أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 18th November,2001 العدد:10643الطبعةالاولـي الأحد 3 ,رمضان 1422

مقالات في المناسبة

المسيرة الظافرة
د. زاهر بن عواض الألمعي
عضو مجلس الشورى في دورته الأولى وأستاذ الدراسات العليا بجامعة الامام
سعدت كثيرا وأنا أشاهد هذا الحشد الهائل من المشاعر الفياضة عبر وسائل الاعلام بمناسبة مرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز دفة الحكم في المملكة العربية السعودية، وكانت كلمات صدق ووفاء تمثلت في هذه الوسائل الاعلامية شعرا ونثرا وفنونا، وندوات ومؤتمرات في الجامعات والمؤسسات والاندية الادبية والثقافية.
ولاشك ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أطال بقاءه على طاعته وألبسه لباس الصحة والعافية قد سار ببلاده مسيرة ظافرة في كافة المجالات وبخاصة مجالات التعليم والاعمار ودعم الاقتصاد الوطني لتحسين معدلات النمو اضافة الى بناء الانسان السعودي ليكون عنصرا فعالا في التنمية والبناء .. فلا غرو ان يقول الشعب وكافة المسؤولين في الدولة كلمتهم الوفية عن هذه المسيرة الخيرة على مدى عشرين عاما وما تحقق خلالها من انجازات عظيمة في مختلف الميادين.
ان الذي ينظر في واقع المملكة العربية السعودية في حاضرها ويستشرف آفاق مستقبلها يرى انها قد حققت في جميع مجالاتها معدلات كبيرة من النمو والازدهار.. والدول لا تقاس نهضتها بسنوات معدودة بل هي في حاجة الى عشرات السنين بل مئات السنين كما حدث في الدول المتقدمة.
وهذه البلاد منذ وحد شملها الملك عبد العزيز رحمه الله ورسم سياستها وجعلها قائمة على الثوابت من هذا الدين الحنيف نراها تسير بخطوات حثيثة في جميع ميادينها بما اذهل المحللين الاقتصاديين والخبراء المعتبرين في مجال السياسة والاقتصاد والتخطيط.
والنقطة التي أذهلتهم أكثر فأكثر ان المملكة العربية السعودية تطبق أحكام الشريعة الاسلامية وتحافظ على ثوابتها عقيدة وشريعة ونظام حياة.. ومع ذلك فانها تسابق الزمن في العلوم والتقنية والبناء في جميع قطاعات الدولة ومصادر الانتاج.
ربما كانت النظرة الماركسية التي ترى بأن الدين أفيون الشعوب لا تزال تعشعش في أذهان المنحرفين والمستهترين بالأخلاق والقيم.. لقد أثبتت تجربة المملكة العربية السعودية بأن استمساكها بدينها والتزامها بالاسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة لم يزدها الا قوة وتقدما بل هو العامل الرئيسي في بنائها ووحدة شعبها والتفافه حول قيادته لأنهم يرون ان السمع والطاعة لولاة امر المسلمين واجب شرعي يفرضه الدين وتقتضيه مصلحة الوطن والمواطن.. فالحب والولاء والاستقامة على المنهاج القويم وفر لهذه البلاد الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.
ان مجهودات خادم الحرمين الشريفين في الداخل والخارج وسياسته المعلنة من مختلف القضايا الكبرى وفي مقدمتها قضية فلسطين والمسجد الأقصى مجهودات مشرفة وما تحقق حتى الآن على كافة المستويات يبعث على الفخر والاعتزاز.. ثماني جامعات على امتداد هذا الوطن تحتوي على عشرات الكليات في مختلف التخصصات.. والتعليم العام بنين وبنات به عشرات الكليات.. وآلاف المدارس في سائر المستويات وملايين الطلاب والطالبات.
ان التعليم في المملكة العربية السعودية يشكل ظاهرة حضارية عظمى لا نظير لها في عالمنا المعاصر اذا قيست بعمر المملكة بعد وضع خطط التنمية الطموحة والاتجاه بفعاليات ممتازة نحو البناء والعطاء مستفيدين من كل تجربة رائدة وعلم نافع وحكمة أنّى كان مصدرها، فالحكمة ضالة المؤمن مع الحفاظ على ثوابتنا وأصالتنا مما يبعث على الثقة في طموحات القيادة وحسن التدبير والتخطيط..
وما وصلت اليه الكفاءات السعودية من مستويات عالية في التعليم واستيعاب التقنيات الحديثة بروح ايمانية وثابة مصدر فخر واعتزاز فمنهم رائد الفضاء، والمهندس البارع، والطبيب الماهر، والمعلم الناجح، وسائر المهن والتخصصات التي تتطلبها قطاعات الدولة والقطاع الخاص بنوعيه التجاري والصناعي.
ان خادم الحرمين الشريفين منذ ان كان وزيرا للمعارف قد واصل خطط التعليم ورسم اطره وتطلعاته فلا غرابة ان يرعاه فكرة وتخطيطا وتنفيذا.. فلم تفارقه المسؤولية عن التعليم والتأهيل حتى وهو وزير للداخلية اذ كان هو الساعد الاقوى لاخوانه الملوك سعود وفيصل وخالد رحمهم الله يرعى ويتابع ويوجه كافة المسؤولين عن قطاعات التعليم حتى وصلت البلاد الى هذا المستوى من التقدم والازدهار.
ان اهتمام الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله بالحرمين الشريفين واعمارها بما لم يسبق له مثيل في تاريخها لهو بحق مفخرة وموضع اعتزاز من كافة المسلمين الصادقين.. فالمشاريع العملاقة ماثلة للعيان..
توسيع في المشاعر المقدسة انفاق وجسور ومرافق لم تشهد لها مثيلا.. ولا زالت العطاءات والتطلعات والخطط الطموحة تجري على قدم وساق لكل ما من شأنه خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولو نظرنا لما تحقق على مساحة هذا الوطن من انجازات عظيمة عرفنا حجم الانفاق وتحمل المسؤولية لخدمة الوطن والمواطن.. فشبكات المواصلات التي تربط جميع مناطق المملكة ومدنها وقراها بأحدث الطرق، وانشاء المطارات ودعمها باسطول جوي يقدم افضل الخدمات والتسهيلات وتحلية المياه المالحة وجلبها الى المدن الرئيسية من الخليج العربي والبحر الاحمر تعتبر من اعظم الانجازات فتدفق المياه على الرياض من الخليج عبر مئات الكيلوات عمل جبار، واختراق جبال السروات وصعود المياه المحلاة اليها من البحر الاحمر مثل الطائف وابها وخميس مشيط وغيرها من المدن، هذا الانجاز لولا انه حقيقة ماثلة للعيان ما صدقه احد فان هذه التقنية التي تجلب الماء من مسافة تزيد على مائة كيلو متر ثم تصعد به اكثر من ثلاثة آلاف متر فوق سطح البحر يعتبر معلما حضاريا هائلا بل انني أجزم انه لا يوجد له مثيل في العالم بتلك المسافات والصعود.. وهي امور ينبغي ان يدركها المواطن والمقيم وكل من يهمز ويلمز عن ثروات المملكة الهائلة ماذا حققت للوطن والمواطن؟
ان بناء القدرات الدفاعية والمدن العسكرية تحتاج الى انفاق عظيم وقد حصل وكذلك الانفاق على التعليم بمختلف قطاعاته وعلى الصحة والعلوم والتقنية والزراعة والاتصالات والمواصلات وغيرها من قطاعات الدولة يعطي اجابة كافية وثقة كاملة في رعاية الدولة وحسن القيادة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وساعده الايمن صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وكافة المسؤولين في الدولة الذين تحملوا مسؤولياتهم في العمل والبناء وتنفيذ توجيهات القيادة.
لست في حاجة الى الاشارة لجهود خادم الحرمين الشريفين في مجالات العمل الاسلامي ومساعدة المنكوبين والمضطهدين والمشردين قدر الاستطاعة وبمقدار ما تسمح به الظروف احتراما لاستقلالية الدول وعدم التدخل في شؤون الآخرين الا بالحسنى فان هذه الامور واضحة ويشهد بها العدو قبل الصديق. ولكنني ألمح الى بعض الانجازات فقد دأبت المملكة العربية السعودية على مساعدة الجمعيات والمنظمات الاسلامية وانشأت رابطة العالم الاسلامي ودعمت منظمة المؤتمر الاسلامي والندوة العالمية للشباب الاسلامي وهيئة الاغاثة الاسلامية وغيرها من مساعدة ابناء المسلمين في مختلف دول العالم.
لقد أنشأ خادم الحرمين الشريفين مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وكان للمسلمين خارج هذه البلاد النصيب الأوفر من ذلك كما تعهدت الدولة بقيادة الملك فهد بن عبد العزيز بتوفير التعليم الشرعي لأبناء المسلمين فأنشأت الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة في عهد الملك فيصل رحمه الله ورعاه من بعده من حكام آل سعود رعاية كاملة وليس ادل على هذا الاهتمام بأبناء المسلمين من جعل نسبة 80% للطلاب الوافدين توفيراً للتعليم الشرعي وسائر العلوم الاسلامية والعربية لكي يرجعوا الى بلدانهم رسل خير وحملة هداية وقد نهلوا من المعين الصافي من بلاد الحرمين الشريفين.
ولم يقف ذلك عند هذا الحد بل تابعت الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين مسيرتها في تعليم ابناء المسلمين والاهتمام بهم فأنشأت معاهد للدراسات الاسلامية في الخارج مثل معهد الدراسات الاسلامية في كل من «اليابان» و«موريتانيا» و«جيبوتي» و«رأس الخيمة في الامارات العربية» وفي الولايات المتحدة «بواشنطن» وهذه المعاهد الاسلامية هي فروع لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية.
ان مسيرة خادم الحرمين الشريفين مسيرة حافلة، وعطاء ثر، واركان دولته الفتية اهل للمشاركة في مسؤولية بناء هذا البلد المعطاء وتحمل مسؤولياتهم في الولاء والبناء ومراعاة ما تتطلبه الظروف في رؤية واضحة وأهداف سامية نبيلة.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved