المتخصصة للقطاعات التنموية، وتنفذ الكثير من الاجراءات التي تهدف لحماية المستهلك والأسواق الوطنية ومقاومة ظواهر الغش والاغراق والتقليد.
ولقد ساعدها على بلوغ هذا المستوى توفر الامكانات المخبرية والكوادر البشرية، وإنشاء مركز حديث متطور للمعلومات يتضمن مكتبة متكاملة، ويتصل بأحدث الشبكات المحلية والإقليمية والعالمية وشبكة الانترنت، ويجري تأهيله حالياً ليصبح نقطة استفسار دولية طبقاً لمتطلبات منظمة التجارة العالمية.
وفي اطار الحرص على دعم الصناعة الوطنية، تقوم الهيئة بتطبيق لائحة علامة الجودة وشهادة المطابقة واعتماد الخدمات، وقد بلغ عدد المؤسسات الصناعية التي صرح لها بوضع علامة الجودة حوالي (140) مؤسسة، كما تقوم بتطبيق شهادات التصدير على المنتجات الغذائية حيث اعتمدت أكثر من ألفي شهادة حتى الآن.
كما تعمل الهيئة بالتنسيق والتعاون مع وزارة التجارة بتطبيق الاجراءات التي تهدف لحماية السوق الوطني، والمستهلك من السلع المستوردة غير المطابقة للمواصفات القياسية، حيث تقوم بتطبيق البرنامج الدولي لشهادة المطابقة في بلد المنشأ I C C P، الذي يتم فيه التفتيش الفني على السلع في بلد المنشأ، قبل شحنها إلى المملكة.
ولم يكن هذا التطور الملحوظ ممكناً بغير الدعم اللامحدود الذي حظيت به الهيئة كغيرها من الأجهزة والمؤسسات من لدن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة، وقد توج هذا الدعم بالرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، لحفل افتتاح مقر الهيئة الجديدة والمرحلة الأولى من المختبرات في 17/11/1420ه. وقد استطاعت الهيئة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل هذا الدعم السامي أن تركز على مجالات حيوية، من أهمها مجال التدريب، للعاملين لديها أو في القطاعات التنموية المختلفة، مما أسهم مساهمة واضحة في ايجاد كوادر وطنية على أعلي مستوى من الخبرة والتخصص، كما أمكن لها متابعة التطورات المتلاحقة في مجال ادارة وتأكيد الجودة، وقد بدأت هذه الدورات بالمواضيع العامة ولكنها اليوم تغطي مختلف المجالات المتعلقة بالجودة الشاملة، والأمور المتصلة بمنظمة التجارة العالمية، وغيرها من المواضيع بالغة التخصص.
كما تقوم الهيئة بعقد الندوات والحلقات العلمية عن المواضيع المهمة ذات العلاقة بتطبيق قواعد شريعتنا الإسلامية الغراء وسلامة المواطنين، ويكفي للتدليل على ذلك ما قامت به هذا العام بالتعاون مع مركز تنمية الصادرات السعودية من اقامة معرض وندوة عن المنتجات الغذائية الحلال، لترسيخ مفهوم الغذاء (الحلال)، كما تقره الشريعة الإسلامية الغراء، وتحديد المعايير السعودية التي تحظى بالثقة التامة في جودة وسلامة المنتجات الصناعية السعودية. كما قامت الهيئة مؤخراً بالاشتراك مع وزارة التجارة بتنظيم ندوة عن عملية خاصة بالأغذية المعدلة وراثياً، للإطلاع على أحدث التطورات في هذا المضمار.
ومن خلال الحرص على هذا النهج تمكنت الهيئة بفضل الله تعالى ثم بفضل الدعم السامي الكريم من القيام بالدراسات والبحوث التي تهدف للحفاظ على صحة وسلامة المستهلك، ودعم الصناعة الوطنية، وتعاملت مع كثير من القضايا والمشاكل ذات الصلة بالغذاء والدواء بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وتجسد ذلك في صدور الموافقة السامية على تشكيل اللجنة الدائمة لمتابعة سلامة الأغذية عام 1417ه، وكذلك الحال في مجال التشييد والبناء، حيث تم تشكيل اللجنة الوطنية لاعداد كود البناء السعودي بموجب الأمر السامي رقم 7/ب/3230 وتاريخ 9/3/1421ه.
كما استطاعت الهيئة بفضل هذا الدعم السامي الكريم تكثيف مشاركتها في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وأن تعمل على معالجة عدد من القضايا المتعلقة بانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية وان تحتل مركزاً مرموقاً على مختلف المستويات الإقليمية والدولية، حيث إنها انتخبت ثلاث مرات لعضوية مجلس المنظمة الدولية للتقييس.
ولعل هذا العرض الموجز يوضح كيف تطورت الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس خلال العهد الذاهر لتقوم بدورها المرسوم في خدمة المجتمع والاقتصاد الوطني.
ولا نملك في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا إلا أن نتوجه للعلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وان يديم عليه نعمة الصحة والعافية، ليواصل قيادته الرشيدة لمسيرة الخير والعطاء بمشيئة الله تعالى.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved